الحب من طرف واحد في عيون الشباب

معظمنا عرف الحب ووقع في شباكه وكما يقول المثل العامي : « ما في غصن إلا و مالو الهواء» فالحب كالداء الذي يتمنى الجميع أن يصاب به ولا يشفى منه وقد شبه بالداء لأنه يتمكن من الإنسان ويسبب له بعض الأحزان والآلام وخاصة إذا كان من طرف واحد ، وهذه الظاهرة نلاحظها كثيراً في كافة المجتمعات -أي ليس في المجتمع العربي فقط – ولكن نلاحظه بصورة أوضح عند الشباب الشرقي وذلك نتيجة العادات والتقاليد التي تتحكم بالعلاقات الاجتماعية ، والسؤال هل يحافظ هذا الحب على استمراريته في ظل تجاهل الطرف الآخر وما هي المشاعر التي تعتري صاحبه ؟ سؤال توجهنا به لمجموعة من الشبان والشابات وممن مررن بهذه التجربة وكانت اللقاءات الآتية :
فدوى – طالبة جامعية – قالت : كان زميلي في الجامعة وبدأت أشعر بالحب تجاهه لأنه كان يهتم لأمري كثيراً ويساعدني في دراستي، ولم أكن أنوي مصارحته بحبي لأن هذا لا يجوز أن تقوم به الفتاة ، وانتظرت ..،ولكني اكتشفت أنه لا يحبني ومازلت حتى الآن آمل أن يشعر بي ولكني لم أبح بحبي له.
سامي – خريج جامعي – قال : أحببت فتاة قبل أن أتعرف عليها وما إن بادرت للتقرب منها كان الخجل لي بالمرصاد ، ولكن السبب الرئيسي الذي منعني من البوح لها بحبي النقي هو البرود العاطفي الذي تحلت به فقد كانت غير مبالية بوجودي لذلك لم تعطني فرصة للحديث معها ، وبرأيي أن الحب يجب أن يكون متبادلاً بين الطرفين ، ومع ذلك أعتقد أن الحب من طرف واحد يشكل جزءاً كبيراً من العلاقات في مجتمعنا الشرقي وليس الخجل هو السبب الوحيد لها بل هناك أسباب عديدة منها تمسكنا ببعض القيم القديمة التي لم تعد تنفع بوقتنا الحاضر .
محمد يؤكد على معاناته مع الحب من طرف واحد فيقول : أحببت ابنة خالي منذ أن كان عمري 71 سنة وتركت المدرسة لظروفي الصعبة ولكنها تابعت دراستها ولم تهتم لأمري بحجة أن والدتها لا تريدني زوجاً لابنتها ، ولكني اكتشفت أنها لا تحبني بل كانت تنتظر أن يأتيها الزوج المناسب .
إلهام – موظفة – قالت : أجل أحببت شخص ككل الفتيات اللاتي يحلمن بزوج مثالي وبأسرة سعيدة ولكن رفضه لي أحبطني وجعلني أيأس ولم أعد أقوم بواجباتي في كافة المناحي وبدأت رحلة العذاب التي حملت الكثير من الشقاء لي ، و لكن الإرادة القوية التي قررت التمسك بها جعلتني أقضي على مشاعري المتعبة المحصورة فيّّ فقط والمتعلقة بهذا الشخص والتخلي عنه كان أفضل السبل له ولي فالتصميم القوي كفيل بالارتياح النفسي .
إياد – أعمال حرة – قال : تعرفت عليها في إحدى المناسبات الاجتماعية ، وتبادلنا المشاعر واللقاءات وأحسست أنها مهتمة بي فبدأت أقدم لها الهدايا وتعلقت بها بشكل جنوني ولكني فوجئت بعد فترة أنني لست الإنسان الذي تريده لأنها كانت تحب شخصاً آخر وتريد أن تثير غيرته وتزعجه عن طريق علاقتها بي لكنني تعلقت بها لدرجة أصبحت لا أستطيع العيش بدونها وهذا ما أثر على حياتي وعملي وصحتي وبالمقابل تركتني ولم تبال بما جرى لي ، والآن أنا نادم على الأيام التي ضاعت مع فتاة لا تعرف معنى الحب .
منى – موظفة – قالت : أعتقد أن للعادات والتقاليد التي تتحكم في مجتمعنا الشرقي الدور الواضح في إفشال علاقة الحب وعدم تطورها أو بقائها من طرف واحد فالفتاة – خاصة – لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرها للشاب الذي تحبه لأنه سيرفضها بحجة أنها هي التي بادرت بالكشف عن مشاعرها وهذه إهانة له لأنه يجب أن يكون هو المبادر ، فإلى متى ستظل الحواجز الوهمية بين الشاب والفتاة محكومة بعقبات رجعية وأفكار متخلفة ، ألم يحن الوقت بعد الآن ليكون الحب حقا من الحقوق المعترف بها ؟
كلمة
الحب من طرف واحد دائماً يجلب الشقاء لصاحبه ، والوقوع به أمر ليس بإرادة الشخص بل هو خارج عن التحكم العقلي والإرادة ، ولكن يبقى للوعي والتعقل الدور الكبير للوقاية من هذا الهم الذي قد يقضي على صاحبه – إن تمكن منه بشدة – اجتماعياً أو مهنياً أو نفسياً …
منار الناعمة

 

المزيد...
آخر الأخبار