يتسارع أصحاب المحال التجارية إلى اعتماد ما يسمى بالتنزيلات نهاية كل موسم وهذه المبادرة ( التحايلية) فاقدة للهوية وليس لها من اسمها نصيب ولا ترقى إلى احترام مخاطبيها ( المواطنين ) ولاتدار بعقلية اقتصاد سوق تراعى فيه أخلاقيات وحسن سلوك وسير عمليات البيع والشراء .
ظاهرة التنزيلات إن استطاع التاجر إليها سبيلا تكون في الغش وليس في السمين يضرب من خلالها التاجر مجموعة عصافير بحجر واحد ، يجذب الزبون و يسوق الرديء والستوكات التي تشكل عبئاً على المستودعات ومع أن المواطن يعلم بأن التنزيلات كذبة كبرى إلا أنه ينظر بعين الإعجاب لهكذا خطوة متناسياً عدد الخيبات التي نالها على مدار سنوات عندما أراد إقناع نفسه بوجود ( تنزيلات ) .. ومع هذا وذاك فإن «كذبهم الحلو » يجذبه لشراء تصفيات بضائع لم تعد تساير الطقس وألوانها غير مرغوب بها ومقاساتها تحتاج إلى إعادة حبك وتصنيع ، لكنها بسعر أرحم من بقية الأوقات .. يعني التنزيلات لن تكبح جماح الولاء الأعمى للربح والطمع والجشع لتاجر يجد نفسه حراً بالطريقة التي يروج بها لبضاعته دون مبالاة وغير عابىء بمساءلة أو مراقبة تفرض فيها العقوبات على محال تعتمد النصب والاحتيال في الإعلان عن تنزيلات تحمل الكثير من المفارقات ولا تتناسب مع ما نشر على الواجهات من كلمات وعبارات فيها مغالاة وتسفيه لأحلام المواطن الذي يدوخ السبع دوخات أملاً بملاقاة التنزيلات من أجل شراء قطعتين أو ثلاث لأولاده لكن حساب السرايا لا ينطبق على حساب القرايا ، فسعر الجاكيت – مثلاً- ثلاثون أو أربعون ألفاً تصفية ماركات أو عشرون ألفاً من الستوكات .
ولسنا هنا بهدف تقليب المواجع والذكريات ، فمعلوم كم يعاني المواطن في سبيل تأمين بعض الاحتياجات جراء حرب أكلت الأخضر واليابس وزادها بللاً العقوبات وتجار الأزمات ..
وعود على بدء فتكريس هذه الظاهرة نهاية الموسم ليس دليل جدية ومصداقية التجار ، فهذا أمر مطعون به وتجارب المواطنين غنية عن التعريف بإقبالهم على الدعوات الشعبية التي تحترم دخله المهدود وتتيح الفرصة له بتسويق المعقول و المقبول .
هي فلسفة تجار في ايهام المواطن بأسعار يخالها الأخير ضالته في زمن تفشى فيه وباء الغلاء بإصرار ونية على نحو يخدم مصالح تآمرية وتجار الأزمات والمتلاعبون الفاسدون لم يكونوا لغدرات الزمن بلسماً ووقاية .. وجدير بالمسؤولين تطهير وتعقيم أسواقنا من الغلاء لأنه اخطر من «كورونا» العرضية علّ مناعة التجار تضعف ويعملون وجدانهم في لجم أسعارهم التي لا تكحل الواقع بل تعميه وتزيده اسوداداً .
العروبة – حلم شدود