نقطة على السطر..« فوبيا» الراتب

كثيرة هي الاضطرابات التي تصيب الإنسان خلال حياته نتيجة الضغوط الاجتماعية أو الحوادث الطارئة التي تمر به
ومن هذه الاضطرابات ما يدعى ( الفوبيا ) وهي باختصار الخوف الشديد والمتواصل من شيء ما أو موقف معين ، تنشأ نتيجة التعرض لتجربة سلبية تنعكس على سلوك الشخص الذي تعرض لأمر مريب يحاول تجنبه . فهناك فوبيا الأماكن المرتفعة أو المزدحمة ، أو فوبيا الحيوانات أو حتى الحشرات ، وكل ما سبق يبقى ضمن نطاق الأمور الطبيعية ، أما أن يصبح لدينا فوبيا (زيادة الرواتب ) التي من المفترض أن تكون خطوة إيجابية في سبيل تحسين مستوى الإنسان المحظوظ ( فيما مضى ) ، بما أن الزمان قد منّ عليه بفرصة الحصول على ( وظيفة حكومية ) ، ذلك الموظف الذي جعلته سنوات الحرب في أدنى المستويات المعيشية ، أصبح ما أن يسمع بإشاعة زيادة الرواتب حتى يعاني من أعراض الفوبيا السابقة الذكر – المتمثلة بدوار شديد وجفاف في الحلق والرغبة في الهروب إلى مكان بعيد رغبة بعدم سماع الإشاعة والتي قد تصبح حقيقية حيث أن الإشاعة وحدها كفيلة برفع أسعار المواد الغذائية والمنظفات والألبسة الجديدة والبالة وحتى ألعاب الأطفال وبشكل عشوائي وبإفتاء شخصي من أصحاب تلك المحال سواء أكانت كبيرة أو صغيرة والذين يجدون على ما يبدو أنهم أولى بتلك الزيادة إلى جيوبهم دون قرار رسمي حيث أنه وفي الحي الواحد نلاحظ اختلاف سعر السلعة نفسها ذات المنشأ الواحد والصناعة الواحدة .. والذي قد يصل إلى 50 أو حتى 100 ل.س أو أكثر في المادة الواحدة وهكذا وبحسبة بسيطة تصبح الزيادة ( المأمولة ) لا تغطي حتى نصف الزيادة التي وضعها الباعة لسلعهم والمصيبة الكبرى أن تبقى زيادة أسعار السلع زيادة وزيادة الراتب إشاعة ..
سلوى العباس

المزيد...
آخر الأخبار