لو سألنا كل فرد من أفراد مدينتنا حمص كيف تحب أن تكون مدينتك فسيجيب شوارع نظيفة أشجار باسقة أبنية بواجهات أنيقة وأرصفة خالية من الإشغالات ومن تطاولات المحلات عليها .. منتديات ثقافية وعروض مسرحية وسينمائية .. حدائق واسعة تشغلها ملاعب أطفال وليس مطاعم وكافتريات وإشغالات … مدينة اقتصادها ثقافة ومال .. معرفة وتجارة .. .. هذه الأمنيات وغيرها هي جوهر عمل مجلس مدينة حمص المنتخب .. عبء ضخم .. ولكن لابأس أن نسير إليه رويدا ً رويدا ً حتى ولو كان العالم من حولنا يحقق قفزات مذهلة في كل شيء ، ولكن أن نصل إلى مانريد في النهاية .. أفضل من الثبات في المكان..
فمدينة حمص تستحق الأفضل ألم تكن تاريخيا ً الأفضل فمنذ الألفية الثالثة قبل الميلاد وهي تنتج الحضارات.. هي مدينة التنوع والثراء في الثقافة والطقوس والعادات وقد أثبتت اللقى الفخارية أنها مسكونة منذ الألف الثالث قبل الميلاد وكم حاولت جيوش فرعون السيطرة على حمص فلم تستطع ومعركة قادش خير مثال .. تاريخ حضارات سادت لكن نريد حضارات قادمة لا ماضية .. نريد تنمية الأولاد وليس حديث الأجداد .. نريد مدينة تستهدف التنمية والإبداع والتجديد والتحديث كل ذلك عبر التفاعل بين سكان المدينة ومسؤوليها فللسكان دور أكبر وللمسؤولين الدور الآخر .. ومجلس المدينة المنتخب هو الحامل لهذا العبء وهو المحرك والمنظم لكل ذلك وهو أمر ليس سهلا ً ولكن ليس من الصعوبة بمكان .. أمر يحتاج إلى المجتمع بالكامل أفرادا ً ومؤسسات وما يرافق كل ذلك من أنظمة وقرارات ..
إن أولويات أعمال مجلس المدينة هو الثقافة فبالثقافة تصبح الشوارع نظيفة .. وبالثقافة تحترم القرارات ….. بالثقافة تمتلىء الشرفات ورودا ً بدلا ً من مزاريب المياه .. بالثقافة نبتعد عن التشوهات المعمارية … مجلس المدينة هو مجلس الثقافة والبناء .. وحتى لو ضاقت بنا الأيام فبالثقافة قد نجد متسعا ً فيها ..
يوسف قاسم