في ثنايا حوار عابر مع أصدقاء استمعت إلى شكواهم و أنا الشاكية عبّرنا معاً عن مشاكل و أزمات عانيناها في المكان و الزمان الآنيين إذ الريح المجنونة اشتدت وهبت علينا من كل حدب و صوب ، شربنا معاً من جرة الزمهرير .. تكالبت قوى خارجة عن إرادتنا لكننا بوقوفنا معاً أنا الصفاء دواخلنا بصيرتنا …أعتق القلب من همه والنفوس من حيرتها .
اكتشفنا معاً حلاً جذرياً لمشكلة وجودنا فلا خلاص إلا بالوقوف صفاً واحداً مع الوطن و بلسمة جراحاته ، نمد له يداً دافئة حانية نفيض بحبه امتناناً ومودة بعد أن أثخنته الأحزان والهموم و عبثت به السنوات العجاف كل ذلك في مواجهة عدو واحد .. أمريكا التي تحاربنا بلقمة عيشنا ذلك الغول الغامض المتربص بنا ليجعلنا سجناء لإرادته يحاول التحكم بكل مفاصل حياتنا ، ويضعنا نحن و العذاب في جسد واحد
تسعة أعوام من الحقد و الكيد و التآمر كلها كافية لهدّ جبال راسيات لكن الصبر و التحمل كانا الدواء الشافي إذ من شرب البحر لن يغص عن الساقية
من حقنا أن نبوح بهمومنا نجاهر بأحلامنا كي ننام قريري العين من حقنا أن ننتقد إذ طفح الكيل من حقنا أن نشكو الغلاء الحاصل و قلة الخدمات … من واجبنا أن نعري الفساد المكشوف للعيان ، لكن ذلك لا يكون إلا بالتعقل و الروية لتجنب الكلاب المسعورة و المؤامرات التي تحاول إيقاعنا في براثن الفقر و الحاجة و خلق الفتنة الرعناء.
نعم هناك متصيدون و انتهازيون يحاولون لملمة ثروات البلد و الصعود على حساب آلام الفقراء .
لكن بالمقابل ليس كل أ بناء الوطن فاسدين بل هناك أناس شرفاء يصنعون المبادرات الشعبية للوصول إلى حلول جذرية لمشكلاتنا من خلال المساهمة في دعم ليرتنا الوطنية و كلنا ثقة بعودتها إلى بر الأمان، الأزمات تشتد و لكن لا بد من الفرج في القريب العاجل إذ ما يحصل اليوم ليس إلا فقاعات تنعقد في سماء الوطن و تعلو و لكن في النهاية لا بد أن تفقأ و تهبط لنصل معا إلى رحاب الأمل الواعد .
العروبة- عفاف حلاس