مع انطلاقة الثورة السورية وتزايد الاحتجاجات الشعبية، وتسلط النظام البائد على منطقة الحولة، ، سيطر على المشفى الوطني الوحيد في مدينة تلدو و أوقف جميع الخدمات الطبية والصحية ، علماً أن المشفى يمثل شريان الحياة للمنطقة برمتها، وحوله إلى ثكنة عسكرية كاملة، وأخرجه عن الخدمة نهائياً.
منشأة طبية متكاملة
وذكر أحد أعضاء المكتب الإعلامي في ” الحولة” أن مشفى (تلدو الوطني) كان أول منشأة طبية متكاملة في المنطقة، ويضم جميع الاختصاصات الطبية ، ويحتوي على غرفة عمليات، وعناية مشددة، وصيدلية، وقسم للولادات بأجهزة متطورة، ولكافة الاختصاصات, وكان يقدم خدماته لحوالي 200 ألف نسمة في منطقة الحولة وما حولها من البلدات.
إلا أن كل ذلك فُقد بلمح البصر، عندما قام النظام البائد بتحويل هذه المنشأة الإنسانية إلى ثكنة عسكرية كبيرة، وطرد الموظفين، واستولى على المباني والآليات والأجهزة، وممتلكات المشفى الطبية من أجهزة ومعدات متطورة، ونقل معظمها إلى مراكز أخرى كما تحول إلى مركز للاعتقال والتعذيب، ونقطة استهداف للأهالي وقرى المنطقة بأكملها.
من مشفى ميداني إلى مشفى الحولة الوطني
وبعد انعدام الرعاية الصحية وازدياد أعداد القتلى والمصابين، أصبحت الحاجة ضرورية لإيجاد مشفى ميداني يخفف معاناة الأهالي بعد عجز المراكز الصحية المتواجدة في المنطقة عن تقديم الخدمة الطبية اللائقة , فقامت منظمة إنسانية” بإحداث مشفى ميداني وجراحي لعلاج إصابات القصف الممنهج للنظام البائد، وذلك عام 2017, وكان عبارة عن غرفة إسعاف، ومخبر، وأشعة، وإنعاش، وعناية، وغرفتي عمليات، واستمرت الخدمة فيه لغاية عام 2018, وبعد “التسوية”، وضع النظام يده على هذه المنشأة الطبية كبديل عن مشفى تلدو، وحول اسمها إلى “مشفى الحولة الوطني”.
مشفى جديد
والتقينا مدير المشفى الدكتور عبد الكافي بركات الذي حدثنا قائلاً: كانت المنطقة مهمشة صحياً وبدون أية خدمات تُذكر,و بعد التحرير تم تفعيل قسم الإسعاف على مدار الساعة، وتفعيل المخبر والصيدلية، وعيادة متخصصة من قبل أطباء متطوعين، وقسم للعلاج الفيزيائي، وكذلك تأمين أدوية للمراجعين عن طريق فريق العمل الشعبي، وذلك لضعف وعدم قدرة مديرية الصحة على تأمين الأدوية بشكل كامل.
نقص الكوادر
يضيف الدكتور بركات: يوجد أطباء على ملاك المشفى باختصاصات: أطفال، وأذنية، وعظمية، وصحة عامة,وهناك عدد من الأطباء المتطوعين باختصاصات البولية، والنسائية، والداخلية، ولكن يوجد نقص بالكوادر بشكل عام.
خطة التوسيع
وتابع: هناك سعي حثيث لإكساء الطابق الأرضي والأول لتوسيع الأقسام، وتفعيل غرف العمليات، وقسم النسائية والأطفال، وغرف إقامة، وغرفة عناية مشددة، وإنعاش، وولادة، ومخاض، وعمليات قيصرية,و تم استلام جهاز أشعة، وسيبدأ العمل به خلال هذا الشهر.
تأهيل مشفى تلدو
يسعى أهالي المنطقة إلى لفت أنظار المنظمات والجمعيات الأهلية والحكومية للعمل على إعادة تأهيل مشفى تلدو الوطني وترميمه, و هناك وعود بهذا الخصوص، مع التأكيد أنه يتمتع بأهمية كبيرة وموقع مميز، ويمكن تفعيله بتضافر الجهود وتأمين الإمكانيات اللازمة.
يوسف سليمان