قرأت له كثيراً و له في نفسي و نفس جيلنا أثر و مكانة… و قد وصلت مؤلفاته ،لا سيما اللغوية و التربوية إلى كل البلدان العربية فأوكل إليه إدارة وحدة التربية في الجامعة العربية أواخر القرن الماضي قبل أن يتبوأ مناصب عديدة منها وزارة التربية ووزارة الثقافة و لجنة التمكين للغة العربية .
إنه الدكتور محمود السيد في اتحاد الكتاب العرب بدمشق كان من بين المكرمين بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس الاتحاد.
كان لي شرف الحضور في هذا الحفل في اتحاد الكتاب العرب إلى جانب الدكتور نزيه بدور بصفتنا عضوين جديدين في الاتحاد.
إن تكريم القامات الكبيرة ممن ساهموا في صنع ثقافتنا المعاصرة و ساهموا بتأسيس اتحاد الكتاب العرب 1969 هي إنجازات يحق للاتحاد الفخر بها خلال الخمسين سنة الماضية فالأدب و الثقافة صورة صمودنا الأسطوري في وجه المؤامرة الكونية على وطننا ،العالم الذي أرسل إلينا إرهابيين من ثلاثة و ثمانين بلداً منه كأنه يرد لنا الجميل دماراً و خراباً .. السوريون قدموا للعالم أقدم أبجدية و أقدم سلم موسيقي و أقدم حبة حنطة و هاهم يريدون تدميرنا لأننا نقود محور المقاومة و الكرامة و العزة بوجه الصهاينة و الأمريكان ..!!!
من بين المكرمين وجه آخر .. رأيته يتوكأ على عكازه و يساعده في المشي ابنه الشاب هو الأديب نصر الدين البحرة ..الدمشقي الجميل قلت له هل تذكرتني يا أستاذ ..أنا فلان .. لم يتذكر، كنا قد قدمنا أمسية قصصية في رابطة الخريجين الجامعيين نهاية القرن الماضي . تذكر الرابطة و زياراته لها ليلقي قصصه الجميلة…
ثمة عجوز يمشي الهوينى ،عندما جاء دوره في التكريم قال كلاماً مدهشاً و جميلاً : « من يجب أن يكرم هو .. ذلك الجندي الذي يحمينا و لولاه لما كنا على قيد سجلات الحياة و الكرامة .. نحن نكرمه بكلماتنا .. و هو يكتب كلمات الانتصار بدمه فأين الحبر من الدم .!! إنهما في مواجهة الإرهاب » هذا ما قاله الأستاذ أحمد الحسن وزير الإعلام الأسبق
الذي سألني و أنا أصافحه و أعرفه بنفسي عن حمص و عن أصدقائه فيها ..!!
ثمة أسماء كبيرة لها حضورها في المشهد الثقافي السوري و من هؤلاء ذلك الرجل الذي غزا الشيب رأسه لكنه لا يزال نشيطاً في مشيته أسأله عن عمره بعد السلام و كنت التقيته غير مرة في ثمانينات القرن الماضي و قد شغل منصب رئيس اتحاد الصحفيين لسنوات طويلة إلى جانب منصبه مديراً عاماً للوكالة العربية للأنباء –سانا.. إنه الشاعر الدكتور صابر فلحوط .. الشاعر البعثي الكبير الذي طالما رددنا بيته الشعري الشهير
أنا بعث و ليمت أعداؤه
عربيّ عربيّ عربيّ
دمشق تحتفي بمبدعيها … و ثمة حفلات لتكريم هؤلاء في حمص و حلب و اللاذقية سوف تقام قريباً ضمن احتفالات اتحاد الكتاب العرب بعيده الذهبي
لقد كرر الحضور أن أرقى قانون لتقاعد الكتاب هو عندنا في سورية و هو فريد من نوعه في العالم .. ثمة أربع أو خمس دول فيها مثل هذا .. و هذا القانون مكرمة من القائد المؤسس حافظ الأسد…
و في لقائه مع وفد ضمّ العشرات من كتاب سورية و بعض البلدان العربية قال السيد الرئيس بشار الأسد « قرروا .. و ارفعوا مقترحاتكم .. و علينا التنفيذ …»
شعب يحترم مبدعيه هو شعب حي و حضاري .. والكلمة تشارك في صنع النصر ..
وحدهم الجنود يرتبون الفصول .. وحدهم الأدباء يعبرون عن الفصول في كل رصاصة باتجاه العدو ، مولود جديد و موسيقا للحياة و قهر لأعداء الله و الحياة … و لنتذكر دائماً .. كلنا خرجنا من معاطف الجنود .
دمشق تحتفي بالإبداع و الانتصار .. و دمشق لن تكون إلا دمشق…!!
عيسى إسماعيل