124 مليون ليرة إيرادات فرع مؤسسة الإعلان خلال العام الماضي .. إعطاء المعلنين مهلة لتسديد الالتزامات المالية خلال مدة محددة

أثبتت الدراسات ومنذ سنوات طويلة تأثير الإعلان على المتلقي عند معرفة اختيار الرسالة التوجيهية والمناسبة التي يتم فيها إرسال تلك الرسالة وزمنها سواء في الحرب أو السلم , أو أي موضوع يراد به توجيه نظر المتلقي له .. لذلك وبعد تلك التجارب كان لا بد من مواكبة التطورات التكنولوجية لاختيار الوسائل المناسبة في التأثير على المتلقي ومن هنا تعتمد المؤسسة العربية للإعلان في عملها على استخدام الوسائل الناجعة للوصول إلى الهدف من الإعلان …
وعن الدور والخدمات التي تقدمها للمتعاملين معها من شركات ومؤسسات حكومية وأفراد وأصحاب فعاليات اقتصادية التقت العروبة حكمت الصالح رئيس فرع المؤسسة العربية للإعلان بحمص .

رسالة تخاطب العقل
قال: نسعى من خلال عملنا إلى وصول الإعلان لأكبر شريحة من المواطنين في المحافظة « ريفا ومدينة » وأضاف : زادت خلال السنوات الأخيرة كمية وحجم الإعلانات وأكثرها انتشاراً هي الإعلانات الطرقية التي احتلت مساحات واسعة في الشوارع وتبنتها شركات اهتمت بتنظيمها وأوجدت طرقاً متطورة لعرض الإعلان فيها ،وزاد الاهتمام بها نتيجة التطور المتتابع للتكنولوجيا وبعد أن كانت اللوحات الطرقية تستخدم لترويج البضائع والسلع للشركات الصناعية والغذائية تحولت منذ عدة سنوات لترويج الأفكار أكثر من الترويج للمنتجات والسلع فالإعلانات الطرقية رسالة توجيهية تخاطب العقل ولاسيما في الظروف التي مرت فيها محافظة حمص فكانت إحدى الوسائل المهمة والمساعدة في توعية وإرشاد الناس في تخطي ظروف ومنعكسات الحرب ..
ونوه عن أهمية الحملات المتعددة التي احتضنتها اللوحات الإعلانية بأنها خطوة جيدة ووجودها مهم وقد تحولت اللوحات الطرقية من وسيلة للترويج لمنتج صناعي إلى الترويج لفكرة وشعارات خدمية وثقافية ووطنية تخدم حياتنا فكيف إذا كانت هذه الأفكار التي تروجها يحتاجها المواطن السوري في ظل الظروف التي نمر بها ولاشك في أن الإنسان يتأثر بشكل تدريجي بما تحمله هذه الإعلانات من معان وقيم جيدة ..
الاهتمام بالصورة والألوان
وتابع : ساهمت الإعلانات في توعية وإرشاد الناس على نحو جيد وإذا أمعنا النظر جيداً في محتواها وجدناها تعلن للسلعة أو للمنتج المعلن عنه بأسلوب سهل وغير متكلف وعلى الرغم من أن الصورة المستخدمة في بعض الإعلانات قليلة إلا أنها تؤدي رسالة حضارية ،فالملاحظ انه ومنذ بداية الحرب والإعلانات الطرقية تقوم بدور المرشد ولا بد من تعزيز هذا الأمر ولاسيما في المرحلة المقبلة وخاصة أننا بدأنا بمرحلة الإعمار، إذ يتوجب العمل على نشر مبادىء وأسس تقودنا إلى الخطوات الصحيحة لتلك المرحلة الهامة من تاريخ بلدنا والإعلانات الطرقية ستساهم بذلك ونحن بحاجة إلى هذه الوسيلة الإعلانية لأغراض تثقيفية أكثر من أي وقت مضى ولا ننكر أن الإعلانات استطاعت أن تروج لأفكار محددة ولكن ينقصها الاهتمام أكثر بالصورة والألوان وخاصة الإعلان الذي يدعو مثلا أطفال سورية للعودة إلى مدارسهم ومساعدتهم في تقديم اللباس والحاجيات المدرسية إضافة للإعلانات الخاصة بضرورة الاهتمام بتنمية فكر الطفل وتوعيته ومساعدته على تجاوز الواقع الصعب الذي عاشه خلال سنوات الحرب والتي بالتأكيد أثرت على نفسيته وقلصت زمن طفولته ..
وأشار إلى أن الإعلان الطرقي في أساسه رسالة إعلانية موجزة تتوجه إلى الجمهور الموجود في الطرقات العامة بصورة تلفت انتباهه وتثيره تجاه المنتج المراد تسويقه وهذا النوع من الإعلان يحتاج لصياغة الرسالة الإعلانية بلغة سهلة واضحة وهذا هام جداً وخصوصاً بعد أن أدركت شركات الإعلان أهمية الرسالة التوجيهية في مخاطبة عقل المواطن وهذا التحول ليس سوى انعكاس للحالة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ،حيث تبرز فيه الأفكار والرسائل تماشياً مع الواقع ولمسنا الأثر الذي تركته في المتلقي والقيم التي رسخت في عقول الأطفال فبتنا نلحظها في أفعالهم وأقوالهم وهذه خطوة جيدة ووجودها مهم في أن تتحول اللوحات الطرقية والعبارات التي كتبت على تلك اللوحات الإعلانية إلى جمل يرددها الأطفال وكذلك الشباب وقد ترسخت لديهم صفات التسامح وحب التطوع فرأيناهم يتسابقون لتشكيل فرق تطوعية لمساعدة الآخرين ممن تهجروا وأصبحوا أكثر وعياً بأهمية المحافظة على وطنهم ،،فالكلمات والعبارات التي تضمنتها الإعلانات كانت وسيلة هامة لترويج القيم المطلوبة فقد أثرت وغيرت أفكاراً لم يستطع معظمنا تغييرها في سلوكهم ..
إزالة المخالفة
وعن الصعوبات التي تعاني منها المؤسسة بين الصالح قائلاً:في ظل الظروف التي مرت بها محافظة حمص ومنذ بداية الحرب عانى فرع المؤسسة كغيره من القطاعات بعض الصعوبات التي حاولنا تجاوزها مع عودة الأمن والأمان لربوع المحافظة ، وأشار إلى أهمية زيادة عدد الكادر العامل لدى المؤسسة وتأمين وسائل نقل للفرع من أجل القيام بالعمل وخاصة بالنسبة للوحات الموضوعة في الريف وعلى الطرقات خارج المحافظة ومن أجل إزالة اللوحات الإعلانية المخالفة ..
وفيما يخص اللوحات الإعلانية الطرقية التي يصعب الوصول إليها نوه إلى أنه يتم إعطاء المعلنين مهلة محددة لتسديد الالتزامات المالية خلال مدة محددة و إذا لم يتم التسديد هناك فريق عمل سيقوم بإزالتها ومخالفة المتعامل بالتعاون مع مجلس المدينة والمحافظة، وسألناه إذا كان يوجد خطة عمل جديدة خلال العام الحالي فأجاب: نسعى لتطوير العمل سواء كان في الريف أو المدينة وخاصة في المناطق التي تعافت من رجس الإرهاب ونقوم بإنشاء المشاريع الكبيرة والصغيرة أما بالنسبة للمعامل التي تريد الإعلان عن منشآتها فيتم التواصل معها وأخذ العنوان كي ينضموا الى فئة المتعاملين مع الفرع.
وعن نوعية الإعلانات قال :لدينا الإعلانات الرسمية التي تقوم المؤسسات الحكومية بنشرها وهي متعلقة بالمناقصات والمزاد بالسرعة الكلية ويتم التعامل معها بتعرفة المؤسسة العربية للإعلان المصدقة من السيد وزير الإعلام في بداية كل عام وفيه تتقاضى المؤسسة المبلغ المطلوب ، أما بالنسبة للإعلانات التجارية والمبوبة ضمن الإطار فهذا يعتبر إعلاناً تجارياً يتم التعامل معه حسب حجم ومقاس الإعلان بالسنتيمتر المربع ،وفيما يتعلق بموضوع الإعلان الاجتماعي من طلاب ومواطنين فإنه يعتبر إعلاناً ذا صفة اجتماعية مثل فقدان مصدقة تخرج أو شكر على تعزية أو مباركة خطوبة أو زواج أو مفقود وغير ذلك من هذه الإعلانات .
أما فيما يتعلق بالإعلانات المسموعة والمرئية يتم على / سيديات / ونرسلها إلى الإدارة العامة في دمشق ويتم التخاطب والتواصل من أجل نشر الإعلان على شاشات التلفزة تخفيفاً على المعلنين من مشقات السفر إلى العاصمة.
آلية التسعير
وأوضح الصالح قائلا : اعتمدت اللجان الفنية بفرع إعلان حمص على قيامها بجولات ميدانية على مختلف الساحات والشوارع الرئيسية بالمحافظة ( مدينة وريفاً ) لتحديد رسوم الإعلانات وللتعرف على ما هو جديد وذكر أن القيمة الإجمالية لإيرادات الفرع خلال العام الماضي بلغت /124/ مليوناً,و شملت هذه الإعلانات الرسمية والتجارية والإعلانات الطرقية والنشرة الرسمية . منوها أن فرع الإعلان بحاجة ماسة إلى لجان فنية متخصصة بقمع المخالفات الإعلانية أسوة بمديريات المحافظة للحد من المخالفات والتجاوزات , ففي المحافظة يوجد الكثير من اللوحات الإعلانية المخالفة ولا يملك أصحابها ترخيصاً يؤهلهم للإعلان .
وأشار إلى أن آلية التسعير تحدد من قبل وزارة الإعلام لكل الفروع بالمحافظات ولكافة أنواع الإعلانات من طرقية وتلفزيونية وإذاعية ونشرة رسمية وإعلانات صحفية ولم يطرأ عليها أي تغيير عن العام الماضي .
خطط العام الحالي
تعمل الإدارة العامة في دمشق على أتمتة عمل فرع حمص وربطه بالإدارة أسوة بفرع اللاذقية وتم رفد الفرع بعدد من العاملين من الفئة الثانية والثالثة والرابعة /12/ عاملاً جديداً , ويتم الآن تدريب الكادر الجديد على العمل في «الريف والمدينة» ومتابعة الإعلانات الطرقية النظامية والمخالفة وتطبيق الأنظمة النافذة كما تم تحصيل ذمم مالية لسنوات سابقة من خلال الإعفاء رقم /83/ تاريخ 12-12-2019 وانتهى في 31-12-2019 وتضمن إعفاء المتخلفين عن سداد أجور إعلاناتهم في حال تم التسديد في الفترة المعلن عنها وتم تحصيل قرابة /10/ ملايين ليرة سورية لسنوات عديدة ، وقد بلغت الإيرادات زيادة عن عام 2018 وبحدود /8/ ملايين ليرة سورية
وتمنى الصالح من كافة الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة التعاون مع الفرع حسب الأنظمة والقوانين من أجل سهولة العمل وعدم وضع إعلانات عشوائية بدون ترخيصها أصولاً والحفاظ على جمالية المدينة وتنظيم لوحاتهم الإعلانية بشكل لائق كي لا تؤدي الى تشوه المنظر الجمالي للمدينة .
أخيراً
خلال سنوات الحرب الطويلة التي مررنا بها ومنعكساتها السلبية على جميع مناحي الحياة أصبح الاعلان ضرورة يتطلبها المجتمع كونه أداة فاعلة في توجيه المجتمع ، وهو سلاح ذو حدين يمكن استخدامه بطرق علمية مدروسة ترتكز على التطور التكنولوجي ، كما أصبح في رأي الكثيرين صناعة وطنية هادفة تعتمد على خبرات متميزة في هذا المجال
علي عباس
تصوير : الحوراني

المزيد...
آخر الأخبار