الفريق الإعلامي إلى إيران : شعب متمسك بحضارة وتاريخ بلاده العريق إعــلام هــادف يــرقى إلــى مستـوى صمــود أبنــاء الشعب رغم الحصار
كانت زيارة الفريق الاعلامي إلى إيران زيارة مميزة كونها أتاحت الفرصة للإعلاميات السوريات للتعرف على فكر وعمل نظيراتهن الإيرانيات ، وهذه الزيارة في إطار التنسيق والتعاون الإعلامي والثقافي بين البلدين ..
كانت الحفاوة والترحيب وحسن الضيافة ، الكرم واللباقة في التعامل واضحة من الإيرانيين
وبرنامج حافل بالنشاطات السياسية والثقافية والاطلاعية والسياحية ولقاءات هامة مع إعلاميين مميزين وزيارات ثقافية منوعة ..
في طهران التي تبلغ مساحتها 750 ألف كم 2 تمتعنا برؤية أراضيها الخضراء وفيها /2700/ حديقة تتحدث عن عراقة شعب وعمق الانتماء والهوية ..
لقاءات مميزة
أولى اللقاءات كانت في وكالة الأنباء الفارسية ( ايرنا ) التي تنشر الأخبار بتسع لغات وصحيفة كيهان التي تصدر بثلاث لغات ، العربية والفارسية والانكليزية ، ثم إلى صحيفة الوفاق التي تصدر باللغة العربية وتتبع لمجمع إيران الإعلامي ..
بعد ذلك اتجهنا إلى قناتي العالم والكوثر .
ركزت معظم اللقاءات والنقاشات مع رؤساء تحرير كل من صحيفتي الوفاق ( مصيب النعيمي ) وصحيفة كيهان ( حسن شريعتمداري ) ومدير عام وكالة الأنباء ( ايرنا ) الدكتور سيد ضياء هاشمي حول أهمية الإعلام المقاوم في ظل الحروب المختلفة وسبل التعاون بين البلدين الشقيقين .
وكانت لنا زيارة للبرلمان الإيراني وتم خلالها تسليط الضوء على عمل الوفد السوري خاصة لقاء المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية السيد حسين أمير عبد اللهيان المفعم بالنقاشات الإستراتيجية والتوضيحات السياسية حول المؤامرة التي تسعى لتقسيم المنطقة وإضعافها ..
ولقاء السيد محمد خدادي معاون وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الشؤون الإعلامية الذي أشار إلى العلاقات السورية – الإيرانية التي تعمدت بدماء الشهداء من البلدين الشقيقين .
مابين قصر الشاه
ومنزل إمام الثورة وقائدها
في الطريق إلى أحد قصور الشاه استقبلتنا ثلوج طهران ببياض ونقاء القلوب كانت العائلات تصطحب أطفالها رغم برودة الطقس ، قصر متعدد الطبقات الضخمة و غرف الاستقبال والجلوس والنوم، فيه غرفة طعام مرصعة بالذهب ، تحف ولوحات باهظة الثمن ، مكتبة ضخمة ومتحف لسيارات زوجة الشاه وأولاده .. من القصر الباذخ والترف على حساب الشعب كانت الوجهة إلى البساطة والتواضع حد الزهد ، إلى منزل إمام الثورة وقائدها، الإمام الخميني، غرفتان شاهدتان على حياة قائد عظيم، استقبل في إحداها أهم رؤساء وقادة العالم ..
برج ميلاد
غطت الثلوج الأشجار والحدائق ومنع الضباب الكثيف رؤية كامل طهران من أعلى نقطة في برج ميلاد الذي يبلغ ارتفاعه 435 مترا ً، هذا البرج الذي يضم متحفاً ومجسمات لمشاهير إيران من كتّاب وأدباء وأساتذة وعلماء، وقبة السماء ذات اللون الأزرق ، عليها النقوش عن حكايات وأساطير عديدة، وعن الموت والحياة والحب والعدل والسلام ..
لقاء سفير سورية
كان اللقاء مع سفير بلادنا .. الدكتور عدنان محمود وزوجته أسرويا ً حارا ً مفعماً بالمحبة والترحاب بكل مفاصله ، تحدث الدكتور عن أهمية التعاون بين إيران وسورية والاستفادة من التطور العلمي والتكنولوجي الإيراني لدعم مشاريع إعادة الإعمار .
متحف الدفاع المقدس
بالقرب من حديقة متحف الدفاع المقدس تتموضع أعلى سارية لعلم الجمهورية الإسلامية الإيرانية على ارتفاع 147 مترا ً وإلى جانبها مقبرة الشهداء المجهولين لتنمية ثقافة الشهادة والتضحية .
يضم المتحف معارض ولوحات ومجسمات وشاشات عرض وصور فيلمية يروي قسما ً منها تاريخ الثورة الإسلامية والسنوات الثماني للدفاع المقدس ، والآخر الحرب العراقية على إيران ، يقطع الزوار مسارا ً يستغرق أكثر من 90 دقيقة ولا يشعرون وهم يشاهدون كثيرا ً من أحداث زمن الصمود والدفاع عن البلاد وبعض الأماكن وجبهات القتال « المقياس الحقيقي للمعدات الحربية الحقيقية »..
كما يضم تماثيل لعدد من الشهداء الأبطال الذين قدموا شجاعة وبسالة منقطعة النظير في الحرب إضافة لخططهم وأعمالهم المميزة..
لقد استخدم في تصميم فناء المتحف عناصر سيالة ، خلابة ورائعة ، من أهم الأجنحة لهذا الفناء هي البحيرة الاصطناعية وحوضها التي تبعث في ضمير الزوار الشعور بالهدنة والبهجة، استخدم في تصميم هذا الستار المائي عناصر كالماء والنار والصوت التي تعبر عن القوة والجلاء ، النقاء والمجد والقدرة .
أقدم كنيسة أرمنية
في أصفهان ومدينة السمك
في أصفهان مدينة التراث الإنساني كانت الزيارة الجميلة والرائعة لكنيسة ( وانك) أقدم كنيسة أرمنية ذات القبة الكبيرة والأقواس العالية ، والرسوم والنقوش على الجدران .
مبنى معماري مميز هو (اكو اريوم أصفهان ) أي مدينة السمك تحتوي على 34 حوضا ً فيه مختلف الأحياء المائية ، ضمن أكبر نفق لأحواض الأسماك في إيران الذي تم بناؤه على عمق 7 أمتار من الأرض ومساحة 4 آلاف متر مربع من الأرض.
أخيراً
إن الشعب الإيراني المقاوم يستحق حياة كريمة مفعمة بالسلام والطمأنينة فقد جعل من الحصار الاقتصادي والعقوبات أداة للنهوض والاكتفاء والاعتماد على الذات حتى بلغ ذروة التطور التكنولوجي والعلمي والثقافي ..
إنهم يهتمون بالطفل إذ لا يعتمدون في تدريسه على الكلمة المكتوبة فقط ، بل بالزيارات الميدانية للمتاحف التي تتحدث بالصور المتحركة والمجسمة عن تاريخ بلادهم والشخصيات العظيمة التي أوصلت إيران لهذه المرحلة من التطور .
في الزيارة لم نسمع زمورا ً لسيارة، رغم العدد الهائل للسيارات في طهران لوحدها وخلال سيرنا على الأقدام في الشوارع القديمة والحديثة لم نلحظ بركة ماء أو مستنقع وحل، كل الطرقات فيها معابر وممرات لتصريف مياه الأمطار ..
واللافت للنظر ثقافة النظافة في كل المدن، الشوارع والساحات والطرقات عنوانها النظافة ، وكل اللوحات الإعلانية وأسماء المحال والشوارع والساحات باللغة الفارسية ..
إنهم يستحقون كل احترام وتقدير ، نهديهم بطاقة حب مؤرخة بميعاد النصر على الأعداء .
ذكاء اليوسف