لم تكن الحرب الظالمة على وطننا الحبيب سورية حرباً سيطوي الزمن آثارها بسهولة فقد شنت على بلد آمن كانت أرضه مراحا للحضارات الإنسانية المتعاقبة وأنها كانت موطن الإنسان الأول على وجه الأرض وأنها الرحم الذي أنجب الأبجدية الأولى في التاريخ و انطلقت إلى كافة أرجاء المعمورة مشكلة اللغات الحية التي تتحدث بها الآن شعوب الدنيا قاطبة .
لقد كانت حربا فريدة من نوعها فهي الحرب الأولى التي اجتمع على شنها حوالي مئة وخمسين دولة تدور سياساتها في فلك أمريكا دولة الشر الأولى في العالم والحرب الأولى التي كانت فيها الدول المجاورة لسورية قد فتحت حدودها لتكون ممرا للجماعات الإرهابية إلى الداخل السوري وممرا لكافة أنواع الأسلحة التي تحتاجها تلك المجموعات وهي الحرب الأولى التي تنفذ ضد دولة عربية وتشارك فيها وبشكل علني دول عربية وازنة نفطيا وماليا من خلال دعمها للإرهاب وأدواته من أجل إسقاطها وجعلها دولة فاشلة خدمة للعدو الصهيوني وعقابا لها لأنها انتهجت النهج المقاوم للعدو الصهيوني وأهدافه الاستعمارية في الوطن العربي .
ومن يعود إلى بداياتها يجد أنها جاءت لنشر الفوضى التي لا تقيم وزنا للقيم والأخلاق العربية الأصيلة والتي أسماها المنظرون لها ( بالفوضى الخلاقة ) واستنزاف طاقات سورية وإمكاناتها المادية والبشرية لتدميرها وذلك في خطوة استعمارية جديدة للشرق العربي بعد أن أصبحت اتفاقية سايكس بيكو عديمة الفعالية فقد مر عليها أكثر من مئة عام وأصبحت بعض الدول العربية بمفهومها الحالي عقبة في وجه المشاريع الاستعمارية الجديدة التي تقتضي تمزيق وحدة الدول إلى دويلات صغيرة تحت مسميات عرقية وطائفية وإثنية وتكون بالمحصلة جميعها بحاجة إلى الكيان الصهيوني من أجل استمراريتها وينتقل الصراع من صراع عربي صهيوني إلى صراع بين أبناء البلد الواحد والذي قد يبنى عليه نقل التجربة إلى بلدان أخرى إقليمية أو دول عظمى مناهضة لأمريكا والكيان الصهيوني ومخططاتهم التدميرية .
لكن الحدث الذي سيقف عنده المؤرخون أن الانتصار الذي حققته سورية قيادة وجيشا وشعبا سيجعل للتاريخ طعما آخر لأنه سيسجل أنه بحلته الجديدة ( أي التاريخ ) هي من نسج السوريين العظماء وجاء ذلك الانتصار بتوقيع أبناء جيشنا العظيم الجيش العربي السوري الذي ستدرس انتصاراته في كافة الأكاديميات العسكرية وهذا ما تؤكده الوقائع عندما حضر وزير الدفاع الكازاخستاني إلى مقر البعثة السورية المشاركة في الدورة الرابعة للألعاب العسكرية الدولية التي أقيمت في موسكو وأوعز إلى رئيس أركانه ومجموعة من الضباط القادة حضور درس قدمه أحد الضباط السوريين عن الحرب التي يخوضها الجيش العربي السوري ضد الإرهاب والانتصارات العظيمة التي حققها .
إن عظمة تلك الانتصارات قد أشار إليها السيد الرئيس بشار الأسد عندما قال : (إن بطولات جيشنا في هذه الحرب ستدرس في الجيوش الأخرى). نعم لقد أصبح جيشنا العظيم معلما والمعلمون وحدهم من يحق لهم إعطاء الدروس .
شلاش الضاهر