مواجهة الخوف والتحدي ..رصيد قوة لنشعر بالأمان

الشعور بالأمان والاطمئنان .. لا يوازيه أي شعور آخر فعندما يكون الإنسان « مطمئنا» ويعيش حالة من الاستقرار والأمان تنتابه كل المشاعر الجيدة من فرح وسعادة ورضى.. الكثير يعتقدون أن الإنسان يبقى في حالة عدم استقرار وبالتالي عدم شعور بالأمان طالما لم يحدد موقفاً أو طريقاً أو موقعاً يستقر به ويبني على أساسه حياته القادمة ولذلك كثيراً ما نسمع أن فلاناً سوف يشعر بالاستقرار بعد الزواج وفلانة سوف تشعر بالأمان بعد أن تكون أسرة وتنجب الأولاد..الخ.‏ ولكن البعض يؤكد أن عدم الشعور بالأمان شعور إنساني يتخلل حياة الإنسان في أي موقع كان وبأي عمر ولو لمرحلة محددة فالطفل يشعر بالخوف في حال غياب أهله والمراهق يشعر بالارباك إذا اضطر لمواجهة المشاكل بمفرده والشباب يشعرون بالرهبة عندما يدخلون نطاق المجتمع الواسع وكل هذه المشاعر هي نتيجة لعدم وجود الأمان…‏ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه : متى يشعر المتزوجون والذين يعيشون حياة مستقرة بفقدان حالة الأمان..؟؟

حاولنا في موضوعنا هذا الحصول على آراء عديدة ومختلفة ولقد تنوعت الاجابات التي حصلنا عليها من شرائح اجتماعية مختلفة وبدرجات متفاوتة من الثقافة والتعليم..‏
مرحلة لابد منها‏
السيدة رانية ربة منزل قالت : إن الشعور بالأمان يأتي بدرجات متفاوتة فلا يمكن أن نقول أننا وصلنا إلى قمة الشعور بالأمان ونقف عند هذه القمة إذ لابد لنا من النزول ثانية وربما إلى أسفل الهرم في حال تعرضنا إلى أي موقف يخلخل التوازن النفسي أو الفكري أو الاجتماعي…‏
السيد حسام طالب جامعي قال: إن الشعور بالأمان أو عدمه – باعتقادي- مرتبط بالخوف فعندما نخاف من مواجهة أي مشكلة أو موقف فنحن أصبحنا بموقف ضعف وبالتالي نحن بموقف غير آمن ونبقى بهذه الحالة إلى أن نتغلب على الموقف…
‏ الأمور المادية‏
ركزت الكثير من الآراء على أن العديد من الحالات والمشاعر الإنسانية تتأثر بالأمور المادية فالمرأة لا تشعر بالأمان عندما تعيش حالة فقر في منزل الزوجية فهذا الرجل /الزوج/ الذي لا يستطيع تأمين لقمة العيش لأسرته هل يستطيع أن يحقق الأمان والاستقرار لهذه الأسرة؟؟.‏ رب العمل كذلك عندما يتعرض لنكسة مادية تتعقد مشاريعه وتتشابك ويشعر أنه أصبح في مهب الريح وبالتالي يشعر أنه فقد الأمان..‏ وفي أبسط الأحوال والمواقف التي قد تحدث مع أحدنا وهي فقدان المال / المصروف/ أو سرقته فهذا يجعل الإنسان الفاقد لماله وكأنه إنسان تاه عن واقعه – ولو للحظات- وأصبح يدور في دوامة الارباك والخوف.‏
الخيانة.. بأنواعها‏
المتزوجات اللواتي التقيناهن أكدن أن خيانة الزوج أو حتى شك الزوجة بخيانة زوجها قد يكسر الشعور بالأمان لديها أو يشرخ هذا الشعور فهي تخاف من فقدان الزوج/السند/ وما يتبعه من أمور أخرى..‏
السيدة ص- موظفة قالت: لا أمان مع الخيانة وهذا شعار تطلقه المرأة دائماً.. بينما الرجل عندما يتعرض لخيانة من زوجته تنتابه مشاعر أخرى لا تتعلق بالأمان لأن الرجل في مثل هذه الحالة يبقى هو الأقوى فالمجتمع ينظر إليه على أنه هو الذي يحقق الأمان للمرأة والأبناء والأسرة كاملة..‏
الخوف .. والأمان‏
السيد أ – موظف و رب أسرة كثيرة العدد قال : من الطباع السيئة التي يمكن أن يتصف بها الإنسان هي القلق الزائد عن الحد وهذا ما أتصف به لأن أي خطوة أو عمل أقوم به يغلفه الكثير من القلق وهذا بدأ ينعكس على أبنائي فكلما توجه أحد منهم إلى مكان أشعر بالقلق وبأنه ليس بأمان وهذا الشعور يعذبني ويعذب أسرتي..‏ لقدأصبحت لا أشعر بالأمان إلا عندما أجتمع أنا وأسرتي في المنزل.
‏ السيدة ش- ربة منزل قالت: إنني ضعيفة جداً أمام حوادث الفقدان‏ /السفر-الوفاة/ فعندما أسمع بحادثة وفاة قريبة أو بعيدة أشعر وكأنني تائهة ولست بمأمن وهذا شعور أتمنى أن أتخلص منه» فالموت حق علينا..
الأمان ينبع من القلب‏
السيد محمد- متقاعد قال: عشت حياتي هذه دون أن أشعر يوماً بعدم الأمان لقد استقليت عن أسرتي لأسباب العمل والدراسة واعتمدت على نفسي وواجهت العديد من المصاعب بكل ثقة وكانوا يقولون لي عندما آخذ الأمور بروية وحكمة/أنت قلبك قوي../.‏ ولذلك فأنا أعتقد أن الأمان ينبع من القلب ومن إيمان الإنسان بأن كل شيء يأتي بقضاء الله وقدره وكلما واجهنا مشاكلنا بإيمان وقوة وحكمة كلما شعرنا بالأمان.‏
تحقيق: منار الناعمة‏‏

المزيد...
آخر الأخبار