فتح طريق حلب – حمص .. ينعش الحركة التجارية والاقتصادية و يوفر الجهد والوقت والمال

لم تخل كلمات المواطنين المسافرين بين حلب وحمص ودمشق من الشكر والامتنان لأبطال الجيش العربي السوري الذين قدموا أغلى التضحيات في سبيل عودة الأمان إلى هذا الطريق الحيوي الذي يختصر المسافات بين المحافظات السورية ويعيد لحركة التنقل بينها ألقها القديم بما يوفر الأمان أثناء السفر إضافة لتوفير الجهد والوقت والمال على المواطنين الذين يستخدمون هذا الطريق الهام والاستراتيجي.
ويسهم فتح طريق حلب ـ دمشق الدولي مرورا بحمص في اختصار الزمن وتقليل الازدحام والحوادث المرورية التي تحصل على الطريق الحالي عبر خناصر أثريا حلب.

ومن المعروف أن إعادة فتح طريق حلب ـ دمشق بفضل بطولات الجيش العربي السوري ستكون له منعكسات إيجابية كبيرة جداً على الاقتصاد السوري من حيث الحركة التجارية وخفض تكاليف النقل، وبالتالي فإن فتح الطرق الدولية السريعة يشجع على التصدير لأن الطريق الحالي عبر خناصر- أثريا ضيق وطويل ،
كما أن إعادة افتتاح هذا الطريق يسهم في الإسراع بدوران عجلة الإنتاج وتأمين المواد الأولية إضافة إلى اختصار زمن السفر بين المحافظات وأهمها حلب ودمشق وتخفيض تكلفة نقل وقيمة البضائع وبالتالي إمكانية تخفيض أسعار بعض المنتجات, مما ينعكس بشكل إيجابي على الأسعار وأجور النقل وتعود بالخير على المواطنين.
والجميع يدرك أن تأمين الطريق إنجاز كبير سينعش الحركة التجارية والاقتصادية في سورية ودافع قوي في عملية إعادة الإعمار.
اختصار المسافة والزمن
العروبة التقت بعدد من الركاب في محطة نقل الركاب وكانت اللقاءات التالية :
سليم لبابيدي سائق بولمان في إحدى شركات النقل قال : قمت برحلتين على هذا الطريق بعد تحريره من قبل أبطال الجيش العربي السوري وافتتاحه بشكل رسمي أمام حركة النقل ..
وأضاف : يوجد فارق كبير بين هذا الطريق والطريق المؤقت السابق من حيث المسافة التي تختصر حوالي 90 كيلو مترا مما يوفر وقتا كبيرا بالنسبة لنا كسائقين وبالنسبة للركاب أيضا ، وحاليا الطريق آمن وجيد ولاحظنا بعض أعمال الترميم التي تقوم بها الجهات المعنية خلال رحلتنا .
رحلات ليلية
وسام كنجو مسؤول الحركة بإحدى شركات النقل قال : بعد افتتاح الطريق زادت حركة الركاب وأعدادهم كما ازداد عدد الرحلات من ثلاث رحلات في السابق إلى سبع رحلات حالياً ، ونتيجة الأمان الذي وفره أبطال الجيش العربي السوري للطريق بدأنا بتسيير رحلات ليلية حيث يوجد رحلتان الأولى في الساعة الثانية بعد منتصف الليل والثانية في الرابعة صباحاً .
نزار موظف في إحدى شركات النقل قال : سمح افتتاح الطريق باستثمار سيارات الشركة بشكل أكبر حيث يتم تشغيله بثلاث رحلات ذهاباً وإياباً بدلاً من رحلة واحدة في اليوم بسبب قصر المسافة على هذا الطريق بالمقارنة مع الطريق السابق المؤقت وخفف هذا الأمر الكثير معاناة المسافرين من حيث الجهد والوقت و لا تستغرق الرحلة حالياً أكثر من ساعتين وربع الساعة بالمقارنة مع خمس ساعات سفر في الرحلة الواحدة وتبلغ مسافة الطريق حوالي 180 كيلو مترا مقارنة مع 350 كيلو مترا مسافة طريق أثريا خناصر وهذا ما ساهم بتوفير الجهد والوقت والمال على الشركات والسائقين والمواطنين في نفس الوقت .
انجلينا عطية طالبة في جامعة حلب قالت : الطريق السابق طويل جداً ومتعب وشعرت براحة كبيرة خلال أول رحلة قمت بها على الطريق الذي تم افتتاحه منذ أيام إضافة إلى قصر الوقت الذي استغرقته الرحلة أثناء قدومي من حلب إلى حمص ، ولاحظنا خلال الرحلة بعض العمال والآليات التي تقوم بترميم الطريق ، طبعاً الشكر والامتنان الأكبر لجنود الجيش العربي السوري الأبطال الذين حرروا هذا الطريق من أيدي الجماعات الإرهابية المجرمة وأصبح آمنا.
محمد الشاهين مسافر إلى حلب قال : أسافر كل شهر مرة لأزور أهلي في حلب وهذه المرة الأولى التي أسافر عبر هذا الطريق ، في السابق كانت الرحلة تستغرق حوالي خمس ساعات بينما الآن أصبح الوضع أفضل وخاصةً أني قادم من تدمر ، إلا أن أجور النقل مازالت مرتفعة و أتمنى أن يتم دراسة إمكانية تخفيض التسعيرة بما يتناسب مع المسافة التي تم اختصارها بعد فتح الطريق الرئيسي بين حمص وحلب
أعمال الصيانة مستمرة
محمد شيخا سائق بولمان قال: وصلنا منذ قليل من حلب وسنكمل الرحلة إلى دمشق ، الطريق جيد ومختصر وسريع و أعتقد أنه في الأيام القادمة سيكون أفضل حيث لاحظنا خلال رحلتنا أعمال الصيانة التي تقوم بها الجهات المعنية على الطريق ، ويساهم افتتاح هذا الطريق وخاصة بعد الانتهاء من صيانته بشكل كامل باختصار أكثر من ساعتين عن السفر على الطريق السابق.
الأجور مضاعفة
ولم ينس بعض الركاب الشكوى من غلاء أسعار النقل بين حمص وحلب وبالعكس وعدم معرفتهم بالتعرفة الحقيقية التي يتوجب عليهم تسديدها لقاء خدمة النقل لعدم الإعلان عنها سواء في مكاتب شركات النقل أو في الحافلات التي تقلهم وطالب بعضهم بمتابعة الأمر من قبل الجهات المعنية فالأمر لا يتعلق بسيارة أو اثنتين أو بشركة بعينها أو بأوقات محددة بل أن تقاضي أجور مضاعفة بات عرفاً لدى كافة وسائل النقل العاملة على هذا الخط وغالباً على باقي الخطوط حيث يدفع المواطن حوالي ثلاثة ألاف ليرة سورية لنقله من حمص إلى حلب أو بالعكس .
تعرفة محددة
سليمان المل رئيس نقابة عمال النقل قال: بعد افتتاح طريق حلب – دمشق بفضل تضحيات أبطال الجيش العربي السوري وعودة الأمن والأمان على كامل مساره نعمل على عودة كافة السيارات العاملة على هذا الخط و إن كان الأمر بشكل تدريجي ويوجد كوة داخل محطة نقل الركاب لقطع التذاكر للمواطنين المسافرين إلى حلب وفق التعرفة المحددة وهي 840 ليرة سورية بالنسبة للحافلات ( شبه بولمان ) والتعرفة المحددة هي 5 ليرات لكل كيلو متر ..
وبالنسبة لتعرفة البولمان «رجال أعمال» هي 6 ليرات لكل كيلو متر ، وتم خلال اجتماع لجنة نقل الركاب منع نقل أي سيارة عاملة عن خط حمص – حلب ، وسيتم خلال الأيام القادمة تشكيل هيئة إدارية للخط ليتم الإشراف على عمل السائقين العاملين عليه .
ضبوط بحق المخالفين
رئيس دائرة الأسعار في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك أحمد الطالب قال : نقوم بمراقبة أسعار نقل الركاب بشكل مستمر ، ويجب على جميع مكاتب شركات النقل الإعلان عن التسعيرة وفي حال ورود أي شكوى خطية بتقاضي أسعار زائدة يتم متابعة الشكوى واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وفي حال كانت المخالفة خارج المحافظة نقوم بمتابعتها من خلال التنسيق مع عناصر المديريات في المحافظات الأخرى ..
وبالنسبة للتسعيرة الحالية بين الطالب أنها لم تتغير أثناء استخدام طريق أثريا خناصر باعتباره طريقا مؤقتا وتبلغ مسافة الطريق الذي تم افتتاحه منذ أيام حوالي 193 كيلو مترا وتعرفة النقل هي 770 ليرة سورية للحافلات العاملة على المازوت بدون تكييف و 870 ليرة مع تكييف بينما حددت تعرفة نقل الراكب بالنسبة للسيارات العاملة على البنزين 870 ليرة بدون تكييف و 970 ليرة مع تكييف .
وأوضح الطالب أن تعرفة النقل بين المحافظات مركزية من الوزارة وتم تفويض المديريات بهذا الشأن إلا أن محافظة حمص لا يوجد فيها شركات نقل ( بولمان ) مع العلم أن الشركات المرخصة و الحاصلة على سجل تجاري تقوم بتقديم دراسة التكلفة وتمنح تعرفة كيلومترية .
لنا كلمة :
إن تضحيات أبطال الجيش العربي السوري الميامين الذين يبذلون الروح والجسد في سبيل عودة الأمان لربوع بلدنا وليبقى المواطن العربي السوري عزيزاً كريماً تستحق أن تقابل ببذل المزيد من الجهد في سبيل منع استغلال المواطنين وعدم انتظار ورود شكوى لأسباب عديدة منها ضيق وقت المسافرين وخاصة إلى المحافظات البعيدة وعدم اقتصار المخالفات على عدد قليل من السيارات أو الشركات بل أن هذه المخالفات أصبحت هي العرف السائد إضافة لعدم انتشار ثقافة الشكوى ربما لأسباب عاطفية وربما بسبب عدم معرفة الحقوق .
يحيى مدلج
تصوير : الحوراني

 

المزيد...
آخر الأخبار