تعرفت إلى الأديب سمر روحي الفيصل في أواخر السبعينيات ، مدرّساً وأديباً دؤوباً مجتهداً ، ولم أكن أعرف يومها أنه أديب ابن أديب معروف على مستوى سورية ولبنان ،ولكنَّ أديبين صديقين هما الشاعر الراحل ممدوح السكاف والأديب الناقد حنّا عبود أكدا لي أنه أديب ناقد ومترجم معروف ، وأن الأديب سمر ورث عن أبيه مكتبة ضخمة ،كما ورث عنه موهبة الحرف وصياغته المبدعة ،ولم يطل الوقت إلا بضع سنوات حتى صدر كتاب – في النقد والأدب – دراسة لمحمد روحي الفيصل – ضمن منشورات اتحاد الكتاب العرب عام أربعة وثمانين ، وقد صدّر الأديب سمر روحي الفيصل بطاقة شكر إلى العاملين على إحياء تراث الناقد : محمد روحي الفيصل .
وخص منهم الأديب علي عقلة عرسان والأستاذ الدكتور حسام الخطيب والأستاذ الراحل عبدالله أبوهيف لأنهم أسهموا في إخراج هذا الكتاب إلى النور . ومن خلال هذا الكتاب عرفت أن الأديب محمد روحي الفيصل قد ولد في حمص عام اثني عشر وألف ، وكان يتقن اللغة الفرنسية إلى جانب العربية ، وكان ناقداً مبشراً في الاستفادة من الأدب الفرنسي ،كما اقترب قليلاً من النقد المقارن وقد انشغل الناقد محمد روحي الفيصل بقضية –الصدق في الأدب –وحاول بيان تجلياتها في النصوص الأدبية ، وقد نشر كثيراً من المقالات والدراسات في الصحف والدوريات العربية ، وأذكر أنني قرأت له مقالة نقدية في مجلة القيثارة التي كانت تصدر في منتصف الأربعينيات في اللاذقية وقامت وزارة الثقافة مشكورة بنشر أعدادها في مجلد واحد .
كما نشر محمد روحي الفيصل عدداً من الكتب منها :
من النقد الفرنسي عام أربعة وأربعين –أثر العلم في تطور الشعوب عام خمسة وأربعين -تحت المبضع عام تسعة وأربعين ،المرأة المسلمة ،دراسة تطورها في العصر الحديث عام تسعة وأربعين –ومذهب في الشعر ، في العام نفسه ،كما كتب القصة القصيرة ،وشارك في العمل الصحفي مراقباً للصحف العربية والفرنسية أيام الحرب العالمية الثانية ،ومديراً للدعاية والأنباء في حمص ،ورأس في بيروت تحرير مجلتي : الأمالي –العروبة –في أثناء غياب صاحبيهما :الدكتور عمر فروخ ،ومحمد علي الحوماني وأصدر في دمشق مجلة –رسالة الطالب –.
كما ساهم في تلخيص عدد كبير من النصوص النقدية الفرنسية ،نشر بعضها في كتاب من النقد الفرنسي ونشر القسم الآخر في الصحف والدوريات .
وترجم –حديقة أبيقور –لأنا تول فرانس ومسرحية –بيرليوز –لشارل ميري
عاش محمد روحي الفيصل جانباً من حياته في بيروت ودمشق ،وقضى في حمص عام تسعة وستين إثر مرض عضال لزمه خمس سنوات .مخلفاً تراثاً أدبياً يستحق الدراسة والتقدير .
د. غسان لافي طعمة
المزيد...