عندما كانت تمر سنوات عجاف على أرضنا الطيبة ويقل المطر ويتأخر عن موعده كنا نتذمر ونتململ ونردد الله يبعث الخير ويسقي نفوس العباد قبل الأرض كي يخف الضيق عن البشر وتزول أسباب انزعاجهم من تأخر هطول الأمطار و كان الناس يتسابقون لطلب الغيث وإقامة صلوات الاستسقاء لينعم الله بالخيرات على الأرض وما أن يبدأ المطر بالهطول حتى نرى السعادة والسرور بادية على الوجوه بقطرات ثمينة جادت بها السماء.
والضيق الذي نعيشه في هذه الأيام بسبب الحرب الظالمة على بلدنا الحبيب والتي أرخت بظلالها على حياتنا ومعيشتنا ونتلمس آثارها في العديد من متطلباتنا واحتياجاتنا اليومية لا بد زائل وستجود الحياة علينا بخيراتها إذ هناك حراس لهذا الوطن يقدمون التضحيات ويجودون بأثمن ما عندهم كما جادت السماء بأثمن ما عندها لينعم أبناء الوطن بالخير وتفرج عليهم وستمضي هذه السنوات العجاف إلى غير رجعة وتعود البسمة إلى الوجوه المنتظرة الذين سيرتوون من جود وتضحيات هؤلاء الأبطال الشرفاء وستنشأ أجيال جديدة تبني وتعمر ما خلفته هذه السنين تأتي لتمحو مواسم القحط و الجفاف ويتجدد العطاء وينعم البشر بما وهب إليهم من السماء…
منذر سعده