نبض الشارع … مكانك راوح ..

«ضمن الإمكانيات المتوفرة –وفق التعليمات والقوانين الناظمة –وفق الحاجة والضرورة» عبارات يتم تدويرها على ألسنة المعنيين – غالباً لتبرير نقص في مادة ما ،أو تقصير في زاوية معينة ،وتلك العبارات لا ترمم غلاء فاحشاً ولا تبلسم جرحاً مقرحاً ،ولا تسد رمق فقير معتر ….؟
أزمة الغاز «إلى متى ؟! » الوعود باليسر بعد العسر والفرج بعد الضيق ،كلام بكلام وعبارة عن تصريحات وتلميحات لا تستند إلى أسس ثابتة تطمئن المواطن وتفتح أمامه منافذ توزيع ليس فيها تدافش وتهاوش ومطاردات وتجاوزات ومحسوبيات ومزاجية ،بمعنى تأسيس علاقة متوازنة بين المواطنين والقائمين على تقديم الخدمات تسودها الأمانة وحس المسؤولية المهنية لا تفرق بين غني وفقير وبين مدعوم ومحروم لأن هذه المادة من حق المواطن ولا توزع لوجه الله أو كرمى عيون أحد كان .
طوال شهور وأزمة الغاز تلف بنا وتدور، يخرج المواطن من بيته عند الشفق ويعود عند الغسق وربما عاد خالي الوفاض متورم القدمين بعد ساعات انتظار وجلد الذات بحسن الثبات مقاوماً البرد وخواء المعدة ملتزماً بتعليمات معتمد يوزع الأدوار والأفكار مستعرضاً عضلاته ونافشاً ريشه في التوزيع والتفنيد .
المواطن هو من يدفع الفاتورة ،فاتورة التقصير والخلل وافتقاد الآلية التي تنهي معاناته وتحفظ كرامته ،نحتاج خطة عمل طويلة أو قصيرة الأجل تعطي بارقة أمل لمواطن بات في حالة يرثى لها ،خطة تحرك ،خطة إحساس بالوضع المعيشي المتدهور لا نحتاج لتنظير أجوف وعبارات مطاطة لا تسمن من جوع نريد أيادي نظيفة وضمائر حية تشعر بمعاناة المواطنين وتحافظ على قوتهم الذي يدافع عنه المسؤولون «بالقول «خط أحمر وبأنه من المحظورات ،لكن للأسف ،بات قوت المواطن لقمة سائغة في أفواه مجموعة فاسدة من عديمي الضمير والأخلاق اتخذوا تجارتهم أداة للتكسب وجمع المغانم.
نحتاج إجراءات رادعة تصد الضربات المتلاحقة التي تستهدف لقمتنا ،وتردع من استسهل واستعذب تصويب سهامه باتجاه مواطن لاحول له ولا قوة …في ظل واقع موجع ومرير وقاسٍ نفتقد الرقيب والحسيب وحصانة المواطن والقدوة الصاحية التي يفترض أن تفعّل العقاب والحساب و تضع حداً للانفلات الذي يفاقم الواقع الاقتصادي مرارة وبؤساً ويزيده سوءاً .

العروبة -حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار