في كل مرة يرتكب فيها ترامب إحدى حماقاته ترتسم خطوة جديدة للعنجهية الأمريكية نحو النهاية وتسرّع من الانزلاق في الهاوية فعدوانية ترامب وسذاجته وتصرفاته الرعناء منذ توليه الرئاسة الأمريكية وحتى الآن تؤكد على أنّ الرجل مشكوك في قواه العقلية وأنّ تصرفاته غير المسؤولة ستنتهي به إلى خارج المشهد السياسي الأمريكي، والتصعيد العدواني الأخير ضد إيران باغتيال رموز المقاومة واتباع الأساليب القذرة في عملية الاغتيال الأخيرة للمقاوم قاسم سليماني ورفاقه دليل آخر على امتلاك الرئيس الأمريكي لنزعة «الأنا المرضية » التي تدفعه الى ارتكاب الفظائع دون النظر الى عواقب الأمور مع الاعتقاد أنه قادر على فعل ما يشاء وفي أي وقت يختاره ووفق ما يصوغه خياله الاجرامي المريض دون رادع أو مقاومة من الاطراف الأخرى لكن الرد الايراني المزلزل كسر شوكة أمريكا وحطّم عنجهيتها على صخور محور المقاومة العتيدة ، والردود الصاعقة في انتظار أمريكا في كل مرة تحاول فيها النيل من استقرار البلدان المقاومة ومن أمنها ورموزها .
أخطأ الرئيس الأمريكي المتعجرف في حساباته هذه المرة ، ولم يدرس الظروف والمتغيرات الجديدة مما وضع مصالحه في دائرة الاستهداف وهو مضطر مكرهاً الى اخلاء مواقعه والتخلي عن قواعده ولملمة آلياته تحسباً لأي ردّ فعل انتقامي جديد تفرضه مرحلة جديدة من المواجهة في المنطقة .
إن لجوء ترامب إلى الاساليب الجبانة في عملية الاغتيال الأخيرة تدل على أن الادارة الأمريكية قد تلقت الكثير من الصفعات الموجعة في الميادين السياسية والعسكرية وأن المخططات التخريبية قد فشلت في المنطقة ، وعلى الأمريكي اليوم أن يحزم حقائبه ويخرج صاغراً منكسراً من المنطقة بعد أن فشلت محاولاته المحمومة لإيجاد موطىء قدم له فيها واتباعه لمختلف الاساليب ودعمه لأذرع الارهاب للاستمرار في شروره ونهبه لثروات البلدان المقاومة لكنه أدرك أن مشاريعه الشيطانية للهيمنة على المنطقة ستواجه بمقاومة الشرفاء والاحرار وأن زمن العربدة الامريكية الى أفول ، والرد الايراني يكبح التهور الامريكي ويجعله يعود أدراجه الى دائرة الخطوط الحمراء التي رسمها محور المقاومة ، وبعد استهداف قاعدة الارهاب والتجسس الامريكية في العراق هناك مرحلة جديدة وتداعيات مرتقبة تفرض على المحتل الامريكي الرحيل القسري من المنطقة .
ترامب الرئيس الأمريكي الغبي والساذج يترنح اليوم بين خسارته للانتخابات القادمة وبين عزله المرتقب لذلك فإن أمله في تجديد ولايته الرئاسية أصبح ضعيفاً وبعيد المنال وهو محشور في زاوية الانتقادات من الداخل الأمريكي لذلك نراه يصدر أزماته الى الخارج في محاولة يائسة لصرف أنظار شعبه عن مشكلاته الاساسية والتصعيد الاخير ضد ايران ودول المنطقة خير دليل على ذلك .
محمود الشاعر