القلم أداة الكتابة .. وأقربها إلى قلب الإنسان ..
فهو مع صغر حجمه مقارنة بالمعول والسيف والمدفع والبندقية إلا أنه قادر على إضاءة المسافة بين الأرض والسماء .
فهو يستطيع أن يطفىء جميع المصابيح المشتعلة ويبقى وحده متقدا ً منيرا ً ..
هو شرس .. قوي .. شجاع لايهاب الصعاب..
مراوغ .. يختصر قدرة العقل ومكنونات القلب في رأسه المدبب الصغير ليصنع الأعاجيب .. وكلما اهتممنا به أكثر وغذيناه جيدا ً بالأفكار والمشكلات الاجتماعية والأخبار العاجلة كلما زادت رهافته وبصيرته وكلما تألق أكثر و ازداد نجاحه ..
لكنه عندما يخطىء الكتابة يصيبه الوجل والخوف لذلك يبقى طوال حياته ينظر بنصف عين .
وأخطر مايمكن للقلم أن يواجهه هو رداءة الموضوع والمشكلة المطروحة وقصائد الشعر الساذجة والكتابة دون قناعة .
ولغرام الجهات المختصة بذلك القلم استعارته لكتابة الشكاوى والمحاضر .
ولكن مايحط من شأنه سكوته عن مواجهة الباطل وكتمانه الحقيقة .
القلم هو الأداة الوحيدة التي تعيش طويلا ً محاطة بالإشارات الخفية .. وتعيش معاناتها بالتصادم مع الأقلام الأخرى ..
وكثيرا ً مايفقد القلم قدرته على مواجهة كل هذه الصعوبات .. فنلاحظه يصرخ وينفعل قبل أن يطال حبره النفاد .
فهو يفوق الرصاصة في رد كيد المعتدي ويتفوق على المحراث في عمق حراثته للأرض الزراعية ، وهو كالدرر النفيسة يستولي على قلوب الناس بسرعة ، وكذلك فضجيجه أعلى من ضجيج الآلات .
وتبقى هناك أمور وأحجيات كثيرة تشل قلمي وتحاصره وتمنعه من المجازفة بأشياء عديدة وتجعل إيقاعه خفيفا ً وبطيئا ً كإيقاع أقلام الوشم على الجلد .
ميرنا فرحة