الراتب الشهري ..القشة التي تنقذ من الغرق أجرك الأول … ماذا فعلت به وأين صرفته ؟؟

إطلالة جديدة لكل شهر تأتينا محملة براتب – أجر شهري – يعين المواطن على مواصلة مسيرة حياته اليومية… أجر شهري يحسبه الموظف بدقة عالية ويخصص له دفترا ً لحساب المصروف تفوق عدد أوراقه عدد أوراق العملة النقدية للراتب .. ويحتار كيف سينفق ما تبقى منه بعد إيفاء قسم من الديون ..
في ذاك اليوم وأمام الصراف الآلي رأيت ذلك الرجل الستيني قبض راتبه التقاعدي وضعه في جيبه بتثاقل وقال متمتما ً : الله يرحم أيام زمان عندما كان الراتب يكفي ويزيد وقد أثارني الفضول بأن أسأله عن راتبه أو الأجر الأول الذي تقاضاه فقال: كان راتبي حوالي 700 ليرة استطعت من خلاله أن أفتح بيت وأكون أسرة ..
وهنا عدت فعلا ً إلى تلك الأيام التي كان يحدثني عنها والدي ، ومعظم متقاعدي اليوم يسمونها – أيام الزمن الجميل – وبغض النظر عن الغلاء الفاحش الذي يسيطر اليوم على كل حياتنا اليومية تساءلت ترى ما هي الذكرى الذي يتركها الحصول على أول أجر مادي في حياة الإنسان وماذا فعلنا بذلك الأجر ؟؟ ..
سؤال توجهنا به إلى شريحة مختلفة من المواطنين وخاصة الموظفين وكانت اللقاءات الآتية:
صباح – موظفة في مؤسسة عامة منذ الثمانينات قالت : عينت بعد تخرجي من الجامعة براتب شهري وقدره /1145/ ليرة سورية وكنت وقتها عازبة وقد وضعت الراتب تحت تصرف والدي مساهمة مني بالمصروف وقد اقتطعت منه مئة ليرة لأشتري ثياب جديدة،وبقيت أساهم بالمصروف إلى أن تزوجت والباقي … جميع النساء المتزوجات يعرفنه ..
محمد – متقاعد قال: كنت أتقاضى راتبا ً شهريا ً بالمئات استطعت من خلال أول راتب أن أستأجر غرفة في المدينة لمتابعة عملي براحة دون إنهاك وتعب السفر وأعطيت قسما ً لوالدي واحتفظت بقسم آخر وتابعت بالباقي مصروف الشهر ريثما يأتي الراتب الثاني وهكذا .. أما اليوم صحيح أن الحياة تغيرت وأصبح هناك أشياء لم نكن نحلم بها ولكننا لا نستطيع أن نشتريها بالأجور الحالية ، وأنا لا أتكلم عن نفسي بل عن الشباب وخاصة المقبل على خطوة زواج وتكوين أسرة ..
عماد قال : عندما تقاضيت راتبي الأول كنت معيدا ً في الجامعة … ووضع أهلي المادي جيد ولذلك قررت أن أشتري براتبي مصاغ ذهبي وإعلان خطوبتي على الفتاة التي أحبها … طبعا ً ساعدني والدي بتكاليف الحفلة ..
مروة – قالت : لقد أصر والدي أن أشتري براتبي الأول قطعة ذهبية أحتفظ بها كذكرى لحدث مميز في حياتي وخاصة أن وظيفتي جاءت بعد عناء رغم أنني أستحقها ولكن للأسف لم أحتفظ بهذه الذكرى ففي ظل هذا الغلاء ،وخاصة ارتفاع أسعار المعدن الذهبي اضطررت لبيعه عند أول ضائقة مالية تعرضت لها.
مها إعلامية قالت :رغم أنني استلمت وظيفتي إلا أنني لم أتقاض راتبي من الشهر الأول بعد ذلك تم جمعه وتقاضيته عن شهرين وقد كنت قد عاهدت نفسي أن أوزع قسما ً منه على الفقراء والمحتاجين .
أنور قال : ما إن تقاضيت راتبي الأول حتى « استلمني « الموظفون القدامى وبدؤوا يقدمون لي الإغراءات لمحاولة إشراكي معهم في «الجمعيات الشهرية » التي يشكلونها ورغم محاولاتي التملص إلا أنني اشتركت بأكثر من نصف راتبي في الجمعيات ولكن قلت لنفسي بأنني سأستفيد من هذه المبالغ في وقت لاحق وخاصة أن الراتب لم يكن يكفي كافة المستلزمات – أي منذ حوالي عشر سنوات والحال اليوم أصعب بكثير..
بشار قال : في بداية حياتي عملت عند ميكانيكي وذلك لتأمين مصروف الجيب أثناء العطلة الصيفية وأذكر أن أول أجر تقاضيته كان حوالي 300 ليرة اشتريت به بعض الحلويات لأهلي وأخوتي وأصدقائي ولكن بعد ذلك احتفظت بالباقي من الأجور فأنا أتعب وبحاجة للإدخار ….
سناء: وقد أصبحت اليوم في مركز وظيفي ممتاز قالت : في بداية حياتي وأثناء دراستي في المعهد كنت أقوم بإعطاء الدروس الخصوصية لبعض الطالبات وذلك لتأمين مصروفي وأذكر أنني عندما قدمت لي والدة إحدى الفتيات أجري لأول مرة خجلت وقلت لها :
«خليها علينا » ولكن كنت أتوق إلى هذا الأجر فهي المرة الأولى التي أحصل بها على أجر وعدت إلى أهلي محملة بالأطعمة الشهية ..

المزيد...
آخر الأخبار