نافذة للمحرر…أدباء في الذاكرة . . نذير العظمة

لا أذكر تماماً متى بدأت علاقتي المعرفية بالأديب السوري الدمشقي ابن الأسرة العريقة الدكتور –نذير العظمة – ولكنني اذكر أنني تابعت بعض ترجماته الأدبية عن الانكليزية التي كان ينشرها في مجلة الآداب الأجنبية المجلة الفصلية التي تصدر ضمن منشورات الاتحاد، اتحاد الكتاب العرب ، وكنت أتابع هذه الترجمات باهتمام لأن الميثولوجيا أو الأساطير كانت حاضرة في بعضها وأنا كنت مغرماً بها ولا أزال .
واستيقظ في أعماقي شوق لمعرفة هذا الأديب الشامخ الثقافة ، وتحقق شوقي على أرض الواقع في مكتب رئيس اتحاد الكتاب العرب يومذاك الأديب الدكتور علي عقلة عرسان –وحرضني ذاك اللقاء على السعي لمعرفة مسيرة حياته ، وسلسلة إبداعاته المتنوعة بين الشعر والرواية والترجمة والدراسات ، فعرفت أنه من عائلة الشهيد البطل يوسف العظمة ،بطل ميسلون ،وأن والده كان ينهضه ويوقفه على الطاولة ويقول :هذا وريث يوسف العظمة البطولة والتاريخ .
وقد دفعه هذا العنفوان النفسي الذي حصله من طفولته إلى طموح لاحدود له فمن جبل قاسيون ونهر بردى وصل إلى العالم كله شرقه وغربه ، ونال أعلى الشهادات العلمية ، الدكتوراه في الآداب .
أما إبداعه الأدبي فقد بدأ عام أربعة وسبعين وتسعمئة وألف بإصدار روايته –الشيخ ومغارة الدم – التي رسم غلافها الفنان المشهور : مصطفى الحلاج وبعد ثلاثين عاماً تقريباً أصدر روايته –أوراق عارف الدمشقي – التي تتداخل فيها السيرة الذاتية بالرواية ، وفيها أجواء صوفية رحبة ربما اكتنزها من جده المتصوف محي الدين بن عربي الذي مثل جاراً له منذ طفولته ، ويضّمن نذير العظمة روايته أوراق عارف الدمشقي – شعراً يؤكد ماورد في تضاعيفها من مسيرة وأفكار:
كنت في الأمس مصطفى
وأنا اليوم عارف
أوجعتني المعارف
وبين هاتين الروايتين أصدر عام اثنين وتسعين مجموعته الشعرية الأولى بعنوان :
سيدة البحر –وهي مجموعة قصائد عن حصار بيروت ، وفي العام نفسه أصدر مجموعته الثانية –دروع امرىء القيس – وبعد أربع سنوات اصدر مجموعته –طائر الرعد – وفي مطلع الألفية الثالثة مجموعته –لماذا لا أغرد للموت ؟
وفي شعره يتماهى الشاعر نذير العظمة مع مدينة دمشق التي أحبها بصوفية شفيفة ليبرعم فجر جديد وتولد قاسيون من جديد…
كل بذل في سبيل الأرض والحق يهون
يا رفات المجد ظلي شعلة عبر القرون
علمينا كيف ترقى بالشهادات المنون
ميسلون ..ميسلون
أيها الفجر الذي علمنا معنى اليقين
د. غسان لافي طعمة

المزيد...
آخر الأخبار