تعتبر اللوحات من الأعمال الفنّية المهمّة، حيث تعبّر عن الحالة النفسيّة، والعاطفيّة للرسام، وتستخدم أيضاً للتعبير عن العديد من قضايا المجتمع، أو لتمثيل الطبيعة، وتصويرها، بالإضافة لرسم الأشخاص؛ بهدف الاحتفاظ بصورهم للذكرى، ولكنّها تتطلّب كثيراً من الجهد والموهبة، ويحتاج تحضيرها من الفنان الوقت الكافي والمناسب للرسم لكي يجلس ويمسك بريشته فأحيانا الفنان يرسم بشكل يومي وأحيانا يرسم عندما يتخيل شيئا أو يرى ما حوله وتختلف الأوقات التي يرسم بها حسب عمل كل فنان فالبعض قد يختار الرسم في أوقات الفراغ كعطلة نهاية الأسبوع والإجازات السنوية وأحيانا بعد الدوام إن كان لديه عمل ويلعب المزاج الذي يشعر به الفنان سواء أكان جيدا أو سيئا دورا هاما في انعكاسه على أعمال الفنان ونلمس ذلك من خلال الأبعاد النفسية لمضمون اللوحة لتكون هذه اللوحة بمثابة المرآة العاكسة لنفسية الفنان وانفعالاته ما يثبت أن الفنان يتأثر ويؤثر ببيئته ومحيطه …
وهناك الكثير من الفنانين يعتبرون الرسم هو العلاج النفسي الوحيد لتفريغ الطاقة السلبية وتحويلها إلى إنتاج فني فمن خلاله يعبرون عن حالتهم النفسية وذلك من خلال استخدام الألوان إلا أن استخدام الألوان ومزجها يتطلب من الفنان خبرة ومهارة في طريقة الرسم وأحيانا عدم تناسق الألوان في اللوحة يؤثر بشكل سلبي على اللوحة وعلى مضمونها ويسبب نفورا للمتلقي ولا يفهم منها المتلقي شيئا وفي حال كانت الألوان متناسقة بحرفية في اللوحة نستطيع أن نقرأ فيها معاني ودلالات وقد أثبتت الدِّراسات النفسيّة لعُلماء النفس أنّ الألوانَ ليست مُجرّد مَوجات واهتزازات ضوئيّة فحسب بل هي ذات تأثيرٍ كبير يَصل إلى أعماق النفس البشريّة؛ فمنها إيجابيّ يُعبّر عن الراحة والحب والفرح والبهجة، ومنها السّلبي الذي يُثير مشاعر القلق والاضطراب والحُزن والكره، بالإضافة إلى تأثيرها الواضِح على الحالة المزاجيّة والصحية .
المحررة
المزيد...