مادة الخبز هي المادة الرئيسية على مائدة السوري وأعتقد العربي , ومعظم سكان العالم وبالتالي عندما يكون الخبز جيداً , فإن إقبال البشر عليه كبير , وإلا مصيره وجبة للحيوانات بدلاً من الشعير والخلطات العلفية الجيدة.
في هذه الأوقات نجد أن بعض الأفران مازالت تنتج رغيفاً غير قابل للاستهلاك من قبل البشر إلا إذا كانوا مرغمين على ذلك لأسباب كثيرة يدرك تفاصليها أصحاب الدخل المحدود , هؤلاء الذين توسعت شريحتهم وزاد فقرهم نظراً لما خلفته قوى البغي والظلام خدمة لأسيادها في الكيان الاسرائيلي وأمريكا ودول الغرب الطامع دائماً بخيراتنا و المتطلع إلى نهبنا .
حتى لا نكون ظالمين نقول أن بعض الخبز الذي تنتجه تلك الأفران مازال جيداً ولكن بحدود ضيقة وبشكل يكفي العاملين في المخبز وأصحابهم والمعتمدين لتقديمه الى أسرهم ومن يجدون فيه منفعة لمحالهم التجارية .
إن وجود خبز جيد من المخبز ذاته وآخر في منتهى السوء يعني أنه يمكن في الحقيقة تحسين نوعية الرغيف إذا تم الانتباه جيداً الى العجن والخبز والتبريد . ولنفرض أن الآلة قد تعطلت يوماً , وهذا يحدث في كل الآلات وكان الخبز دون ما نشتهي فالمسؤولون عن المخبز تقع على عاتقهم مهمة الإصلاح الدائم والمستمر وذلك ليس صعباً فقد دخلنا في مرحلة تصنيع الأفران الألية منذ عشرات السنين وإذا لم تكن الآلة السبب فالعامل هو السبب ويجب الانتباه إليه .
البعض يقول إن الخبز جيد , ولكن نقله قبل التبريد الصحيح وتكديسه فوق بعضه البعض يزيد الأمر سوءاً .
نقول لا شك أن الحصول على الرغيف من مصدره مباشرة له نكهته الخاصة , لكن في الوقت نفسه له متاعبه ومحاذيره أيضاً وتجربة المعتمدين هي أسهل الأمرين.
الدولة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها تعمل باستمرار لتقديم الخبز بسعر معقول ويتناسب مع الدخل المحدود , ومعظم أبناء الوطن يعلمون ذلك ويشكرون .
لكن سوء تصنيعه يجعل المرء ينسى هذه الميزة سيما أن معظم أبناء حمص لهم صلات قربى مع أبناء الريف أو أبناء الأحياء الأخرى في المدينة والذين يتحدثون عن خبزهم الناضج والجيد قياساً بالخبز في هذه المدينة .
ومن يريد التأكد من مضمون ما نقول فليتجه الى مخبز دير بعلبة الذي يوزع خبزه غير الناضج ويستمع الى أصوات باعة الخبز اليابس والذين يحملون أكياساً منه كل يوم لبيعه علفاً للحيوانات .
فإلى متى نستمر في هذا الحديث القديم الجديد ؟ وليس معنى ذلك أن مخابز القطاع الخاص تقدم أفضل وأرقى , فبعضها يوازي مخابز القطاع العام سوءاً ويتفوق عليها أحايين كثيرة .
مايجري هدر لأموالنا , هدر لوقتنا , تلاعب بصحة أبناء شعبنا , فلابد من الحل , فمخابز دمشق تقدم أفضل ومخابز جارتنا حماةتقدم أفضل ومخابز قرى عديدة تقدم أفضل . ذلك لايتم بصورة مطلقة ولكن غالباً ما يحدث و يؤسفنا أن نكرر الحديث حول هذا الموضوع , لكن المرض مازال قائماً ولابد من استمرار محاولات العلاج.
أحمد تكروني
المزيد...