كنت أتابع كملايين البشر المسرحية الهزلية العبثية اللامعقولة التي قدمها أمام العالم ممثلان من أبأس الممثلين هما الأمريكي التاجر الذي لا يشبع :دونالد ترامب ، والصهيوني النكد بنيامين نتنياهو،وذلك بعد إعدادطويل طويل لهذه المسرحية، بدأ منذ اتفاقيات أوسلو المشؤومة ،وكانا أثناء عرضهما المسرحي العبثي اللا معقول .المدعم بالخريطة المقترحة يقدمان الوعود المعسولة للشعب الفلسطيني بالفراديس،فكلّ مدينة فلسطينية محاصرة ستكون فردوساً،وكلّ بلدة فلسطينية مطوقة بالمستوطنات الصهيونية ستكون فردوساً ،وكلّ نفق يصل بين مدينتين فلسطينيتين سيكون فردوساً ،
ولا أدري لماذا قفز إلى ساحة مخيلتي كتاب الشاعر الفرنسي –بودلير-المعنون:
الفراديس الاصطناعية التي كانت في حقيقتها فراديس شيطانية لأنها صورت عالم المخدرات والملذّات الوهمية من ملذة الدّخان إلى ملذّة الأفيون .
تذكرت الفراديس الاصطناعية التي وعدوا بها الشعب الفلسطيني في اتفاقيات أوسلو، وأعتذر من الشعب الفلسطيني ،بل وعدوا بها – المهرولين- من الشعب الفلسطيني الذين هرولوا حتى اللّهاث والوقوع خلف سراب السلام الصهيوني ،ولم يصغوا إلى نصائح الحكماء وفي طليعتهم الرجل الذي لم يوقع – القائد المؤسس حافظ الأسد- الذي حذّرهم من انفراد الصّهاينة بهم، والدكتور العربي الفلسطيني حيدر عبد الشافي الذي قال كلمته الشهيرة – له يا أبا عمار اتفاقية مع الكيان الصهيوني !!
لم يصغوا إلى نبوءة الشاعر النبيل نزار قباني ورؤيته في قصيدة –المهرولون –التي رأى فيها أن الجرح الفلسطيني جرح بحجم الكرة الأرضية لا يعالج بحبّة –فاليوم-وأن الصّهاينة سيقضمون الأرض ويشربون المياه ويهضمون التاريخ والحقوق .
وسيعطون المهرولين – غزلة بنات- وثبتت الرؤية وابتلع الصّهاينة بعد أوسلو نصف الضفة الغربية بمستوطنات تقام هنا وهناك وفق مخطط معدّ لمحاصرة الشعب الفلسطيني في الضفّة ،كما ابتلعوا غور الأردن ومدينة القدس.
واليوم في مسرحية –صفقة القرن- أو سرقة القرن أو لعنة القرن..سمّها ما شئت يريدون إلغاء فلسطين نهائياً من الخارطة ،يريدون حذف الشعب الفلسطيني من تاريخ الشعوب ، وتكريس دولة صهيونية من البحر إلى النهر ،
والمؤسف المفجع أنّ بعض المصفقين لمشاهد المسرحية الهزلية العبثية كانوا من الذين التفّوا بالعباءات ليقال عنهم أعراب ،فهلاّ عاد الشعب الفلسطيني إلى الرؤية الصادقة الصّائبة .
-إلى فلسطين طريق واحد يمرّ من فوهة بندقية –قبل فوات الأوان ،فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين!!!
د. غسان لافي طعمة