عندما تضيق مساحات الصراع وتتشابك الرؤى في استقطاب الأجدى للمضاء.. يصبح الوعي هو الفيصل في اتخاذ القرار … كل هذه التناقضات وحرب المصطلحات.. والمفاهيم الرائجة باتت تشكل زوبعة حقيقية تؤثر على المواطن…بالتأكيد لا يخشى على صمود هذا الشعب العظيم… وحديثنا ليس عن الركائز بل عن الروائز وذلك أن جملة الاختبارات الموجعة التي يخضع لها غير مألوفة.. ضغوط وإشاعات وحرب استنزاف فكرية ونفسية واقتصادية… وحصار محكم وعداء معلن… يشن من الداخل والخارج ولما كان جوهر الوعي هو الإدراك كان لزاما علينا أن ندرك أن طفيليات المرحلة ممن اصطلح على تسميتهم (أمراء الحرب) هم الخنجر المتقدم في يد أعدائنا الموغل في خاصرتنا… وإلا فكيف سأفسر أن «وضيعا» كان يتسول لقمة بطنه بات يمتلك مليارات الدولارات يودعها في بنوك غير وطنه ويقبع على شاطئ بيروت في يخته الفاره الذي يحج إليه سماسرة الصفقات…. كيف سأقنع نفسي بأن هذا الهلام لديه قلب وطني أو حس وطني أو إنساني.
الوعي أيها السادة يقضي وبعد تسع سنوات عجاف أن ننسف من جدول حساباتنا المستقبلية كل هذه الطفيليات التي جلبتها ريح الحرب والويلات.. فلا خير فيها….. لأن الوعي يقضي أيضا» بأن العماد فقط على المواطن الشريف الصابر المصابر العامل والفلاح والموظف… بالتعب والكفاح مجددا» فهو قدرنا… وهو شرفنا.. وهو رصيدنا التاريخي….
إن شعبا» اسمه الشعب السوري… صمد وضحى وقاوم وانتصر ونهض من تحت الأنقاض وأعاد بناء وطنه حجرا» حجرا.. وغرسة» غرسة….. أما المياومون على لقمة أطفالنا فإن الحساب الإلهي لن يجتازهم حتى لو اجتازوا الاستحقاق الدنيوي.
إعادة الإعمار الحقيقية بدأت من الوعي الشعبي بضرورة التكافل والتكاتف… وتكامل الأدوار…. وتغذية دورة الحياة بالمؤازرة اللازمة والاعتماد على الذات…. لا أن ننتظر تحسن الظرف السياسي أو رضى الدول الاستعمارية ورفع العقوبات بتقديم التنازلات وهذا لن يحدث بكل تأكيد لأن المقاومة خيارنا والكفاح نهجنا…. ولن نعدم الوسيلة ولا الحيلة .. ليرتنا عزتنا…. بداية وعي حقيقي لمرحلة جديدة وتأسيس لنهج مقاوم مديد ذي مناعة عالية …الحملة مستمرة…. ومستمرون نحن في عشق الوطن.
سامر سلمان