إجراءات حكومية لإعادة التوازن لقطاع الدواجن…عزوف كثير من المربين عن الإنتاج

يعاني قطاع الدواجن في هذه الفترة من صعوبات كبيرة مما دفع الكثير من المربين إلى العزوف عن التربية والخروج من السوق وهذا ما أدى لقلة العرض بالنسبة للطلب وبالتالي انعكس ذلك على المستهلك وارتفع سعر الفروج حيث وصل سعر الكيلو الواحد حي إلى 1325 ليرة كما وصل سعر صحن البيض 2 كيلو غرام للمستهلك إلى 1600 ليرة سورية.

رئيس غرفة الزراعة في حمص أحمد كاسر العلي أشار إلى أن قطاع الدواجن يعاني من خسائر كبيرة وفادحة نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج ورغم التنبيه لمرات عديدة إلا أن الحكومة لم تعر هذا القطاع الاهتمام اللازم رغم أهميته..
ونوه إلى أن مطالب غرفة الزراعة كانت تتركز باستمرار على ضرورة حماية المنتج والمستهلك من خلال استجرار الإنتاج الفائض من الفروج من قبل السورية للتجارة وتخزينه في البرادات ليتم طرحه في الصالات عند ارتفاع السعر بما يخلق حالة من التوازن في السوق وكل هذه المطالب لم تلق آذاناً صاغية .
دعم الإنتاج المحلي
وأشار العلي إلى أن الحكومة أضافت ضميمة 15% على المستوردات لصالح مؤسسات الدولة وهذا ما جعل التجار يضيفون هذه النسبة على أسعار المواد المستوردة ما ساهم بزيادة الأسعار وعلى سبيل المثال ارتفع سعر العلف من 200 ليرة إلى 500 ليرة سورية نتيجة ارتفاع سعر الصرف إضافة للضميمة المفروضة على التجار بالإضافة لشروط إيداع مبالغ بالقطع الأجنبي في المصرف ولفترة معينة قبل عمليات الاستيراد وهذا ما دفع التجار لحساب كل هذه القيم وإضافتها على السلع التي يتم استيرادها ونتمنى تسهيل استيراد المواد الضرورية والاعتماد على الذات من خلال إنتاج كل ما يمكن إنتاجه في البلد من حيث تقديم الدعم الحقيقي للمزارعين وتسهيل إجراءات عملهم وتوفير كافة احتياجاتهم من مياه ري ومحروقات وسماد وكل ما يتعلق بالعمل الزراعي .
سعر المنتج لا يتناسب مع التكلفة
الدكتور محمد قيمر مدير منشأة الدواجن في حمص أوضح أن ارتفاع أسعار الدواجن متوقع بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف إضافة لعزوف الكثير من المربين عن الإنتاج حيث وصلت كلفة إنتاج صوص الفروج إلى 300 ليرة سورية ونتيجة قلة الطلب عليه يباع الآن بحوالي 50 ليرة سورية بينما وصلت كلفة إنتاج صحن البيض 2 كيلو غرام إلى حوالي 2000 ليرة سورية وبهذا الشكل لا يتناسب سعر المنتج مع سعر التكلفة .
إعادة التوازن
وأوضح قيمر أن الحكومة تقوم حالياً بالعديد من الإجراءات التي من المحتمل أن تساهم في إعادة التوازن إلى سوق الدواجن منها على سبيل المثال السماح لمؤسسة الأعلاف بالاستيراد بشكل مباشر وإلغاء الضميمة 15% المفروضة على المستوردات لصالح مؤسسات الحكومة وإلغاء الضرائب في الوقت الحالي، إضافة لدعم المربين بتوفير بعض المواد العلفية ولو بنسب ضئيلة، لافتاً إلى أن المواد العلفية تعد ضمن المستوردات التي تمولها الحكومة بسعر الصرف التفضيلي الصادر عن المصرف المركزي إضافة لبيض الفقس وأمهات البياض ..
وأشار إلى أن هذه الإجراءات تحتاج إلى ما يقارب الشهر لتنعكس بشكل إيجابي على المربين وسوق الدواجن بشكل عام ، وبين قيمر أن أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل كبير وجنوني في الفترة الماضية حيث قفزت أسعار الذرة والتي تدخل بنسبة بين 60 – 70 % من خلطة العلف إلى أكثر من 260 ليرة سورية بينما ارتفع سعر كيلو الصويا التي تدخل بنسبة بين 25 – 30 % من الخلطة إلى 590 ليرة سورية .
العزوف عن الإنتاج
نقيب الأطباء البيطريين الدكتور أحمد شحود أشار إلى أن عزوف المربين عن الإنتاج يأتي بسبب رئيسي لارتفاع أسعار الأعلاف وقلة المحروقات وارتفاع أسعاره في السوق السوداء إضافة للتكاليف الأخرى التي تضاف على المنتج كالنشارة وتأمين المياه وغيرها ..
وأوضح أن عدد المداجن المرخصة في محافظة حمص حوالي 1980 مدجنة إضافة لحوالي 750 مدجنة غير مرخصة إلا أن المداجن العاملة حالياً لا تتجاوز 700 مدجنة منها المرخص وغير المرخص .
الابتعاد عن الترخيص
وعن سبب ابتعاد المربين عن الترخيص لفت شحود إلى أن بعض هذه المداجن قد تكون مخالفة لقانون الترخيص 88/ت الصادر عن وزارة الزراعة إضافة لكلفة الترخيص التي أصبحت مرهقة للمربين وخاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج وطالب شحود الجهات المعنية بإعادة النظر بالمخططات التنظيمية وخاصة بما يتعلق بمنطقة تلكلخ التي اعتبرتها الحكومة منطقة سياحية بالكامل ومنعت ترخيص المداجن فيها وهذا الأمر غير واقعي ولا يخدم هذا القطاع ويجب إعادة فرز المناطق السياحية غرب حمص وتحديدها بشكل أدق .
تعديل الكميات
المهندس زياد اليوسف مدير فرع مؤسسة الأعلاف في حمص بين أنه تم افتتاح الدورة العلفية اعتباراً من 8 / 1 ولغاية 29 / 2 لهذا العام حيث يتم توزيع الأعلاف على مربي الدواجن المرخصين عن طريق مديرية الزراعة وتم تعديل الكميات لتصبح لكل طير 500 غرام ذرة بسعر 118 ليرة للكيلو و 350 غرام نخالة بسعر 44,2 ليرة للكيلو و 350 غرام شعير بسعر 106,5 ليرة للكيلو و100 غرام كسبة بسعر 190 ليرة للكيلو .
وأوضح اليوسف أن أسعار المقنن بالدورة العلفية لا يطبق على ما تبيعه المؤسسة للمؤسسات الحكومية أو بعض المنشآت الخاصة التي تشتري من المؤسسة بشكل حر لافتاً إلى أن مؤسسة الدواجن تستجر الذرة والنخالة بشكل مستمر .
أخيرا
لا أحد يستطيع أن ينكر الصعوبات التي تعترض عمل مربي الدواجن منذ فترة ليست بالقصيرة ، وأن هذا القطاع يحتاج إلى دعم الجهات المعنية ليستمر بالعمل ورفد السوق المحلية ، كيلا تنعكس الآثار السلبية لغلاء مستلزمات العمل على المواطن المنهك أساسا من ازدياد تكاليف الحياة الأخرى والتي يؤثر على معيشته يوميا ..
يحيى مدلج

المزيد...
آخر الأخبار