تعتبر كلية الطب البشري واحدة من أهم الكليات في جامعة البعث ، خرجت على مدار عشرات السنين كثيرا من الأطباء المتميزين الذين برز اسمهم في محافظة حمص وسورية وقسم في دول العالم ، وهي من الكليات التي ترتبط مباشرة بالمجتمع حيث أن الخريجين من كلية الطب البشري ينخرطون مباشرة في سوق العمل عبر سنوات الإقامة والتخصص وبعدها عبر عياداتهم الخاصة وعملهم بالمشافي العامة والخاصة .
وللاطلاع على واقع الدراسة في كلية الطب البشري وعلى الهموم والمشاكل التي تعاني منها التقت صحيفة العروبة بالدكتور فهد الشريباتي عميد الكلية .
تاريخ الافتتاح
افتتحت كلية الطب البشري عام 1996 ومقرها مدينة حمص ويبلغ وسطي عدد الطلاب في كل سنة حوالي 250 طالباً وطالبة إضافة إلى عدد من الطلاب العرب ,وعدد الطلاب في العام الحالي 1850 طالباً.
بناؤها يقع ضمن الحرم الجامعي ومجهز بالتجهيزات والمخابر اللازمة والتي تتناسب مع حاجة الطلاب العلمية والتدريسية والبحث العلمي بالإضافة لعدة مدرجات وقاعات تستوعب كافة نشاطات الكلية .
أما الأقسام التي تتضمنها الكلية فبين الدكتور شريباتي أنها تضم 17 قسما هي :
– قسم التشريح والنسج والجنين
– قسم الفيزيولوجيا
– قسم الطب المخبري
– قسم علم الأدوية
– قسم التشريح المرضي
– قسم طب الأسرة والمجتمع
– قسم التشخيص الشعاعي والتصوير الطبي
– قسم الأمراض الجلدية
– قسم الأمراض الباطنية
– قسم الجراحة
– قسم الأطفال
– قسم التوليد وأمراض النساء
– قسم الأذن والأنف والحنجرة
– قسم الأورام
– قسم أمراض العين وجراحتها
– قسم التخدير والإنعاش والعناية المشددة الجراحية
– قسم الطب الشرعي
حيث افتتح منها أحد عشر قسماَ فقط
الهيئة التعليمية
تضم كلية الطب 35 عضو هيئة تدريسية بين أستاذ وأستاذ مساعد ومدرس و 4 أعضاء هيئة فنية و 30 معيدا ً في بلدان العالم المختلفة و / 17 / معيداً قيد الإيفاد ، إضافة إلى الكادر الإداري والمخبري .
يشرف حوالي 200 طبيب اختصاصي على التدريب السريري لطلاب الكلية والذي يتم في مشافي معتمدة من قبل الجامعة وهي : / مشفى الوليد – مشفى الحارث لأمراض العيون – المشفى العسكري / .
مخابر الكلية
وأشار الدكتور شريباتي إلى أن الكلية تضم جميع المخابر اللازمة للعملية التدريسية والتي تم تجهيزها بأحدث التجهيزات التي تضمن للطلاب إجراء التجارب المختلفة التي تدعم مهاراتهم العملية في المقررات المختلفة ،ومن أهم مخابر الكلية :
– مخبر التشريح الوصفي .
– مخبر الفيزياء .
– مخبر الجنين .
– مخبر علم الحياة .
– مخبر الكيمياء العضوية .
– مخبر الكيمياء الحيوية .
– مخبر النسج .
– مخبر الفيزيولوجيا .
– مخبر الأدوية .
– مخبر التشريح المرضي .
– مخبر الجراثيم والطفيليات .
– مخبر الجراحة الصغرى .
– مخبر الطب الشرعي .
كما تضم الكلية مخبراً للبحث العلمي والذي تم تجهيزه بالأجهزة اللازمة لإجراء البحوث العلمية المختلفة خاصة في الاختصاصات قبل السريرية .
ومع افتتاح الدراسات العليا في قسم الأدوية والمداواة تم تزويد هذا القسم بالتجهيزات المخبرية اللازمة لتأمين سير العملية التدريسية والبحث العلمي في هذا الاختصاص .
نظام القبول
تقبل كلية الطب سنويا ً ما بين 50 إلى 100 طالب وذلك وفقا ً لإستراتيجية القبول في وزارة التعليم العالي ويكون القبول بموجب مفاضلة عامة على مستوى سورية ويجب أن يحصل الطالب على ما لا يقل عن 96 % من مجموع العلامات في الشهادة الثانوية العلمية وتعتبر الدراسة مجانية بالنسبة للطلبة السوريين .
يقبل الطلاب العرب والأجانب للدراسة في سورية مقابل رسوم تصل حتى 3500 دولار سنويا ً وفقا ً لمفاضلة قبول خاصة للطلبة العرب والأجانب .
_مدة الدراسة لنيل الإجازة في الطب M.D هي ست سنوات
_مدة الدراسة لنيل شهادة الماجستير في الأدوية والمداواة هي ثلاث سنوات
_مدة الدراسة لنيل شهادة دكتوراه في الأدوية والمداواة لا تقل عن سنتين بعد حصول الطالب على الماجستير .
مكتبة الكلية
ترفد العملية التعليمية والبحثية في الكلية مراجع تخصصية تزيد عن 1500 عنوان معظمها باللغة الإنكليزية إضافة إلى عدد كبير من الدورات بلغة أجنبية وتدعم هذه المكتبة مكتبة إلكترونية يتم الاشتراك بها مركزياَ عبر وزارة التعليم العالي تؤمن الدخول على عدة مئات من المجلات العالمية المتخصصة .
المشفى الجامعي
وعن المشفى الجامعي قال الدكتور شريباتي : نحن بانتظار تحقيق الحلم بافتتاح المشفى الجامعي الذي سيربط الكلية بالمجتمع بشكل مباشر حيث أنه سيقدم خدمات للمواطنين من حمص وحماة إضافة للدور الذي سيلعبه في تدريب طلاب السنوات الأخيرة في كلية الطب وإقامة البحوث العلمية وتدريب الأطباء المقيمين لنيل شهادات الاختصاص حيث أننا نستعين بمشافي وزارة الصحة وبعض المشافي الخاصة والمشفى العسكري بحمص ونشكر جهود المشفى العسكري لتعاونها معنا ومشافي وزارة الصحة وخاصة مشفى الباسل في كرم اللوز ومشفى الباسل في الزهراء بالإضافة للمشافي الخاصة فكانت كل مشفى لديها القدرات على استيعاب طلابنا من أجل التدريب السريري في المرحلة الجامعية الأولى لم تقصر لأن مشفى الجامعة كان قيد الإنشاء وحاليا ً قطعنا أشواطا كبيرة ببنائها وحتى هذه اللحظة يتم تأهيل الكتلة الثالثة من مبنى كلية الطب البشري لتصبح مشفا جامعيا وسيجهز بأحدث الأجهزة الطبية المتوفرة في القطر العربي السوري وسيكون مشفا على مستوى المشافي في الجامعات العريقة الموجودة في سورية .
المقررات الدراسية
وبين الدكتور شريباتي أنه يتم العمل بشكل حثيث لتشجيع أعضاء الهيئة التدريسية لتحويل المحاضرات التي توزع في المكتبات إلى كتب جامعية معتمدة وبالفعل تم تحويل 4-5 مواد في العام الماضي إلى كتب جامعية وهذا العام يوجد نفس عدد المواد التي تم تحويل المحاضرات فيها إلى كتب جامعية معتمدة ، وهذه الكتب الجامعية والمقررات والمناهج الدرسية تم العمل على توحيدها في كافة جامعات القطر كون طلاب الطب يخضعون لامتحان وطني موحد في كافة المحافظات بعد التخرج وحاليا يوجد شبه توحيد للمناهج التعليمية في كل الاختصاصات السريرية مع وجود نقص بسيط في تحويل المحاضرات الدورية إلى كتب جامعية معتمدة ومطبوعة في مديرية المطبوعات في جامعة البعث علما أنه يوجد في الوقت الحالي أكثر من 80 % من المقررات الدراسية وما تبقى تتم طباعته في مديرية المطبوعات ويتم التوقيع عليه من قبل مدرس المادة وعميد الكلية ليكون المرجع الرسمي للطالب .
نسب النجاح
وعن نسب النجاح في الكلية بين الدكتور عميد الكلية أنه من النادر وجود نسبة نجاح متدنية في إحدى المواد وإنما يتم الحديث حاليا عن نسب النجاح المرتفعة في الكلية والتي تحتاج إلى موافقة عميد الكلية ورئيس الجامعة ، وطلاب الطب هم نخبة الطلبة بشكل عام ومن الملاحظ تحسن نسب النجاح في الكلية خلال العامين الماضيين ، وبين الدكتور شريباتي أنه في حال وجود نسبة نجاح متدنية في إحدى المواد يتم الاطلاع على الأسئلة وسلم التصحيح خصوصا وأن الأسئلة مؤتمتة ولا يدخل في تصحيحها العامل البشري مطلقا وفي حال وجود خلل معين يتم العمل على تلافيه فورا .
سنة امتياز
وعن سنة الامتياز التي أقرت مؤخرا ولاقت استهجانا من قبل طلبة الطب الخريجين بين الدكتور شريباتي أن هذه السنة تخص الطلاب الذين يدرسون الاختصاص وتأتي بعد المرحلة الجامعية الثانية ولا علاقة لكلية الطب فيها مطلقا حيث أنه لم يتم افتتاح أقسام الدراسات العليا لعدم افتتاح المشفى الجامعي وبالتالي لا يمكن افتتاح سنة امتياز في الكلية ، وأشار عميد الكلية إلى أنه يمكن اعتبار هذه السنة بمثابة تعميق تأهيل اختصاص للأطباء المختصين والاستفادة من خدماتهم في المشافي العامة .
ربط الكلية بالمجتمع
وعن عملية ربط كلية الطب البشري بالمجتمع أكد الدكتور شريباتي أن كلية الطب هي أكثر كلية مرتبطة بالمجتمع وأن افتتاح المشفى الجامعي سيكون عاملا كبيرا لإثبات هذا الأمر من خلال تقديم الخدمات الطبية للمواطنين وبالتالي سيكون الربط على نوعين :
تقديم العلاج والخدمات الطبية للمواطنين في المنطقة الوسطى
البحث العلمي وإجراء البحوث العلمية التي تهدف إلى تعزيز دور الجامعة في البحث العلمي وربط الجامعة بالمجتمع من خلال نتائج البحث العلمي .
التأخر في المحاضرات
كما بين الدكتور شريباتي أن سنوات الطب البشري تقسم إلى قسمين قسم يبدأ في السنة الرابعة وتنتهي في السنة السادسة تبدأ عندهم فترة التدريب السريري التي يجب أن تكون في الفترة الصباحية ولكن ليس في كلية الطب إنما في المشافي العامة ويتم إعطاء المحاضرات النظرية خلال الفترة الصباحية لطلاب السنوات الثانية والثالثة والتحضيرية وتخديم الكليات الأربعة الموجودة في مبنى كلية الطب بالتنسيق فيما بين هذه الكليات وبالتالي فإن المحاضرات العملية تبدأ ما بعد الساعة 12 والسبب هو زيادة عدد الفئات التي تضم عددا كبيرا من الطلاب وفي حال تقليل عدد الطلاب في الفئات سوف تزيد ساعات الدوام وتم مخاطبة رئاسة الجامعة التي بدورها خاطبت محافظة حمص من أجل الإيعاز لمن يلزم لتأخير أوقات عمل السيارات التي تعمل على خطوط القرى القريبة من حمص ليتمكن جميع الطلاب من حضور المحاضرات والوصول إلى منازلهم دون مشاكل.
الندوات والمؤتمرات العلمية
كلية الطب هي شريك دائم في المؤتمرات التي تجري في محافظة حمص والجامعات الأخرى وفي الشهر الرابع سيكون هناك مؤتمر مشترك بين نقابة أطباء حمص وكلية الطب ووزارة الصحة ومديرية صحة حمص والمشفى العسكري ، والمؤتمرات تقام بشكل سنوي ودوري حيث يتم إقامة مؤتمر أو اثنين كل عام إضافة إلى الاستضافات التي تتم في المشافي من دول العالم وستكون كلية الطب شريك أساسي في الفريق المتكامل الذي يقيم الندوات والمؤتمرات في المحافظة .
الهموم والمشكلات
وعن الهموم والمشكلات قال الدكتور شريباتي : نعاني من مشكلة ضيق المكان وذلك بسبب وجود كليات الصيدلة وطب الأسنان والعلوم الصحية داخل مبنى الكلية إضافة إلى استضافة السنة التحضيرية في المبنى نفسه ويضاف إلى ذلك كله موضوع إنشاء المشفى الجامعي الذي اقتطع جزءا ً من مبنى الكلية ونعاني أيضا ً من نقص في أعداد الهيئة التدريسية والاختصاصيين الطبيين ونعمل على تعويض هذا النقص بالمسابقات المعلنة كل فترة من قبل رئاسة الجامعة وبإشراف وزارة التعليم العالي ومضمون هذه المسابقات تعيين أعضاء هيئة تدريسية ومسابقة تعيين أعضاء هيئة فنية وكذلك مسابقة تعيين المعيدين وطلاب الدراسات العليا ونواجه أيضا ً مشكلة زيادة عدد الطلاب المقبولين فمثلا ً هذا العام تم قبول حوالي 800 طالب بالسنة الثانية بعد فرز طلاب السنة التحضيرية وأيضا ً لدينا 819 طالبا تقريبا ً بالسنة الثالثة وبالسنة الرابعة 730 وبالسنة الخامسة 616 والسادسة 409 وفي الحقيقة أعداد الطلاب عال نسبياً ويفوق قدرة استيعاب الكلية لأن أكبر مدرج في الكلية يمكنه استيعاب كحد أقصى 300 طالب فقط فهذا يضيف عبئا علينا فنحن في الأساس لدينا عدد محدود من الإداريين والموظفين والمخبريين وبالرغم من ذلك نعمل بقصارى جهدنا لتغطية العملية التعليمية بالمخابر العملية ومخابرنا مفتوحة لكل الكليات فهم يستعينوا بموظفينا أحياناً كما وأننا رفعنا حاجتنا من أعضاء الهيئة التدريسية والفنية ومعيدين والموظفين والمخبريين والإداريين إلى رئاسة الجامعة .
يوسف بدور