قسوة الحياة المادية وصعوبة تأمين المستلزمات اليومية ،باتت أرضاً خصبة لولادة الأحلام ،تغمض عينيك وتنتقل إلى حياة أقل ما يقال عنها أنها مثيرة ..كل ذلك بضربة حظ يعدونك بها من خلال رسائل تصلك على جهازك الخلوي لتقول لك أنك الرابح معنا فتحلق في عالم الأموال الطائلة بأسهل الطرق وما عليك إلا الاتصال مرة بعد مرة لتصل إلى مئات المرات ولتذهب ليراتك العتيدة هباء منثورا تنطلي عليك الحيلة لتقع ضحية عملية ابتزاز مدبرة .
نستغرب اليوم أن يقع المواطن ضحية الاحتيال وهو في أمس الحاجة إلى النقود و يئن تحت وطأة الفقر والحاجة …كل هذا و أنت لم تخرج من البيت بعد فما أن تخرج حتى تطالعك أوراق اليانصيب فتغرق من جديد بأنواع المغريات التي تلون حياتك بلون الحلم لتصل إلى فردوس الغنى حتى أن بعض الناس خصصوا جزءاً من راتبهم الشهري لشراء أوراق اليانصيب نتيجة الشغف بها إلى حد المبالغة و لو على حساب الاحتياجات الضرورية من طعام و شراب و غيره من مستلزمات ، ربما تخرجهم الأحلام من برودة الحياة و ضيقها و روتينها تبعدهم عن همومهم المعاشية و كيفية تدبير أحوالها .
إن ثقافة الربح المريح تمددت في مجتمعنا و انتشرت ووصلت إلى أطفال المدارس و حتى العجائز و الشيوخ و الذين باتوا يعتقدون جميعاً أن الحياة مجرد ضربة حظ ، إما أن تكون صائبة أو خائبة…
عفاف حلاس