مشروع الصرف الصحي متعثر في «الأعور ».. طريق واحد معبد وشبكة المياه لا تصل لكافة المنازل ..خزان جديد يحل المشكلة
ينفض الريف عنه غبار الحرب ، ومن حق القاطنين فيه المطالبة بتحسين الخدمات التي تساعدهم على النهوض ، والتجذر أكثر بالأرض التي كلما أعطوها زادتهم عطاء .
دأبت العروبة في جولاتها العديدة على ريف حمص إلقاء الضوء على الواقع الخدمي كانت محطتنا في قرية الأعور وكان التحقيق الآتي :
تتوضع قرية الأعور بين قرية المظهرية وبلدة النزهة وهي إحدى قرى ناحية الرقاما التابعة لمحافظة حمص ، وتبعد عن محافظة حمص حوالي 20 كم ، وكان الواقع الخدمي فيها شبه مقبول ، ولكن بعد أن أرخت الحرب بظلالها الثقيلة على مجمل مفاصل الحياة الاقتصادية والمعيشية للمواطن عانت القرية من نقص الخدمات , وتوقفت مشاريع لخدمات أخرى كانت قيد التنفيذ ، وكل ذلك انعكس على الأهالي سلبا .
أفادنا المهندس صدوح داوود رئيس بلدية النزهة التي تتبع لها قرية الأعور بأن مساحة المخطط التنظيمي للقرية تبلغ / 56 / هكتارا تم التصديق عليه بالقرار رقم 172 / ع .ت.ع في 25/2/2007 .
المهنة القديمة الحديثة
يعمل معظم سكان القرية في بالزراعة ، وخصوصا زراعة اللوز والعنب والزيتون , ويبلغ عدد سكانها ( 800 ) نسمة فيهم نسبة جيدة من الموظفين ، كما أنهم يقومون بعدد لابأس به من الأعمال الحرة ، والتجارة المحدودة ..
مراحل مازالت بالانتظار
يعاني أهالي قرية الأعور من عدم وجود شبكة صرف صحي ، وما لهذا الأمر من مساوئ تنعكس على الأهالي ووضعهم الصحي ولا سيما أنهم يعتمدون على الحفر الفنية والكل يعلم الأضرار والتلوث البيئي الذي تسببه الحفر الفنية المكشوفة مما يجعلها مرتعا وبيئة مناسبة للحشرات القارصة والذباب إضافة لانتشار الروائح و الأمراض الجلدية والتنفسية عدا عن التلوث البيئي في الوقت الذي يفترض فيه أن يعيش أبناء الريف بجو نظيف صحي وتساءل المواطنون عن أسباب توقف العمل في هذا المشروع الصحي ؟!! .
وأكد أسعد سليمان – مختار القرية أن المعاناة مازالت قائمة بالرغم من وجود دراسة سابقة ، ولكن أمل الأهالي يتجدد نوعا ما مع انجاز ثلاث مراحل من أصل أربعة مخصصة للمصبات وهي هامة جدا .
وأوضح رئيس البلدية هذا الأمر فقال : لا يوجد صرف صحي في قريتي الأعور والمظهرية وكان المشروع قيد التنفيذ بالنسبة لقرية الأعور ، وتم وضع دراسة من قبل مديرية الخدمات الفنية منذ عام 2011 لمد شبكة صرف صحي كاملة ( شبكة – مصبات – محطة معالجة ) ، ورصد لها في ذلك الوقت 59 مليون ليرة سورية وأعلن المشروع وتم التنسيق للبدء بالعمل والمباشرة بالحفريات ، ولكن بسبب الحرب توقف المشروع .
وأضاف : في العام 2018 تم انجاز ثلاث مراحل ، وبعد مراسلات عديدة للخدمات الفنية عن طريق المحافظة لاستكمال المرحلة الرابعة ، كان التوضيح من المديرية ضمن ردها على المحافظة بالكتاب رقم 294 / س تاريخ 30/2/2018 التأكيد أن الدراسة جاهزة لكامل الشبكة وتم تنفيذ 3 مراحل بقيمة إجمالية بلغت ( 72 ) مليون ليرة سورية وقد تم إدراج المرحلة الرابعة للمصبات في مشروع خطة الموازنة المستقلة لعام 2019 بقيمة ( 100 ) مليون ليرة سورية ،ولكن حتى تاريخه لم يتغير أي شيء ، والمطالب ملحة وخاصة بعد تعديل الدراسة وفق الأسعار الحالية بأن يتلقى هذا المشروع إعانة من قبل وزارة الإدارة المحلية ، فطالما استكملت المرحلة الرابعة للمصبات نبدأ بمشروع تمديد الشبكة .
المهندس وفيق اسماعيل – رئيس المكتب الفني في بلدية النزهة قال : حاليا يتم مراسلة مديرية الخدمات الفنية والمحافظة ووزارة الإدارة المحلية والبيئة لتخصيص مبلغ لإعادة استكمال مراحل العمل في مشروع الصرف الصحي وكذلك هناك مطالبات للجنة المشاريع المتعثرة لإعطاء إعانة مالية على أن تقوم الخدمات الفنية بالتنفيذ ونحن على أمل بقبول الطلبات .
مياه الشرب .. خزان جديد
وأشار المهندس اسماعيل بأنه منذ أكثر من عام تم الاعتماد على خط مياه شنشار الجديد الذي يغذي خزان المظهرية ومنها – وعبر محطة الضخ- إلى شبكة المياه الموجودة في الأعور منذ خمس سنوات ، وفي هذه الفترة تم بناء خزان مياه خاص بالقرية .
وأكد أن شبكة المياه الموجودة وضعها جيد ،وهي بحاجة لتوسع بسيط لتصل لبعض البيوت الجديدة .
الطرق .. مشاريع متوقفة
أكد رئيس البلدية أنه لا يمكن القيام بأي مشاريع تعبيد وتزفيت طالما لم يستكمل مشروع الصرف الصحي رغم الحاجة لذلك ، ولا يوجد في القرية سوى الطريق الرئيسي وطريق المدرسة معبد والذي نفذته مديرية الخدمات الفنية منذ سنوات .
وكانت هناك مطالبات عديدة بالاهتمام بالطريق الزراعي الفحيلة – المظهرية والذي يخدم الأعور والمظهرية وهو بطول 1,5 كم .
وذكر الأهالي أنه تم تعبيد الطريق الواصل بين قريتي الأعور – الفحيلة بطول 2كم على نفقة الأهالي «جزء منه من جانب قرية الأعور» إلا أن العمل توقف فيه ، وتمنوا إكمال العمل فيه نظراً للتسهيلات الخدمية التي يقدمها هذا الطريق كما يأملون ترميم الطريق المعبد وإعادة تأهيله من جديد .
الخدمات الصحية
طالب الأهالي بوجود نقطة طبية – على الأقل – في القرية وتزويدها ببعض مواد الإسعافات الأولية ، واللقاحات الوقائية وذلك للضرورة ، ريثما يتم إسعاف المريض إلى مركز المظهرية الصحي أو مدينة حمص ، فعدم وجود أي مركز صحي أو نقطة طبية أو عيادة طبيب خاصة أو حتى صيدلية يضطر الأهالي الاعتماد على المراكز الطبية الموجودة في القرى المجاورة أو الذهاب إلى مراكز ومشافي المدينة متكبدين مصاريف النقل وهدر الوقت الذي لا يكون لصالح المريض .
الإنارة .. مقبولة
يوجد في القرية شبكة إنارة وضعها جيد وأوضح رئيس البلدية أن الخزانين الموجودين فيها كافيان ويلبيان الحاجة ، أما الأهالي فقد أكدوا أن مشكلتهم هي ليس بوضع الكهرباء في القرية بل في وضع الكهرباء عامة والتقنين الجائر الذي تتعرض له المنطقة ككل ، أما عن الأعطال الطارئة ، وخصوصا في فصل الشتاء فيتم استدراكها و إصلاحها مباشرة .
الخدمة الهاتفية جيدة
كافة بيوت القرية مخدمة هاتفيا ، وكذلك يوجد بوابات انترنت ، أما بالنسبة لمادة الخبز فقد أكد الأهالي أنه يتم استجرار المادة من مخبز بلدة المضابع لعدم وجود مخبز في القرية ، ونوعيته جيدة ، و يوجد معتمد من سكان القرية يقوم بتأمين وتوزيع الخبز للمواطنين .. و أكدوا أن الكمية كافية .
مستوى التعليم ..
يوجد في القرية مدرسة تعليم أساسي – حلقة أولى ، أما مدرسة التعليم الأساسي حلقة ثانية فهي تقع مابين الأعور والمظهرية ، ودمجت معها الثانوية في مبنى واحد ليدرس فيها طلاب الثانوية العلمي ، والجدير ذكره أن هذه المدرسة شيدت بالعمل الشعبي , أما طلاب الثانوية الأدبي فيدرسون بثانوية قرية النزهة و طلاب الثانوية الصناعية يدرسون في مدارس قرية الرقامة ، ويعتبر مستوى التعليم جيدا وهناك نسبة لا بأس بها من الطلاب تكمل تعليمها الجامعي .
سوسن الشمالي – مديرة المدرسة قالت : تعتبر مدرستنا من المدارس النموذجية حيث يبلغ عدد التلاميذ ( 130 ) تلميذا وتلميذة موزعين على ست شعب من الصف الأول إلى السادس وهم ملتزمون بشكل جيد بالدوام المدرسي ويحققون نتائج جيدة وخاصة مع وجود كادر تدريسي جيد ومعظمهم من خريجي كلية التربية ومعلم صف وهم من أهالي القرية أو القرى المجاورة ولذلك لا يوجد مشكلة في المواصلات التي تشكل عبئا كبيرا على من يريد التوجه إلى المدينة أو العودة إلى القرية ..
وأكدت : عند حاجتنا لبعض اللوازم المدرسية وغيرها نتواصل مع مكتب التوجيه التابع لمديرية التربية في ناحية الرقامة وتلبى طلباتنا ضمن الحاجة ، ولكن يوجد مشكلة في دورات المياه وخاصة أن المدرسة مختلطة ، والحاجة ملحة لتأمين دورة مياه خاصة بالتلميذات والقديمة تبقى للتلاميذ ، وكذلك المدرسة بشكل عام بحاجة إلى طلاء جديد بعد أن مضى سنوات طويلة على البناء والطلاء القديم .
وأضافت : هناك مشروع جديد نأمل أن يرى النور قريبا وهو إحداث روضة وتكون على أقل تقدير غرفة صفية واحدة وهي جاهزة ، وقد أقيمت بعمل شعبي من الأهالي ، ونحن بحاجة لموافقة مديرية التربية وسيتم التمويل من منظمة اليونيسيف ، وبذلك يخف العبء على الأهالي الذين يضطرون لوضع أولادهم في روضة خاصة .
المواصلات .. بحاجة لحل
أكد الأهالي أن هناك عددا من السرافيس تعمل على خط حمص المظهرية – الأعور – الدرداء وهي غير كافية ولذلك يطالبون بتسيير باص نقل داخلي يخدم القرية والقرى المجاورة ، ولا سيما بعد امتناع أصحاب سرافيس بلدة الجديدة إكمال خط سيرهم إلى المظهرية والأعور والاكتفاء بركاب بلدتهم بسبب الازدحام .
مخصصات غير كافية
يؤكد المختار أنه تم توزيع دفعتين من مادة المازوت المنزلي على أهل القرية كل دفعة بواقع 100 ليتر بوجود وإشراف عضو مجلس بلدي والمختار ورئيس الجمعية الفلاحية وأمين الفرقة الحزبية ، وتم توزيع 50 ليتراً كدفعة أولى من المازوت الزراعي ، وبعدها 40 ليتراً كدفعة ثانية ..ومع ذلك الكمية من المازوت الزراعي غير كافية لاستكمال أي عمل زراعي من حصاد ونقل مواسم وغير ذلك .
الواقع مقبول
وعن واقع النظافة أوضح رئيس البلدية أنه: يوجد جرار زراعي خاص بتجميع وترحيل القمامة إلى المكب المخصص ، ويخدم الجرار كل القرى التابعة إدارياً للبلدية ،لذلك يكون عدد مرات ترحيل القمامة من قرية الأعور هو مرة واحدة كل ثلاثة أيام ، بالإضافة لوجود حاويات على شكل براميل للحفاظ على نظافة القرية بشكل دائم .
منعطف خطير
أكد لنا بعض الأهالي أنه عند نقطة تقاطع قرى كل من الرقامة والأعور والدرداء يوجد منعطف تم تنفيذه بشكل غير فني على الإطلاق ، وقد أدى ذلك إلى وقوع الكثير من الحوادث المرورية التي أودت بحياة العديد من المواطنين ولم تتحرك أية جهة لمعالجة هذا الأمر ، لذلك ناشدوا الجهات المعنية بالعمل مباشرة لإصلاح الخلل والحد من الحوادث والموت الذي يتربص بالمواطنين عند هذا المنعطف .
أخيرا
يأمل أهالي الأعور أن تلقى مطالبهم الاهتمام من الجهات المعنية أسوة ببعض القرى ولا سيما فيما يتعلق بالواقع الخدمي في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون جراء ارتفاع الأسعار الجنوني الذي يرهق كاهل الجميع ..
منار الناعمة
تصوير: الحوراني