معاناة قد تكون مشتركة لدى أهالي وسكان قرى وبلدات ريف محافظة حمص, في موضوع النظافة وجمع ونقل القمامة المنزلية وطريقة ترحيلها والتخلص منها , وهذه المعاناة تكمن في عدد العمال الذين من المفروض أن يكون عددهم متناسباً مع عدد سكان القرية أو البلدة ، وعدد الآليات الضاغطة التي تقوم بنقل وترحيل القمامة المنزلية وإن وجدت إحداها فلا تقوم بالعمل المطلوب كما يجب نظراً لكثرة أعطالها بسبب قدمها وعدم وجود قطع تبديلية للإصلاح ، إضافة إلى قيام العديد من الأهالي برمي أكياس القمامة بشكل عشوائي دون التقيد بالمكان والزمان وهذه المشكلة موجودة في المدينة والريف على حد سواء وخاصة بعد مرور سيارة نقل القمامة وهذا يعني أن القمامة تبقى في أي وقت وفي أماكن متفرقة ، وهناك مشكلة عدم كفاية المخصصات المحددة من مادة المازوت اللازمة لحركة آليات نقل القمامة ( سيارة ضاغطة – جرار زراعي مع مقطورة ) ، وقلة تعويض طبيعة العمل التي يتقاضاها عمال النظافة ، و كثرة انتشار الحشرات والزواحف الضارة خاصة في فصل الصيف والتي تؤدي إلى حدوث أمراض متعددة , وعدم قيام البلديات بعمليات المكافحة المطلوبة , إما لعدم وجود كمية كافية من أدوية المكافحة أو لضعف فاعلية الدواء المستخدم . .. ونذكر وقائع عن وضع النظافة والقمامة المنزلية في بعض القرى والبلدات .
سيارة ضاغطة قديمة
يوجد لدى بلدية قطينة سيارة ضاغطة تنقل القمامة حركتها متعثرة في أكثر الأحيان نظراً لقدمها وكثرة أعطالها وتحتاج إلى مبلغ كبير لإصلاحها بشكل جيد لذلك تبقى القمامة مكدسة في الحاويات والشوارع لعدة أيام دون ترحيل حتى يتم إصلاح السيارة وفي هذه الحالة يحدث ضغط في نقل وترحيل القمامة خاصة إذ عرفنا أنه يوجد ثلاثة عمال نظافة يرافقونها , أحدهم تعيينه عامل حديقة وتم تكليفه بالعمل مع سيارة القمامة التي تقوم بنقل القمامة إلى المكب النظامي الموجود بالقرب من الضاحية العمالية بالوعر , يوجد جرار ومقطورة ولكن عمله في جمع ونقل القمامة يتم عند تعطل السيارة وفي حالات نادرة , كما أن له عملاً آخر يتمثل في فتح وتسليك مجرور مياه صرف صحي مسدود من خلال استخدام صهريج المياه والمضخة .
عدم تعاون الأهالي
لدى بلدية الغسانية جرار زراعي قديم وخلفه مقطورة صغيرة يتم استخدامهما في نقل وترحيل القمامة من قرى ( الغسانية – الحيدرية – والشومرية ) ويعمل معهما عاملا نظافة فقط أحدهما مثبت والآخر يعمل بموجب عقد سنوي ويتم ترحيل القمامة الى المكب الموجود بالقرب من قرية عرجون ( محطة الحوز ) والذي يبعد حوالي 15 كم عن أماكن وجود القمامة المنزلية وبحسب قول رئيس بلدية الغسانية , فإن البلدية بحاجة لسيارة ضاغطة وعدد من حاويات القمامة وأضاف أنه توجد معاناة من جراء قيام بعض الناس برمي أكياس القمامة على جانبي طريق عام حمص – الغسانية – الحيدرية وصولاً إلى لبنان وهنا يحدث خلاف بين بلديتي الغسانية والدمينة الشرقية بشأن جمع القمامة المنتشرة في غرب الطريق وفي شرقه .
مجال عمل واسع
يوجد لدى بلدية تل الشور جرار زراعي ومقطورة يعمل معهما عاملا نظافة على جمع وترحيل القمامة المنزلية إلى المكب النظامي بالقرب من الضاحية العمالية في الوعر ، وأوضح رئيس البلدية أنه يوجد صعوبة في جمع ونقل القمامة نظراً لاتساع مجال عمل الجرار الذي يشمل قرى( تل الشور – حديدة العاصي – عين الزرقاء ) بالإضافة إلى أحياء الطبنة والكرامة والأنوار وكذلك مزارع وبساتين تل الشور وعين الزرقاء , وللتخفيف من هذه الصعوبة طلبنا من المحافظة ومن مديرية الخدمات الفنية ومن الشركة العامة للأسمدة تزويدنا بتركس بشكل مؤقت للمساعدة في جرف وجمع وتحميل القمامة ولكن دون نتيجة وهناك معاناة أخرى تكمن في قلة مخصصات الجرار من مادة المازوت حيث إن الكمية المخصصة له شهرياً 110 ليتراً فقط وهذه الكمية غير كافية ليغطي مجال عمله الواسع .
وأكد أن البلدية بحاجة لسيارة ضاغطة أو تركيب جرافة أمامية للجرار وزيادة عدد عمال النظافة وتزويد البلدية بمبيدات حشرية كافية لاستخدامها في قتل الحشرات الضارة خلال فصل الصيف القادم.
تكلفة الصيانة مرتفعة
أشار رئيس بلدية الرقامة إلى وجود مكب مركزي يقع في الجهة الشمالية الشرقية ويبعد عن القرية مسافة 1,5 كم ، هذا المكب مخصص لعدة قرى منها الريان والفحيلة – المضابع وتل الناقة والعزيزية والحمرات ، ويوجد جرار يقوم بجمع القمامة من قرى البلدية الثلاث وترحيلها إلى المكب ،والمشكلة «برأيه » هي المساحة الجغرافية الكبيرة التي يغطيها وعدد العمال القليل ويبلغ عددهم اثنين فقط ، وأضاف : طالبنا المحافظة عدة مرات بضرورة وجود سيارة ضاغطة ، حيث يوجد لدينا (15) حاوية كبيرة سعة (1000) كيلو ولم يتم توزيعها بسبب حجمها الكبير ، كما أشار إلى قلة مخصصات المازوت ، وحاجة البلدية الماسة إلى جهاز لرش المبيدات الحشرية “دخاني” نظرا لوجود الحفر الفنية الكبيرة غربي البلدة وعدم ربطها بشبكة الصرف الصحي حتى الآن ، إضافة إلى تكلفة الصيانة نتيجة الأعطال الكثيرة للجرار وموازنة البلدية لا تتحمل إضافة هذه النفقات ..
المخصصات غير كافية
رئيس بلدية المضابع محمد عفوف قال : لدينا نقص كبير في عدد عمال النظافة ، ولدينا جرار يقوم بجمع القمامة وترحيلها من أربع قرى ، أعطاله كبيرة نتيجة لقدمه وهو يعمل بحدوده الدنيا ، طالبنا بسيارة ضاغطة لكن ما من مجيب حتى الآن ، كما نوه إلى تعاون الأهالي في الحرص على التقيد بمواعيد رمي القمامة حيث يتم جمعها ثلاث مرات في الأسبوع لتجمع المضابع أما لقرى البلها والعزيزية وقني مرتين أسبوعيا ..وتبلغ كميات المازوت الزراعي التي نحتاجها 90 ليترا أسبوعيا .. أما بخصوص المبيدات الحشرية فقال : في كل عام نستلم مخصصاتنا من المادة لكنها غير كافية ..
التعاقد عن طريق البلدية
قال رئيس بلدية القبو رامح منصور أن البلدة عبارة عن تجمع سكاني لحوالي (18) ألف نسمة ، ويتبع لها الشنية وقرية أوتان ومزرعة العوصية ، أما بلدة القبو فعدد سكانها (11) ألف نسمة يوجد فيها سيارة شاحنة لجمع القمامة ، ويبلغ عدد العمال اثنان فقط ، ويتم العمل بجمع القمامة طيلة أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة ، أما الكميات المرحلة يوميا حوالي (3) طن ، أما كميات المازوت الشهرية فتبلغ (300) ليتر
أما في الشنية فترحل القمامة بجرار زراعي وعدد العمال اثنان فقط وهذا العدد لا يتناسب مع عدد السكان البالغ(5000) نسمة ويتم جمع القمامة طيلة أيام الأسبوع ما عدا يومي الاثنين والجمعة ، وتبلغ الكميات المرحلة يوميا حوالي (1,5) طن يوميا ونحتاج إلى (200) ليتر مازوت شهريا ..
وبالنسبة لقرية أوتان ومزرعة العوصية فترحل القمامة بجرار زراعي ، يوجد عامل نظافة واحد ، ويتم جمع القمامة يومان في الأسبوع صيفا ويوم واحد شتاء ، وتبلغ الكميات المرحلة خلال الأسبوع حوالي(1,5) طن ، نحتاج حوالي (100) ليتر مازوت شهريا لعمل الجرار ..
وأضاف : ترحل القمامة إلى مكب مركزي في أرض بلدية الشرقلية ويبعد المكب عن بلدة القبو حوالي 3,5 كم علما أن القمامة ترحل يوميا من المكب من قبل مديرية الخدمات الفنية عن طريق متعهد خاص
لكننا نعاني من النقص الكبير في عدد عمال النظافة ونحتاج لخمسة عمال جدد لتخديم البلدة ، ونتمنى أن يكون التعاقد مع عمال النظافة عن طريق مجلس البلدة بشكل مباشر وذلك بسبب قلة عدد العمال الراغبين بالعمل في قطاع النظافة ..
تشغيل المكبات المركزية
أشار المهندس محمد شلهوب مدير مديرية إدارة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية إلى أن عمل المديرية لم يتوقف حتى خلال فترة الحرب رغم ظروف العمل القاسية ، خاصة مع تغير المعدلات السكانية بين الريف والمدينة ، وازدياد الضغط على الريف نتيجة الكثافة السكانية الحاصلة فيه ، مما فرض واقع عمل خاص على المديرية باعتبار أن الريف هو مجال عملها ..
ونوه إلى أن أغلب المحطات والمشاريع التي كانت مصممة منذ عام 2010 دمرت نتيجة الأعمال الإرهابية التي قامت بها المجموعات المسلحة ، وأضاف : لم نقف عاجزين أمام هذا الواقع بل انطلقنا لتحسين واقع النظافة في الريف “تشغيل المكبات المركزية” والمكب هو بالأساس (مكب عشوائي) وكانت الفكرة الاستفادة من هذا المكب العشوائي بترحيل النفايات الموجودة فيه مباشرة للمطامر الصحية “القصير- الفرقلس” أو طمرها بنفس المكان بعد التجميع بطرق فنية وبيئية صحيحة ، ومن هنا كانت الانطلاقة ,, منوها أن الدراسات كانت تتم انطلاقا من دراسة أساسية قامت بها الوحدة الهندسية في جامعة البعث معتمدين على خبرات وكفاءات عناصر المديرية وبدأ العمل بتشغيل المكبات ووضع مواصفات وشروط فنية مناسبة ، حيث تم التنسيق مع الوحدات الإدارية المشمولة بالمكب المركزي نظرا للقيام بتقسيم الريف إلى قطاعات ،وتركزت المكبات في (تلكلخ – المزينة- خربة التين – الضاحية العمالية – شين – فاحل ) وتم استحداث مكب في تارين أيضا .. والتي تقوم على تأهيل المكب المركزي وإغلاق جميع المكبات العشوائية على أن يتم ترحيل النفايات الحديثة بشكل يومي من هذه المكبات مما يخدم المنطقة بشكل أفضل ويحد من انتشار الأوبئة والأمراض ..
بدائل أوفر بتقنية جيدة
وأضاف المهندس أمير معمو : أصبح من الممكن بعد تحسن الظروف في مدينة حمص الرجوع إلى فكرة “تشغيل محطات الترحيل” التي صممت فيه حاويات معدنية مزودة بمكابس هيدروليكية لترحيل النفايات بواسطة الروافع الخطافية ، ولكننا اصطدمنا بعقبة صعوبة تأمين تلك الروافع نتيجة غلاء الأسعار وعدم توفرها في السوق المحلية ، علما أنه تم تزويد المديرية بثلاث روافع خطافية منذ عام 2016 يتم تشغيل محطة تلكلخ بها ، منوها إلى أنه تمت دراسة إمكانية الاستغناء عن الروافع الخطافية المكلفة وغير المتوفرة وذات التقنية المعقدة بتقنية أبسط، وهي قطر الحاويات المدولبة إلى المطامر الصحية في القصير والفرقلس بعد تأهيلها ميكانيكيا وكهربائيا مع تعديل مستويات الرونبات في المحطات بما يتناسب مع أبعاد الحاوية الجديدة مما خفف العقبات..
وحاليا نحن قيد تشغيل محطات (صدد- حديدة – أكراد الداسنية- الرقامة ) ضمن الطريقة الجديدة لنقل النفايات من الوحدات الإدارية «تجميع ودولبة» ، بالإضافة إلى تشغيل محطات تلكلخ وتارين والحوز عن طريق الروافع الخطافية الموجودة ، وبذلك تم الاستغناء عن فكرة المكبات المركزية التي تم اعتمادها كخطة اسعافية بديلة عن المحطات التي كانت متضررة ..
وأشار إلى وجود محطات قيد التأهيل مثل « محطة تل ذهب – الشرقلية » إضافة لتشغيل مكب مركزي فيها ، وتم الإعلان عن محطة حسياء ، وحاليا المديرية بصدد تشغيل محطة حمص كعقد جزئي بعد تنفيذ الأعمال المتبقية في مرحلة الإنشاء على حساب متعهد ناكل ..
ظروف بيئية وصحية
وفيما يخص المطامر قال : منذ سنتين نقوم بعملية طمر النفايات في مطمر الفرقلس بظروف صحية وبيئية مناسبة ، حيث تم تأهيل هذا المطمر وتشغيله وهو المطمر الأضخم على مستوى سورية ، يستقبل النفايات من الوحدات الإدارية التابعة له ، وفي حال عمل محطة حمص يستقبل النفايات التابعة لها ، مشيرا إلى أن العقد الحالي لتشغيل المطمر عقد جزئي مدته ستة أشهر تم من خلاله طمر ومعالجة النفايات القديمة في ساحات المطمر بمعدل 275 طناً في اليوم من النفايات وبكلفة وصلت إلى حوالي 32 مليون ليرة ..
وأضاف : حاليا نقوم بمديرية النفايات الصلبة بالإعلان عن المشروع مجددا لتشغيل المطمر لاستقبال النفايات من محطة نفايات حمص وبلدة الفرقلس والتجمعات السكانية المجاورة مع تأهيل المكب العشوائي في بلدة الفرقلس بشروط فنية وبيئية سليمة ..
توفر الآليات
وأضاف : في حال توفر الآليات ومرآب للصيانة في كل محطة من محطات معالجة النفايات نسعى في مديرية إدارة النفايات الصلبة إلى تجميع النفايات من الوحدات الإدارية مباشرة وإيصالها إلى المطمر والمكبات والقيام بالفرز والمعالجة وفقا لنوعها ومصدرها والإفادة منها في إعادة تدويرها دون الحاجة إلى البلديات والوحدات الإدارية لإيصالها بآلياتها القديمة إلى الأماكن المخصصة لها ..
وأوضح المهندس معمو إلى أن أغلب المناطق التي يتم رمي النفايات فيها تقع ضمن المخطط التنظيمي وبالتالي تتبع لمجلس مدينة حمص ورغم ذلك تم الكشف على تلك المواقع مثل طريق حمص- تدمر وتم ترحيل النفايات بآليات المديرية وإيصالها إلى المطامر الصحية ، منوها إلى تكرار رمي النفايات في تلك المناطق مما يستدعي تعاون كافة القطاعات للقيام بالعمل ضمن الإمكانات المتاحة ، ونوه الى الصعوبات التي تعترض العمل منها طبيعة العمل التي لا تتناسب مع الجهود المبذولة خاصة وأن عناصر المديرية على تماس مباشر مع النفايات ويتعرضون لخطر الإصابة بالأمراض باستمرار ، إضافة لحاجة المديرية إلى الدعم بالآليات والميزانية المناسبة خاصة مع توفر العناصر الكفوءة ..
عقود نظافة
عضو المكتب التنفيذي لقطاع المدن والبلدان محمود العموري قال : نقوم بدعم الوحدات الإدارية بما يخص النظافة من خلال تأمين عقود عمال نظافة مدتها ثلاثة أشهر من إعانة الموازنة ، ونعمل على تقديم هذا الدعم حسب الكثافة السكانية وحاجتها الفعلية ، منوها إلى أن الإمكانيات المادية حاليا قليلة ورغم ذلك تمت تغطية حوالي 20% من حاجة الوحدات الإدارية للآليات ..
وبخصوص تأمين المبيدات الحشرية وتوزيعها قال : نقوم بتزويد الوحدات الإدارية بالمادة حسب الخطة الموضوعة قبل بداية فصل الصيف ، مشيرا إلى أن البلدات والمدن الكبيرة لديها مرشات خاصة مثل القصير ، وخلال الفترة القريبة القادمة سيتم التوجيه لشراء مرشات من موازنة البلدية لضمان رش المبيدات الحشرية في وقتها ..
ونوه أنه في حال عدم التزام البلدية فيما يخص الحفاظ على النظافة تطبق العقوبات القانونية بحق رئيس البلدية حسب قانون النظافة قد تصل إلى حجب الثقة عنه .. ونحن جاهزون لتلقي أي شكوى بخصوص واقع النظافة في الريف وسنقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة حتما ..
بشرى عنقة – رفعت مثلا