جرحانا البواسل .. ملحمة صمود وكبرياء

تخجل الحروف عندما ينحني القلم ليكتب عن قصص أبطال ميامين ، صنعوا مجد الوطن وبشروا بنصر أكيد .. وتجد المفردات صعوبة عندما تتحدث عن رجال نذروا الروح والدم لوطن الياسمين والأبجدية .. وطن المحبة والسلام .
تبكي العيون عندما تلتقي بقامات شامخة وصامدة رغم آلام الجراح …
قنابل وصواريخ ورصاص حقد وغدر أصابت أجسادهم ، ولم تنل من عزيمتهم وإرادتهم ..
إنك أيها الجريح البطل.. درع الوطن وسياجه المنيع ، لا تخشى منية لأجل الوطن ، لأنك سوري والسوري لا يعرف الذل والهوان حملت سلاحك بوجه العصابات الإرهابية الشيطانية ، في وجه من كان وجوده على أرضنا يعني وجود الألم وقتل الأمل والجمال ،حملت أيها البطل روحك على كفك تخوض لظى المعارك ، راسماً ببطولاتك أروع الصفحات وأبهى المواقف .
تتابع جريدة العروبة اللقاءات مع الأبطال الجرحى لتستمع منهم إلى حكاية عشق وطن في ملحمة صمود وكبرياء ..

الجريح البطل عهد نعمة :
بالعزم والعنفوان انتصرنا
في لقائنا مع البطل عهد نعمة قال : مرة أخرى يعود العدو إلى استخدام أدواته العميلة  ليجد ضالته الكبرى في قوى التكفير والإرهاب التي ابتلى بها الوطن ، ولتستمر المعركة ، وليستمر الصراع من جديد بين قوى الحق والخير والاستقلال ، وبين قوى الهيمنة والقهر والظلام إلى أن ينبثق نور النصر ويختفي ظلام الإرهاب والعدوان إلى غير رجعة.
وأضاف : وأنا كمواطن سوري وهبت نفسي لخدمة بلادي والدفاع عنها ضد من جاء بسيف القتل والذبح والتشريد ، أنا جندي من جنود سورية الأبية انطلقت مع الأبطال لتطهير أرضنا من رجس الإرهاب ..
وقفت مع الأبطال في وجه الذين استباحوا عطر الورد ،.. الجناة الذين يجرمون بحق الأهل والأبناء، بحق الأرض والعرض ..
شاركت في المعارك في ريف دمشق واجهنا شرورهم بإيماننا بانتصار الحق ، لم نخش أسلحتهم المتطورة ومفخخاتهم ومتفجراتهم فشعارنا الشهادة أو النصر – ولقناهم درساً قاسياً بأن الجيش العربي السوري لا يكسر ولا يقهر .
في مهمةٍ مع الأبطال إلى ريف القنيطرة كانت إصابتي في – مسحرة – بتاريخ 17/5/2018 عندما قام الكيان الصهيوني الغاصب باستهداف المنطقة بصواريخه الإرهابية دعماً لمجموعاته الشيطانية ..
دخلت شظايا صاروخية في معظم أنحاء جسدي ، أسعفت إلى المستشفى ، هذا بالإضافة إلى كسر في الساق اليسرى وضياع مادي أسفل الظهر .. وتابع :مهما فعلوا سنستمر بتجسيد معاني الصمود والتحدي , فظروف الحرب الهمجية التي تشن على وطننا لن تمنعنا من العطاء وإثبات الوجود ، بل ستكون دافعاً قوياً للعمل بمزيد من الإصرار لنثبت للعالم كله أن السوريين لا يكسرون وهم شعب يستحق الحياة…
ما أعظم الروح عندما تبذل من أجل الوطن لتروي حكاية مجد الخالدين ,لنقف بخشوع ووقار إجلالاً وإكراماً لقامات عانقت المدى ، ولنكتب بأحمر الدم وصدق الإرادة ، كلمات صادقة لهم فهم من فضل الشهادة كرمى عيون الوطن  ..
في النهاية أود أن أقدم شكري وامتناني ومحبتي للنادي السوري التطوعي – مكتب متابعة الجرحى التطوعي التابع لمديرية صحة حمص .. على ما قدموه ويقدموه من رعاية واهتمام ودعم بزياراتهم المستمرة ..

الجريح البطل حسن سلمان :
وطني … أرواحنا لمقلتيك
انتصارات الجيش العربي السوري  حقائق ممهورة بدم الشهداء والجرحى ، عاشها السوريون يوماً بيوم على وقع ذهول العالم, هنا قالوا كلمتهم .. من أرضنا  ينبثق الفجر مجدداً ، وستبقى تشرق شمس سورية وهنا ستنتعش ذاكرة التاريخ بأساطير جيش عربي سوري زلزل الأرض ليقضي على الغزاة الطامعين  ..
في اللقاء مع الجريح البطل حسن سلمان تحدث بعنفوان يقهر الألم قائلاً : نحن تاريخ سورية الحي ، ونحن الشاهد والذاكرة ، هذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في قوله:  ( أما جرحانا الأبطال فأنتم تاريخ سورية الحي وأنتم الشاهد والذاكرة وأنتم المدرسة الحقة التي ستتعلم منها الأجيال القادمة كيفية التضحية بجزء من الجسد ليحيا الجسد الأكبر وهو سورية ).
نعم بفضل دماء الشهداء الأبطال سيعرف العالم كله أن انتصارات سورية صنعت مفصلاً تاريخياً سيستمر لمدة طويلة في تاريخ البشرية ..
إن كمية الحقد على بلدنا فاقت كل تصور ,مما دفع معظم الشباب السوري للوقوف وقفة عز وكرامة تحت شعار وطن شرف إخلاص ..
حملت سلاحي وناديت : يا أيها الوطن الكبير ستظل رايتك الأبية خفاقة للعلا , وستظل وجهتنا إليك .. آمالنا وأحلامنا… أرواحنا فداء لترابك  .. لمقلتيك ..
شاركت مع الأبطال في العديد من المعارك ضد المجموعات والتنظيمات الإرهابية رفعنا أعلام النصر في أكثر من منطقة ..
ويتابع البطل حسن بحماس وكبرياء , أسندت إلينا مهمة في الغوطة الشرقية وأثناء الاشتباكات تم استهدافنا بقذائف هاون سقطت إحداها بالقرب مني وتطايرت شظاياها وطار جسدي معها , في هذه الأثناء فقدت الوعي ولم أستيقظ إلا في المشفى على بتر قدمي وجروح في ظهري وصدري ويدي  ..هي وسام فخر واعتزاز .
بشوق وحنين أترقب اللحظة التي سيتعافى فيها الوطن الذي هو أغلى من كل شيء وواجبنا أن نضحي من أجله مهما كان الثمن .
غالبا ما تكون الحروب سبباً للخراب والدمار وتخلف وراءها آثاراً سلبية كبيرة ولعل من أسوأ الآثار تلك التي تلحق بالبشر هي الإعاقات والجراح ولهذا كان النادي السوري التطوعي من الأندية العديدة التي ساهمت في بلسمة الجراح .. واسمحوا لي أن أقدم بطاقة ممهورة بالشكر والعرفان والمحبة .. لفريق العمل الذي يزورني باستمرار مقدماً خدماته الطبية إضافة إلى الجهود الكبيرة في تفهم وضعي وتعاطفهم معي بمشاعرهم النبيلة وإمدادي بالدعم والتشجيع للتغلب على الظروف الصحية وغيرها ..
فالكلمة قادرة على صنع الإنسان كما أنها تمنحه القدرة على استعادة حياته وتوازنه ..

الجريح البطل علي سعيد :
تحية إلى جيشنا الأسطوري
تضحيات أزهرت فملأت الكون عزاً وفخراً وكرامة ،لتعلن نصر سورية المعمد بدماء الشرفاء الميامين والمكلل بجراحهم الطاهرة ..هم جرحى الجيش العربي السوري ،جادوا فكان الجود عظيماً بحجم وطن ..
يتحدث الجريح البطل علي  سعيد  قائلاً :ترجمت حبي لوطني بالتحاقي بصفوف الجيش العربي السوري ،هدفي واحد هو المشاركة في تحرير كامل التراب السوري ودحر العدوان والتصدي له…
تنقلت على كامل الأرض السورية وشاركت في عدة معارك ضد العصابات الإرهابية في حمص ،وادي بردى ،حرستا ،الغوطة الغربية والشرقية لتكون إصابتي في ادلب –سنقول إثر كمين مسلح للعصابات في الطريق أثناء أداء مهمة أصابتني شظايا باليد اليمنى والظهر ،خضعت لعلاج طويل..وأقول لهؤلاء المارقين : صحيح أن الشظايا اخترقت ظهري لكنها زادتني تمسكاً بالحياة فعقيدتي القتالية راسخة تدفعني لبذل الغالي والنفيس دفاعاً عن أرضنا وشعبنا ..
وأضاف :مهما فعل الإرهاب لن يستطع إضعافنا أو هزيمتنا ،فالنصر الذي يتحقق بهمة الأبطال هو امتداد للماضي الذي سطر فيه أجدادنا انتصارات عديدة بدحر المستعمرين عن أرضنا ،وها نحن نكمل مسيرتهم حتى تحرير كل شبر من تراب سورية الحبيبة ..كل التحية لهذا الجيش الأسطوري الذي علم العالم كيف يكون حب الوطن ،الرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار الذين جادوا بأنفسهم في سبيل أن يحيا الوطن عزيزا وقويا .

الجريح البطل سعيد عبد الله تركماني:
وطني أقوى من أي جرح
قدم الشعب العربي السوري ( تاريخياً وحتى اليوم ) الكثيرمن قرابين الوفاء والإخلاص و المحبة والتضحية بكل أشكالها وألوانها كرمى لعيون سورية الغالية وفي مقدمة هذا الشعب الأبي كان رجال قواتنا المسلحة الباسلة ,سياج الوطن وحصنه المنيع الذين هبوا يصدون العدوان الغادر بقلوب شجاعة وعيون لا تنام ساهرة على أمن الوطن وأبنائه .
بهذا الكلام بدأ الجريح البطل سعيد تركماني حديثه وأضاف :
تذكرت الآن رفاقي الابطال الشهداء في جلسة تعاهدنا فيها أن ندافع عن وطننا حتى نحقق النصر أو نفوز بالشهادة …
بدأت المعركة فكانت معركة حق استبسل الشرفاء فيها قوة وصلابة  ..
معارك عديدة خضناها ضد العصابات الإجرامية ،فمن الأبطال من عانقت روحه السماء وسقت دماؤه تراباً ظمآناً ،وآخرون تشبثوا بكل قوة بالسلاح سنوات طويلة ,لم تجف ينابيع دم الأطهار ،ولم تكل الزنود من امتشاق السلاح لرد الظلم عن اغتيال الحق وقنص أحلام السوريين..
على امتداد السنوات منع دم الشهداء تمدد الشر إلى شرايين سورية إلى أن تمادى حقد الحاقدين فحانت الساعة ولاح النصر..
رجال الجيش العربي السوري قالوا كلمتهم الفصل وقرروا إعادة الأمور إلى نصابها والقضاء على الإرهابيين الذين استهدفوا البشر والحجر …
شاركت الأبطال معارك النصر في أكثر من منطقة ومدينة ،أبلينا بلاء حسنا , بطولات لم ولن تنتهي … في معارك دير الزور –البوكمال –احتدمت المواجهات والاشتباكات ،صواريخ ،قذائف ،رصاص كالمطر ..
بتاريخ 23 /5/2018 أصابتني شظايا صاروخية في الكتف والعضد الأيمن أسعفني الأبطال إلى المستشفى وقام الأطباء بإجراء اللازم من عمليات ، أدت الإصابة إلى أذية عصبية وريح صدرية وثقب في غشاء الطبل بالأذن …
ما زلت حتى الآن قيد العلاج ،وسأبقى الجندي الوفي لوطني أحميه وأواجه أعداءه في كل الأوقات وسأدافع عنه بكل ما لدي من قوة حتى القضاء على الإرهاب ،فنحن نؤمن بالشهادة طريقاً للنصر وترخص الدماء كرمى تراب الوطن , ولتبقى رايته خفاقة عزيزة ،مصانة ..وأخيراً :أود أن أقول :لا تخافوا على وطني فهو أقوى من أي جرح
لقاءات : ذكاء اليوسف

 

المزيد...
آخر الأخبار