نقطة على السطر.. أصبح عندي بطارية

طبعاً منذ خمسين عاماً قال نزار قباني (أصبح عندي الآن بندقية )فامتلاك نزار لبندقية هي فرحة كبيرة له ..لأنه يتأهب لمحاربة العدو الإسرائيلي ..وأنا في الحقيقة استطعت بعد جهد كبير أن أشتري بطارية لسيارتي ..ولكن المقصود أكثر في الأمر (أصبح عندي جرَّة غاز )فمنذ ثلاثة أشهر تتابع زوجتي رقمنا على الهاتف وفي كل يوم تقول لي إن رقمنا أصبح 1556 ثم 1550 ثم 1400 وهكذا ..وحين حصلت على الجرة كانت فرحتنا وسع الدنيا ..فقد زغردت زوجتي ورقصت أنا وسمع جيراننا الزغردات وأصوات الفرح ..فتوافدوا لتهنئتنا بالمناسبة العظيمة ..وقمنا بواجب الضيافة .وحضرت زوجتي القهوة على الغاز طبعاً ..وطلبت مني أختي أن أملأ غازها الصغير ..وحين سمع الأقارب بحصولنا على الغاز حضروا للمباركة فقمنا بإعداد الغداء لهم ..على الغاز طبعاً ..وجاء أقارب زوجتي مساء فأقمنا لهم وليمة عشاء ..ثم حضر أناس لم أعرف من هم ولا ما هي جنسياتهم ..ويرطنون بلغة لم أفهمها ..وكانت الاحتفالات متواصلة على طول الساعة من غناء ورقص ودبكة .. وامتلأ المنزل بالحابل والنابل .. وحين قام احدهم بإطلاق العيارات النارية من مسدسه جفلت فجأة واستيقظت من النوم ..وعندما فتحت عيني تأكدت أن صوت العيارات النارية هي أصوات اسطوانات الغاز التي ينزلها جارنا المعتمد ..وسمعت زوجتي تقول لي :لقد أصبح رقمنا للحصول على جرة الغاز 1320 ..فقلت لها وأنا أفرك عيني ..إذاً حضري لي القهوة على البابور فقالت لي لا يوجد مازوت فقلت لها إذاً سأشعل الحطب في (الموقدة )على السطح ..فقالت (خلص الحطب )فعدت واستلقيت وغطيت جسدي باللحاف وأنا أقول لها :دعيني أعود إلى حلمي السابق قبل أن تنفد اسطوانة الغاز في منامي ..وتصبحون على غاز .
د.نصر مشعل

المزيد...
آخر الأخبار