ماوراء الحدث…الصفقة المشؤومة

أعلن ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس وضمّ الجولان في مهرجان انتخابي عقده مع رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي وأعلن صفقة القرن في محاولة للخروج من أزماته الداخلية وهو على أعتاب الانتخابات الأمريكية المقبلة ، وإعلانه المشؤوم لهذه الصفقة المستحيلة هو تجاوز ومخالفة فاضحة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية التي تنص على مبدأ حق تقرير المصير للشعوب والصفقة سلب وسرقة لما تبقى من الحقوق الفلسطينية وطمس لهذه الحقوق لإنهائها ودعوة صريحة لتصفية القضية الفلسطينية ،وهي محاولة صهيو أمريكية لإضفاء الشرعية الدولية على كيان الاحتلال الإسرائيلي على أسس احتلالية في ظل ظروف كارثية للمنطقة والعالم وانتشار الفوضى والحروب ،مع وجود رئيس أمريكي أحمق وأرعن لديه هوس للمال والسلطة يعمل جاهداً على فرض وقائع احتلالية بغطاء شرعي تحت مسمى «خطة للسلام المنشود».
ترامب أثناء إعلانه لصفقة القرن تعمد الإيحاء بأن فلسطين باتت معزولة عن الحاضنة العربية لقضيتها وأنها وحيدة في المواجهة ، فبعض السفارات الخليجية حضرت مؤتمر الإعلان ،وهؤلاء لن يرفضوا صفقة القرن بل إن بعض الدول الخليجية تبرعت منها لتمرير صفقة القرن وإكمالها ، والتعويض المادي الذي يلوح به ترامب للفلسطينيين هو من جيوب مشيخات بعض دول الخليج الذين تباكوا على القضية الفلسطينية بدموع التماسيح .
تسعى الصفقة إلى رشوة الفلسطينيين لقبول الاحتلال الإسرائيلي تمهيداً لضم الكيان لنصف الضفة الغربية ومعظم غور الأردن الذي يعد السلة الغذائية للضفة الغربية في حدودها مع الأردن ،كما تسعى الصفقة الباطلة إلى نزع سلاح المقاومة الفلسطينية والتخلي عن الانتفاضات والعمليات الاستشهادية في وجه الاحتلال والتخلي عن حق العودة وعدم الانضمام إلى المؤسسات الدولية دون موافقة كيان الاحتلال ،كما تفرض على الفلسطينيين التدخل الإسرائيلي في مناهجهم التعليمية والاعتراف بما يسمى «حدود إسرائيل».
الفلسطينيون سيتحركون بكامل تاريخهم وحاضرهم النضالي ولن تمر صفقة القرن إلا على أجسادهم ،والشعوب المقاومة في سورية ولبنان والعراق وإيران سترفع راية المقاومة في وجه هذه الصفقة وفي وجه إسرائيل الأسود وستعلن تضامنها التام مع الأحرار في فلسطين ،ولن تمر صفقة القرن مهما كلف الثمن من تضحيات ومقاومة فالحق عائد إلى أصحابه مهما طال الزمن .

محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار