أعلنت الصين بكل شجاعة انتشار فيروس كورونا في مدينة ووهان التي تعد من أهم المدن الصينية اقتصادياً وتجارياً وإبداعيا ، وعملت الصين بصمت ومثابرة كعادتها فلم تتهم أحداً ولم تعتمد على أحد ، واستطاعت السياسة الصينية العقلانية التغلب على المرض ونجحت في عزل نفسها عن العالم ، وأعلنت السيطرة عليه ثم انطلقت إلى رد الجميل إلى الدول التي ساندتها في محنتها ولو بشكل معنوي ، لكن ظاهرة فيروس كورونا لم تكن عابرة كما يظن البعض بل هي مدبرة مع ظهور أدلة على تورط الجيش الأمريكي بنشر الفيروس في مدينة ووهان ، لأن الفيروس كما أظهرت المختبرات والتحليلات مصنّع بأيد بشرية .
وقد تصرفت الإدارة الأمريكية بشكل لا مبال مع انتشار الفيروس كما أن الرئيس الأمريكي الذي خالط مسؤولاً برازيلياً مصاباً بالفيروس أعلن اطمئنانه وعدم خوفه من المرض وهذا ما يؤكد تورط الاستخبارات الأمريكية في تصنيع الفيروس وقدرتها على إيجاد المضاد له .
تظهر نظرية المؤامرة واضحة مع انتشار فيروس كورونا ، فأمريكا أعلنت حربها الباردة ضد الصين منذ زمن وفرضت عليها عقوبات اقتصادية ومنعت حلفاءها من التعاون الاقتصادي مع الصين كل ذلك يؤكد تآمر الولايات المتحدة الأمريكية وتورطها في ظهور هذا الفيروس بالإضافة إلى الحرب الاقتصادية التي تشنها أمريكا ضد إيران وحصارها بكافة السبل وهذا ما يفسر تفشي الفيروس بكثافة في إيران ومارافق ذلك من حرب دعائية وإعلامية واتهام السلطات بالتقصير في معالجة الوباء ، وهذا أيضا يؤكد نظرية المؤامرة القائمة ضد الصين وإيران معاً ، لكن لم يخطر في بال الإدارة الأمريكية ومن نفذ الهجوم الجرثومي أن ينتشر بشكل يغطي معظم دول العالم ومنها أمريكا أيضاً ، الأمر الذي أثر بشكل كبيرعلى الاقتصاد العالمي حيث شهدت الأسواق الأوروبية اضطراباً في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع ازدياد قلق المستثمرين من الآثار الاقتصادية لهذا الفيروس الذي يهدد أكثر من نصف سكان العالم، كذلك تعرضت الأسهم المالية في أمريكا لهبوط حاد في مستهل عمليات التداول ، ولأن السحر غالباً ينقلب على الساحر فإن مستوى انتشار كورونا في الولايات المتحدة لم يكن في صالح ترامب انتخابياً فقد استهتر الرئيس الأمريكي طوال ثلاثة أشهر بحجم الخطر وانتظر حتى الساعات الأخيرة وبعد فوات الأوان لإصدار التعليمات للتعامل مع الفيروس كحالة طوارىء وطنية بالإضافة إلى أن النظام الصحي الأمريكي في أسوأ حالاته وهو غير قادر على مواجهة المرض فقد أعلن مسؤول أمريكي أن أمريكا غير قادرة على بناء المزيد من المستشفيات أو توفير أجهزة التنفس وأنها تسعى لاستغلال القواعد العسكرية كمراكز طبية مؤقتة .
الولايات المتحدة مازالت تتعامل مع كورونا كفرصة لمحاصرة بعض الدول وإضعافها فهل تكون المسألة برمتها حرباً بيولوجية بأهداف اقتصادية تترأسها أمريكا لتشمل كل العالم أو من تصنفهم أمريكا أعداء وخصوماً لها ؟
لقد حدد ترامب عمر كورونا الزمني حتى شهر حزيران المقبل ألا يعني هذا أن أمريكا هي وراء ظهور الفيروس ومعرفة سرّه ومدته ووقت انتهائه .
تكثر الأسئلة والافتراضات لكن الواقع يقرّ بأن الصين تمكنت من الانتصار في هذه الحرب والتصدي بنجاح باهر لهذا الوباء ، والنظرية التآمرية الأمريكية واضحة لأن التاريخ الأمريكي مليء بالوحشية وقد استعملت أمريكا كل وسائل الإجرام عبر التاريخ لتحقيق مصالحها الشخصية على حساب دماء وأمان الشعوب الأخرى.
محمود الشاعر