يبدو العالم اليوم محملاً بالأوبئة والكوارث والويلات ، هي زوبعة تاريخية تظهر بين الفينة والأخرى تكتسح المسافات لتنتشر الى كل أرض من أراضي المعمورة ، وباء اليوم « فايروس كورونا » خيم كظل ثقيل على النفوس كل ذلك في ظل غباء وجحود بحق الإنسانية صنعته دول صنع قلبها من حجر تتسابق من أجل الهيمنة على البشر وعقولهم وممتلكاتهم فزرعت الوباء لينمو كنباتات شيطانية .. وباء رسم الخوف على الوجوه رغم المحاولات الدؤوبة لإبعاد ذلك الاحساس تارة بالنسيان وتارة أخرى بإرسال الدعابات والنكات والسخرية علّ ذلك يكون بمثابة لقاح مضاد للمرض.
فالمضحك المبكي في آن معاً أن نحمل في نفوسنا النقيضين ، فما يضحكنا الآن هو نفسه الذي سينخر جسدنا ويلوث نفوسنا بوباء هذا العصر الثقيل والمتغير والمتلون بتسميات عديدة متشابهة الأعراض لكن أخطرها « فايروس كورونا».
ماجعل الأصوات التي كانت تملأ الشارع ضجيجاً تخفت بعد أن ملئت البيوت بالمؤن والمواد الغذائية ومستلزمات مواجهة الوباء كافة تحت وطأة الخوف من انتقال العدوى وكأننا على أبواب مجاعة شرسة . وقد غذتها الشائعات التي نشطت كغيمة كثيفة سوداء حركتها ريح عاتية لتنطلق بسرعة وتملأ الفضاء .
ضجيج كان يشعل القلوب بالفرح ، بات اليوم مبرمجاً على نحو سيىء لا نريده. نحاول أن نقاوم الضجر والروتين اللذين سيحلان لفترة ضيفين ثقيلين على قلوبنا ، وما علينا سوى ابتداع وسائل للترفيه وإزالة الغم للانتصار على الوباء لأن الطريق على ما يبدو طويل .. طويل وليس أمامنا إلا الانتظار والتدبير وتكثيف الجهود والمساعدة من خلال حملات التعقيم للحفاظ على النظافة مهما كان الوقت ومهما كان نوع المجهود ولنصغي الى صوت الأمل ونؤمن بأن كل شيء سيكون على ما يرام لنرجع البسمة القديمة ونعود الى رومانسية الزمن الغابر التي لن نحاول قمعها.
عفاف حلاس