السؤال شفاه الدراية , ونفح الطيب في مواجهة كل جهل لأمر , أو جفاف واقع في كل قحط , وهو سواء الرؤيا في استبصار مقاربة كل فهم ضمن مدارات استغلقت في جوانب منها على أجوبة معلقة على مشاجب مبعثرة ضمن صروف أيام , وتعاقب معطيات , ومابين هذا في أسئلة , وتلك في حبائل وحبالات تتشابك فيما بينها تطل حيرة مداها استقراء جوابات لأسئلة تعرفها تفاصيل فهم وحذاقة إدراك لأمور ما دام أنك عايشتها واقعا أكانت في ثنايا الوجدان أم خبايا الوعي وفق محددات كل فطنة في أكفّ خبرات وسعة معارف وبراعة تحليل , واجتهاد تركيب ولاحقا تقويم كل نتيجة , ومكافأة كل تقييم أو مطارحة تقدير في لا بأس به أو سعة في استيعاب (دع الأيام تفعل ماتشاء…) ومعطى ذلك فرق عتبة في معيارية كل تجلد أو مراهنة على فهم في متسع حصافة لعقل, وغنى تراحم في وجدان , أو استواء حضور لقيمة وقامة سكناها في وجدك , مابين الجفن والاغتماض سعادة محيا تنهض ببهائه رشاقة النضارة أصالة ترابط نفس على حضور ضمن تكاملية هذا الجوهر الصرف لكينونة الإنسان الطافح نبلا والمكتنز ثنائية رزانة في عقل ونبض أحاسيس في اتقاد كل وجدان , إذ لا مكان لتعثر في محاكاة كل فضاء خيّر ولا تعثر في رحابة صلة رحم , إذ لا ((لام جحود)) في أبجدية هذا التواجد الإنساني الأرحب .
ومرد ذلك في لحاظ عيون غام ضياؤها في متاعب كل جهد صادق وقد لاوعته الظروف جحودا , أو بادرته الأيام ضرب أسداس بأخماس نفاقا على نفاق في اندفاع حاجات وإحجام تقدير في تأمين أبدال أو بدائل وفق منظومة قيم مادية شرعت كل ربح ضمن زمن قياسي النتائج على حساب ربح مكين الثبات في تجذر كل صدق في مهاد أصالة مواقف , قد تبتلعها أشداق اتسع فيها الخرق على الراقع , لكن ضاقت على كل شفاه ملتوية في بليل ريق في قول , لكنها في مصداقية الأعماق هي علامات ترقيم على سطور دفاتر الأيام , ووقع المداد على صحائف رقشها المداد و استراحت واحات في نبالة الصدق وجدانا وسعادة الفعل عقلا لتغدو جماليات الحضور في سردية مواقف كل سلوك يمد الخطا فجاجا واسعة في إشراقة كل ضياء , وصحو كل فطنة على مدارج الكلمات سطورا أو حضورا تكتبها الأيام ترابط قول على فعل من غير حرج في حبائل مصيدة ما بين مد وجزر على أرجوحة ألاعيب تراقص أفانين تنشد مصالح عابرة أو تقايض على أمر بغيره أو تنقلب على صفيح مزاج , زاده رغائب على متون انفعالات أطلقت ضفائرها لأحضان الريح .
هي حبائل أسئلة في فيض مجاملات تسكب على أعتاب عابرات أشياء لا تحتاج تعب أنفاس تلك المجاملات المعلبة على رفوف جدران لبناتها تشابك مصالح على صقيل عواطف صناعة اللهفات من بين شقوق كرم يغطي كل وهن يحاول إمساك الحياة ويسد الرمق .
وهي حبائل الأسئلة تتداخل حابل بنابل في مقولات هي وجبات جاهزة من مثل : يعرف من أين تؤكل الكتف , على عيني , فلان يده واصلة , هو مفتاح لباب …
وهي حبائل أسئلة تتشابك خيوطها مصيدة تباين مواقف . ما أكثر ما تضيق بأصحابها نفورا من صدمة أي نجاح أو تميّز أو تفرّد فترى بعضا من تلك المواقف تفصح صراحة فتميط اللثام عن وجوه أصحابها فيتراءى ألف قناع وقناع , إذ يؤلمها ذاك النجاح المضمّخ بعبق العصامية التي مانهضت ذواتهم بسقيا حبات عرقها لكأن ضمور كينونتهم ناتج عن إحساس صادق عميق يوضح جفاف قدراتهم التي ما استبان فيها شيء تعبيرا عنهم لولا اعتمادية جادت بها ظروف وهزجت لها حظوظ , و إمكانية كياسة مصنعة من صرف الذات في مقاولات مد وجزر ضمن تكيف مزعوم على حساب قناعات , هي صوى بيضاء على دروب تتسلسل فيها إرهاصات الأسباب كدحا وتورق فيها النتائج نعيم من جد وجد , ولا سيما في عزائم الضمير الصاحي , و إشراقات العقول الراجحة , وآفاق العاطرات أياما وخواليا من السنين والحاضرات منها والطالعات القادمات من خدر كل نجد ولتشرق خيوطا مذهبة , هي دنيا من ثريا عبر عناق أنوار بأنوار , فتضمر حبائل تساؤلات , ويتسع المدى لكل الإجابات والأجوبة أغاريد فرح للإنسان قامة وللنجاح قيمة وللحياة مدى .
نزار بدور