دأبت أمريكا على افتعال الأزمات وتأجيج الحروب في المنطقة لتطبيق أجنداتها الاستعمارية وذلك بالاعتماد على الإرهاب التكفيري ،وما حدث على الأرض السورية خلال سنوات الحرب الإرهابية خير دليل على ذلك ، فقد حاولت قوى العدوان اتباع شتى الوسائل القذرة لتدمير البنى التحتية في البلاد ونهب النفط السوري واتباع سياسة الحصار الاقتصادي للنيل من صمود الشعب السوري وكان الهدف الأول والأخير من تلك الممارسات القذرة هو تحقيق الأمن الإسرائيلي والحفاظ على كيانها الزائل عبر التأسيس لمرحلة جديدة توهمت أمريكا أنها قادرة على إنشائها بتفكيك محور المقاومة والاعتماد على بدائل إرهابية تحقق لأمريكا أطماعها وتنفذ أجنداتها ، لكن الخسارات المتتالية لتلك الأدوات الإرهابية على الأرض السورية جعلت قوى العدوان تقف عاجزة عن فعل أي شيء أمام الانجازات المذهلة للجيش العربي السوري على امتداد الجغرافيا السورية .
ورغم أن الحلف الصهيوأمريكي كثف أعماله الإرهابية وقدم الدعم اللامتناهي للمجموعات الإرهابية وتوسعت أوهامه وآماله لتحقيق الأطماع التوسعية للكيان الصهيوني وخاصة في الجنوب السوري وتكررت اعتداءاته لمنع تقدم الجيش العربي السوري أثناء تنفيذه لواجبه المقدس في تحرير الأرض السورية من الإرهاب ، رغم ذلك كله كانت سلسلة الهزائم تزيد الضغط على الحليف الصهيوني وتبدد آماله في زعزعة الاستقرار في سورية وفي دول محور المقاومة ، والجرائم المرتكبة بحق المناضلين واتباع أسلوب الاغتيالات هي أساليب رخيصة تؤكد على إفلاس قوى العدوان وإخفاق سياسات أمريكا الرعناء في المنطقة ، كما أن تكثيفها لعمليات إرسال المعدات والأسلحة إلى أماكن انتشارها في الجزيرة السورية وقرب حقول النفط وإعادة توزيع ارهابيي داعش في الأماكن لمواصلة المخطط التدميري وإشعال الفتن والحروب بدون النظر إلى عواقب الأمور ، كل ذلك سيدخل المنطقة في حالة من التعقيدات وسيفتح أبواب التصعيد ولن تسلم أمريكا في إمعانها في هذه السياسات لأن النيران التي تحضّر لها لإشعال المنطقة لن تكون بعيدة عن مصالحها وأماكن وجود قواتها المحتلة .
سجلت أمريكا لنفسها انتهاكات عديدة للقانون الدولي ، منذ أن أوجدت قواتها غير الشرعية على الأرض السورية واستخدمت الأسلحة المحرمة دولياً أثناء اعتدائها على بلدات ومدن سورية في الرقة ودير الزور واستخدمت أساليب وحشية وإجرامية لقتل المدنيين وتشريد الآلاف وهناك آلاف التحركات والإجراءات اللاأخلاقية التي تنتهجها أمريكا وتخالف بها الشرعية الدولية وكلها تعدّ إرهاباً موثقاً ، بالإضافة إلى دعمها لجرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني .
الحلف الصهيو أمريكي يثبت يوماً بعد يوم أنه حلف شيطاني وأن سياساته الإجرامية تنتهك القوانين الدولية بشكل صارخ ،لكنه يبقى حلفاً مارقاً وتبقى إرادة الشعوب في تحرير أرضها وتقرير مصيرها هي الأقوى ،وصمود محور المقاومة في وجه الحلف الشيطاني هو دليل آخر على أن الشعوب المقاومة قادرة على فعل المعجزات وإثبات وجودها والحفاظ على أرضها مهما بلغت قوة المعتدي .
محمود الشاعر