الحرب الاقتصادية على أشدها وقد طالت كل مستلزمات الحياة اليومية للمواطنين من كهرباء وغاز ومازوت وأخذت أسعار المواد الاستهلاكية تحصد ما تبقى من أموال في جيوب المواطنين التي هي بالأساس مثقوبة بعد أول يومين في الشهر حيث تجاوز سعر كيلو السكر 500 ليرة ولتر زيت القلي 1200 ليرة وعلبة المحارم 800 ليرة أيضا وهذا الأمر ينطبق على أسعار الخضار فثمن كيلو غرام البندورة 450 ليرة والبطاطا 250 إلى 300 ليرة ….الخ وهذا يتطلب منا نحن السوريين أن نستفيد من تجربة الحرب الاقتصادية التي تعرضت لها سورية في ثمانينات القرن الماضي عندما وقفت بحزم في وجه الإخوان المسلمين الذين استخدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية والعدو الصهيوني لتدمير الدولة السورية آنذاك وكنا وقتها نعيش انتصارات حرب تشرين التحريرية التي سجلت سطوع فجر عربي جديد في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وكانت سورية بقيادتها الحكيمة وجيشها الباسل عمود ذلك الانتصار لكن حكمة القائد المؤسس حافظ الأسد كانت حاضرة فكان الحل حاضرا من خلال الاعتماد على قطاع الزراعة خاصة أن الله حبا بلدنا الغالي سورية وأعطاه الكثير من الموارد الاقتصادية وخاصة في مجال الزراعة حيث استطاعت سورية وخلال فترة وجيزة وقياسية تحقيق نهضة زراعية غير مسبوقة فأصبحنا نصدر القمح والفواكه والخضراوات وزيت الزيتون التي تصدرت فيه سورية كمية الإنتاج عربيا وعاد أهل الريف لتربية الأغنام والأبقار والدجاج البلدي وبذلك تجاوزنا المحنة وأفشلنا مخططات أعدائنا وما علينا اليوم إلا الاعتماد على أنفسنا واستثمار ما لدينا من أراض زراعية وبذلك نبقى أصحاب سيادة وقراراتنا مستقلة وغير محتاجين لأحد وعلى الحكومة وضع خطة متكاملة مدروسة لدعم هذا التوجه وبالسرعة القصوى .
شلاش الضاهر