المنطقة الحرفية في دير بعلبة في الخدمة خلال العام الجاري..560 مليون ليرة لإعادة تأهيل البنى التحتية و 180 مليوناً لإتمام كافة الأعمال
يكتسب وجود المناطق الحرفية والصناعية أهمية كبيرة من حيث تخفيف الضجيج والأعباء المترتبة بالنسبة لبعض المهن المتواجدة حالياً داخل المدن وخاصة فيما يتعلق بالكهرباء وإشغال الأرصفة والشوارع وما يسببه من ازدحام ومشاهد لا تليق بالمدينة ،ومن جهة أخرى لما توفره هذه المناطق الحرفية والصناعية من خدمات للحرفيين والصناعيين يصعب تأمينها في الأحياء السكنية وشوارع المدينة الرئيسية ويعمل مجلس مدينة حمص بالتعاون مع اتحاد الحرفيين على إعادة تأهيل هذه المناطق وإصلاح ما تم تخريبه وسرقته على يد العصابات الإرهابية المسلحة ومن هذه المناطق المنطقة الحرفية في دير بعلبة والتي تم إنشاؤها عام 2004 وبدأ الاستثمار بها في عام 2009 لتتوقف عن العمل مع بداية الحرب التي شنت على بلدنا ، وللوقوف على ما تم إنجازه من عمليات التأهيل فيها أجرت العروبة اللقاءات التالية . ..
مشروع تنموي
رئيس مجلس المدينة المهندس عبد الله البواب قال : نقوم بالعمل على مشروع تنموي في المنطقة الحرفية في دير بعلبة والتي تضم 823 محلا على مساحة تقارب 200 دونم والتي كانت جاهزة للاستثمار قبل الحرب وتوقفت مع بدايتها ،
وأضاف : حاليا نعمل على إعادة تأهيل هذه المنطقة على عدة مراحل ، وفي المرحلة الأولى بدأنا بمشروع تأهيل الصرف الصحي للمنطقة بقيمة 26 مليون ليرة والآن نعمل على مشروع تأهيل التيار الكهربائي بقيمة 350 مليون ليرة سورية ويشمل ستة مراكز تحويل باستطاعة (1000 ك.ف. أ ) مع مد الشبكات الأرضية للمنطقة ..
منوها أنه بعد الانتهاء هناك مراحل أخرى مثل تجهيز بئر الكسارة وإيصال المياه بالإضافة لتنظيف ( الريكارات ) والمصارف المطرية والإنارة ..
استقرار الشبكة الكهربائية
وأشار إلى أنه يتم الاعتماد فيما يخص تمويل هذه الأعمال على ما تقدمه وزارة الإدارة المحلية التي تدعم هذا المشروع الحيوي الذي سيكون له دور كبير بتخفيف الضغط عن المدينة بعد نقل كافة الحرفيين إلى هذه المنطقة مما يساعد في استقرار الشبكة الكهربائية داخل المدينة
منوها أنه ولتشجيع الحرفيين على الانتقال لهذه المنطقة ستكون شبكة الكهرباء فيها مستثناة من التقنين خلال فترة العمل الصباحية إضافة للتفكير بتركيب «مجموعات توليد كهربائية « خاصة عن طريق اتحاد الحرفيين .
وأضاف البواب : نحتاج إلى ما يقارب 180 مليون ليرة لإتمام كافة الأعمال لتكون المنطقة الحرفية جاهزة للاستثمار..موضحا أن جميع الحرف مشمولة ضمن المنطقة كالحدادة والألمنيوم والحرف المتعلقة بالسيارات كالكهرباء والتصويج وغيرها .
مهن مناسبة للاستثمار
وبالنسبة للمحال العائدة لمجلس المدينة والتي يبلغ عددها 45 محلاً متواجدين على الواجهة الرئيسية للمنطقة قال: نقوم الآن بدراسة المهن الأنسب للاستثمار في هذه المحال للإعلان عنها وغالباً ستكون مكاتب سيارات .
مشيراَ إلى انه وخلال الأيام القادمة سيتم التواصل مع اتحاد الحرفيين بخصوص أصحاب المهن المستأجرين داخل المدينة أو المالكين، والتحضير لعقد اجتماع معهم لمعرفة أعدادهم ومطالبهم و إمكانية حل كافة المشاكل والصعوبات التي تعترضهم مع العلم أن كافة المحال في المنطقة مباعة عن طريق اتحاد الحرفيين ليصار إلى نقلهم جميعاً إلى المنطقة .
إنهاء الأعمال المتبقية
بين المهندس حيدر النقري مدير الأشغال أن مساحة المنطقة الحرفية تبلغ حوالي 13،5 هكتاراً و تقوم مديرية الأشغال بالتنسيق مع الشركة العامة لكهرباء حمص لإعادة شبكة التوتر المتوسط والمنخفض إلى المنطقة الحرفية و إيصالها لكافة المحال وفق عقد بلغت قيمته 372 مليون ليرة يتضمن أعمال تمديدات أرضية وستة مراكز تحويل..
ونوه أنه من المتوقع انتهاء أعمال هذا المشروع مع نهاية الشهر الحالي ، كما تقوم المديرية بتجهيز إضبارة تنفيذية لإنهاء كافة الأعمال المتبقية وهي تعبيد الطرقات و العمل على مشروع إنارة المنطقة بقيمة 20 مليون ليرة سورية إضافة لاستكمال السور نظرا لوجود العديد من الفتحات..
كما تقوم المديرية بمخاطبة قيادة الشرطة لبناء مخفر في المنطقة الحرفية لحمايتها إضافة للتنسيق مع اتحاد الحرفيين لعودة أصحاب المحال المخصصين بمحالهم وتوقع النقري أن تكون المنطقة مستثمرة بالكامل قبل نهاية العام الجاري .
وأوضح : أن القيمة الإجمالية للمشروع بلغت حوالي 650 مليون ليرة ،منها 372 مليون ليرة أعمال كهرباء، وأخرى متفرقة ، و 250 مليون ليرة لأعمال البئر والمياه والصرف الصحي، مع العلم أن بداية استثمار المنطقة كانت عام 2009 إلا أنها تعرضت للتخريب على يد العصابات الإرهابية .
نسبة الانجاز 70%
متعهد المشروع قصي التركماني قال: نقوم بمشروع مد شبكة كهرباء توتر متوسط ومنخفض للمنطقة الحرفية بقيمة عقد 350 مليون ليرة ، ومدة التنفيذ عام كامل بدأنا العمل منذ حوالي ثلاثة أشهر ،ونتيجة التعاون والتواصل الدائم بين مجلس المدينة وشركة كهرباء حمص وصلنا إلى نسبة إنجاز 70 % ومن المتوقع أن نقوم بتسليم المشروع خلال شهر ضمن المواصفات والشروط الفنية المطلوبة ، كما نعمل على مشروع البنى التحتية كالتعبيد وعمليات الحفر والردم .
تقديم التسهيلات
أشار عبد المطلب الضاهر رئيس المكتب الإداري والقانوني باتحاد الحرفيين رئيس اللجنة العليا بالمنطقة الحرفية بدير بعلبة إلى أن جميع الأهالي يتطلعون لإنجاز المنطقة الحرفية في دير بعلبة والتي تحتاج إلى حوالي ثلاثة أشهر على أبعد تقدير لتكون جاهزة وتوقع الإقبال الكبير على المنطقة من قبل الحرفيين وخاصة بعد تجهيز الكهرباء والبنى التحتية فيها وتخديمها بالكامل و توفير كافة الخدمات لأصحاب المحال والحرفيين الذين سينقلون أعمالهم إليها وهذا ما يخفف الضغط عن المدينة بما يخص الكهرباء والشوارع والأرصفة التي يستخدمها الحرفيون اليوم في المدينة ..
الانتقال إلزامي
و لفت إلى أن اتحاد الحرفيين يقوم بتقديم الكثير من التسهيلات للحرفيين للانتقال إلى المنطقة الحرفية و على تواصل دائم مع مجلس المدينة لتسهيل الإجراءات وتسليم المحال بشكل سهل وسريع .
وبالنسبة لعدد المحال في المنطقة أوضح الضاهر أن المحال التي يبلغ عددها 821 محلا تكفي لجميع الحرفيين في الوقت الحالي وأن موضوع الانتقال للمنطقة الزامي لجميع الحرفيين وخاصة بعد أن قامت الحكومة بتوزيع المحال عليهم بأسعار رمزية رغم الكلفة الكبيرة التي تكبدتها .
منح شهادات حرفية
فهد المؤذن عضو مكتب تنفيذي للاتحاد العام للحرفيين قال : تم توزيع المحال في هذه المنطقة بأسعار رمزية بهدف تخفيف الضغط عن المدينة وخاصة بالنسبة للحرف التي تسبب الضجيج..
حيث تم توزيع ما يقارب 280 محلاً قبل الحرب التي تعرضت لها بلدنا ونقوم حالياَ بصيانة وتأهيل كل ما تم تخريبه من كهرباء ومياه وصرف صحي وهواتف منوها إلى الدعم الذي تقدمه وزارة الإدارة المحلية ومجلس مدينة حمص .
بالنسبة لعملية توزيع المحال بين المؤذن أن الأمر فيه الكثير من التسهيلات حيث قام اتحاد الحرفيين بمنح شهادات حرفية لكافة أصحاب الحرف ليتمكنوا من شراء المحال في المنطقة من مجلس المدينة بأسعار رمزية باستثناء قرابة عشرة محال لم يتم بناؤهم بعد ، وهي قائمة على نظام التعاون السكني ولم يتم بناؤهم سابقاً لوجودها تحت خطوط التوتر العالي .
وأضاف : نعمل الآن بالتعاون مع مجلس المدينة على إنشاء منطقة للحرف المتعلقة بالبناء كمعامل البلاط والرخام وغيرها في منطقة تليل التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة حمص على طريق طرابلس إضافة لبعض الحرف الأخرى التي لم تتسع المنطقة الحرفية بدير بعلبة لها .
يحيى مدلج
تصوير: سامر الشامي