في كل بيت من بيوت بلادي شعلة ومنارة …وسماء نجومها أزهار ..أرض سورية تزهو تألقاً باحتضان دماء الأبطال ..شهداء الحق من جيشها المغوار، أغصان الغار تصافح ورد الخلود في وطن الأمجاد والأحرار ..
تألقي سورية ..واطمئني يا بلادي ،فشمسك ستبقى ساطعة ،طالما ملاحم أبطالك تعانق المجد والرياحين ..قيثار الهوى أنت تفتدي بالدماء والأرواح..
أسودك دحروا جيوش الإرهاب وشتتوا جموعهم بأقدامهم يرتعد الأعادي ..بشجاعتهم النصر القريب قادم ..هم النور والعلياء ..هم الأباة ،الأحرار والرجال في صون الأمانة وأداء الرسالة وتحمل المسؤولية ..
الرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار ،صنّاع مجد الوطن وانتصاراته الذين سطروا صور البطولة والفداء في حربهم ضد الإرهاب و تصديهم للعدوان ..
لجريدة العروبة وقفة أسبوعية مع أهالي الشهداء الأبطال للحديث بكل فخر واعتزاز عن أبطال دخلوا التاريخ بمواقفهم الشجاعة وأصالتهم وعمق إيمانهم ..
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف عمار إبراهيم الزعيم :
كتبوا التاريخ بمداد العطاء
سنوات طويلة وجيشنا الباسل حاضر بقوة في ميادين الشرف والبطولة والرجولة ،يذود عن الأرض والعرض ويدافع عن راية الوطن ضد الإرهاب المجرم ،في حرب ليست حرباً عادية أو تقليدية ،بل تندرج تحت عنوان الحروب المركبة والمعقدة أدار الأبطال رحاها بكل إمكانياتهم وقدراتهم وحققوا الانتصارات الكبرى مقدمين الأرواح والدماء عنواناً للنصر الأكيد..منهم الشهيد البطل الملازم شرف عمار إبراهيم الزعيم.
السيدة روزة والدة الشهيد تحدثنا قائلة : رجال الوطن ،حماة ديارنا ومصدر فخارنا وعرين الشجاعة كما وصفهم السيد الرئيس بشار الأسد، أبطال قادرون على متابعة مهامهم ،مدربون ويتمتعون بالجاهزية القتالية والقدرة الفائقة على تنفيذ المهام الموكلة إليهم مهما بلغت صعوبة وتعقيداً ،كل ذلك أدى إلى تحقيق انتصارات كبيرة في معارك الشرف والكرامة ضد العدوان الإرهابي الدولي الجديد والمستمر منذ عام /2011/بأدواته ورعاته وجميع الإمكانيات التي سخرت لتحقيق أهدافه الاستعمارية ،لكن رجالنا الأبطال سطروا صفحات مشرفة ستبقى حية خالدة في ضمائر الشرفاء والمقاومين ..
ولا تزال الحرب مستمرة حتى القضاء الحاسم والنهائي على الإرهاب وجحافل حملته من الظلامين …ولا تزال الانتصارات مستمرة والتي تحققت بالروح المعنوية العالية للأبطال والإرادة الصلبة والإيمان بالواجب الوطني المقدس ..
تتابع والدة الشهيد : قدمت لمجد الوطن وعزته ثلاثة شهداء أبطال ،أهديت الأرض عطراً وعبقاً، في بيتنا رياحين الخلود تنشر أريجها ،وبعطرها أتوضأ شوقاً وحنيناً ،شموخاً وكبرياء في بيتنا تقرأ شعراً جميلاً كتب بماء العين ،وملحمة تعانق الوطن لأبطال كتبوا بدمائهم المقدسة رسائل الصمود والمحبة والسلام ..
سأتحدث اليوم عن البطل عمار الذي وهب قلبه وروحه فداء للوطن ،قلبه المليء حباً وعطاءً وحناناً ،وروحه الطاهرة التي أحبت الوطن لدرجة العشق فاختارت الشهادة ترجمة لهذا الحب ..
كان له شرف المشاركة مع رفاقه في سحق وتدمير المجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة حماة ومنطقة السعن ،خاض مع الأبطال أعنف المعارك وسطروا أروع الانتصارات عندما لقنوا أعداء الإنسانية دروساً لن ينسوها في الشجاعة والعزيمة والشرف .
كان رحمه الله يقول : هيهات منا الهزيمة فنحن الرجال عاهدنا الله والوطن أن نبذل الغالي والنفيس لتخليص كل حبة تراب في وطننا الغالي من رجس الإرهاب ودنسه وستبقى سورية قلعة المقاومة التي تتحطم على أسوار منعتها وصمودها كل مشاريع الهيمنة والاستعمار، نحن من نملك إرادة الانتصار والعزيمة التي لاتلين ..
واصل البطل عمار مع رفاقه الشجعان الليل بالنهار –عملاً دؤوباً يذودون عن الوطن بأغلى مايملكون ، ينفذون مهاماً مقدسة في الدفاع عن الوطن ضد المجموعات الإرهابية المسلحة بقوة وعزيمة وثقة بالنصر ..
بتاريخ 8/3/2013 اشتدت المواجهات والمعارك ضد عصابات القتل والإجرام في منطقة السعن ، إثر هجوم المرتزقة بأعدادهم الكبيرة على إحدى النقاط العسكرية واستطاع الأبطال صد الهجوم والقضاء على أعداد من التكفيريين ، ارتقى في المعركة شهداء منهم ابني البطل عمار،الرحمة لروحه ولأرواح الشهداء الأبرار ..
وكل التحية والمحبة للجيش العربي السوري ..الجيش الأبي الذي كتب تاريخه المشرف بمداد العطاء ..
زوجة الشهيد تحدثت أيضاً بكل فخر واعتزاز قائلة : لا توجد لحظة فخر وشموخ تعادل لحظة الحديث عن شهيد ضحى بنفسه في سبيل وطنه ..في سورية سيبقى للشهداء مجد تليد ، سيبقون سادة الزمان والمكان ، بفضلهم شمخت نصراً وعزة،يشرفني أن أكون زوجة الشهيد فنحن جميعاً ولدنا على هذه الأرض ومن واجبنا الدفاع عنها.
لقد كان البطل عمار حنوناً وخلوقاً وبطلاً مندفعاً ،مقداماً دافع عن وطنه بشجاعة وبسالة إلى أن نال شرف الشهادة التي يريدها ، زياراته لنا كانت قليلة جداً وعندما كنت أعاتبه لغيابه الطويل عن الأولاد كان يبتسم ويجيب نحن مستعدون دائما لأن نكون الى جانب رفاقنا المقاتلين في جميع الجبهات وجاهزون لتسطير ملاحم البطولة في القضاء على المجموعات الإرهابية التكفيرية وأن نفتدي سورية بالدماء والأرواح ، فالتضحية فينا عادة ، وكرامتنا من الله الشهادة …
تمتع البطل عمار بإصرار كبير على النصر ، وحماس لتنفيذ المهام على الرغم من المخاطر والصعاب التي تعرض لها مع رفاقه للوصول إلى الهدف المنشود وهي تحرير كامل الأراضي السورية من الارهابيين وتتابع زوجة الشهيد لن أنسى حبه وعطفه وحنانه ووصيته بالأولاد –اليمامة –لجين-ريم –علي بأن أعمل جاهدة على متابعة دراستهم واهتم بتحصيلهم العلمي .. و أعاهده أن أسير على وصيته وأن أحقق حلمه وأنا أفتخر دائما أنني زوجة الشهيد البطل الذي قدم دمه وروحه دفاعاً عن وطنه وترابه المقدس ..
لن أنساه أبدا فهو باق في الذاكرة والقلب رحمه الله ورحم جميع شهداء سورية وجعل مثواهم الجنة .
ذوو الشهيد البطل الملازم شرف سامر عبد الكريم دغرور:
من يملك إرادة التضحية والشهادة يملك حتمية النصر
أيها الشهيد الساكن في الوجدان أبداً ..لأزيز رصاصك في ميدان النصر وقع مرعب في نفوس الأعداء …لونت ترابنا والأنهار والورود من دمك الطهور لتبدد العتمة ولنبرأ من سقم العنف والحقد ..حملت في قلبك وروحك رسالة وطن ، وبزلزال عرينك دمرت مخططاتهم وباشتياق خطوت سريعاً في سبيل الله ، لتعيش حياً عند ربك ترزق لروحك الإجلال والإكبار شهيدنا البطل الملازم شرف سامر عبد الكريم دغرور ..
يقول والد الشهيد : مايجري في سورية انتقل من السرية إلى العلنية ، فتركيا (أردوغان ) تعمل كرأس حربة في دعم التنظيمات الإرهابية وهي توجه أدواتها وإرهابييها لمواصلة ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري الصامد وماشهدته سورية من تصعيد غير مسبوق في حجم الإجرام والتضليل الإعلامي يعكس حقيقة الأطراف الداعمة للإرهاب والممولة للتنظيمات الارهابية التكفيرية ، والتي لطالما دأبت على الادعاء بأنها تحارب تلك التنظيمات وفي مقدمتها –داعش –والنصرة –لكنها في واقع الأمر تقدم الدعم لها ، وتغض الطرف عن الأعمال الإجرامية التي ترتكبها في انتهاك فاضح لقوانين مجلس الأمن لذلك كانت الإرادة القوية والتصميم على مواجهة قوى الشر والبغي والعدوان وضربهم بيد من حديد ، والإصرار على سحق التنظيمات الإرهابية وتحرير كل شبر من أرض وطننا الحبيب .. فكانوا مثالاً للتضحية والفداء والوفاء دفاعاً عن الوطن وعزته وكرامته ..
ويتابع قوله : شارك البطل سامر مع رفاقه في عدة معارك ضد المجموعات الإرهابية فكان رجلاً مقداماً شهماً ، خاصة في معركة تحرير طريق حلب – خناصر ، عندما حاصرتهم العصابات المجرمة بعرباتها وسياراتها المفخخة قام البطل سامر مع أحد رفاقه بعملية استشهادية بطولية سطرا فيها أروع ملاحم البطولة والفداء .. دمرا آليات وسيارات الإرهاب و قتلا العديد منهم وتمكنا من دحر بعضهم مذعورين ، ثم استشهدا بتاريخ 14/4/2013 ..
ارتقى إلى العلياء بعد أن قاتل بشرف وارتقى شهيداً وانتصر بشرف ..
الرحمة والخلود لأرواح الشهداء الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر ..
السيدة نجاح والدة الشهيد تقول : لقد استعذب أبناء سورية الموت ليحيا وطنهم وقدموا التضحيات الكبيرة في مواجهة الإرهاب الغاشم والحاقد ..
اختار ابني البطل الشهادة ليسمو في أعلى درجات النبل والإيثار ، اختار التضحية سبيلاً لنحيا ونعيش في عز وكرامة .. آمن بقضية وطنه فازداد عشقاً للفداء بالروح في سبيلها ، قاتل حتى الرمق الأخير فدفاعه هذا كان إيماناً منه بأن الشهادة قيمة القيم وذمة الذمم والطريق إلى المجد والخلود ونصر الوطن ..
من مواقف وتضحيات الأبطال العظماء والشهداء الأبرار نستمد القوة والمنعة والصبر والعزيمة والإيمان والثبات ، فالشعب الذي يملك أبناؤه إرادة الصمود والتصدي و إرادة التضحية والشهادة ، هو الشعب الذي يملك حتمية النصر والبقاء وهكذا هم أبطال الجيش العربي السوري الذين يعيدون لسورية ألقها وحريتها لتبقى أرض الخير والعطاء ، وسيبقى جيشنا الباسل العين الساهرة على صون كرامة وعزة الوطن والدفاع عن شرفه ، وستبقى أرواح شهدائنا أنشودة نتغنى بها على الدوام ووسام فخر واعتزاز على صدر كل سوري أبيّ .
هديل زوجة الشهيد تحدثت قائلة : كان البطل سامر قدوة لكل زملائه لما تحلى به من أخلاق عالية ،ملتزما بالقيم الاجتماعية والأخلاقية ..
استشهد رحمه الله وهو يؤدي واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن لأن الوطن لن يكون منيعاً بغير الشهادة ..
والشهيد هو الإنسان العظيم الذي عاهد فصدق ، لقد كان سامر بطلاً من أبطال الوطن الشجعان ، حمل روحه على كفه عندما سمع صوت الوطن يناديه فتألق في قلبه حب الوطن صادقاً و دافئاً ، قدم أغلى ما يملك وروى بدمه الطاهر التراب ليهنأ وطنه بالأمن والاستقرار . لقد رحل سامر لكن عزائي الوحيد أنه رحل بطلاً بعملية استشهادية ليحمي رفاقه من صواريخ وشظايا ورصاص الإرهاب ارتقى إلى العلياء ليكون الشمس والنور للحياة ..
يا لفخرنا .. فخر ولده جعفر الذي عرف أباه ولمس حنانه وحبه ، وفخر سامر الذي جاء إلى الحياة بعد استشهاد والده البطل .. سأربيهما على النهج الذي اختاره البطل وعلى الذكريات الطيبة وندعو له ولجميع شهداء سورية بالرحمة ونسأل الله الصبر والسلوان .
لقاءات : ذكاء اليوسف