قد سبق وأشرنا إلى مسألة الاهتمام بالنظافة في نفقي جامعة البعث .. وللأسف وكأننا ندغدغ من يقرأ ذلك دون قيام الجهة صاحبة العلاقة باتخاذ أي إجراء للحد من ظاهرة رمي الأوساخ بشكل يسيء إلى الآداب العامة .
أذكر حين كتبت ذات مرة بضرورة إحداث أنفاق تؤدي إلى الجامعة وذلك إثر دهس إحدى الطالبات على طريق الشام ورفاقها وحين أتت الموافقة رسمياً على ذلك كانت السعادة تغمرني .. كون الأنفاق تحمي حياة المارة من الطلبة وغيرهم وكون النفق يضم مكتبات وخدمات أخرى تستثمر لصالح جهة ما .
ولكن اليوم وحين أدخل النفق اشعر بالقرف والاشمئزاز لانتشار الأركيلة واكسسواراتها والطاولات والكراسي في النفق الشمالي وانتشار الأوساخ بطريقة مؤذية للعين والصحة معاً .. ما أن يستخدم المرء الدرج صعوداً أو هبوطاً حتى يفاجأ بأكوام الأوساخ .
ألم يحن الوقت بعد كي يشعر المواطن بالمسؤولية تجاه ذاته ووطنه وكي يشعر المسؤول بمسؤوليته تجاه ذلك ومحاسبة المسيء والمقصر معاً .
بعد هذه الحرب أصبحت أشعر وكأننا كل يوم نبتعد بمقدار سنة ضوئية عن الحضارة باتجاه الخلف لا الأمام في مظاهر سيئة كثيرة مثل مرور سيارة عكس اتجاه السير أو تجاوز الآخرين على يمين السائقين وغير ذلك .. من مظاهر لا تنم عن احترام المرء لذاته في الوقت الذي يفترض به اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن نكون قد خرجنا بعبرة مما مر علينا .
نبيلة ابراهيم