عيد الأم .. عيد الوطن
في مناسبة عيد الأم نقف خاشعين أمام إنسانة عظيمة تمتلك أسمى معاني الحب والحنان منحت روحها وقلبها لأبنائها روتهم من حنان قلبها وغذتهم من رحيق روحها تقدمهم رجالاً يحمون الوطن ويتحملون مسؤولية المستقبل .
في هذا العيد أفتقدك ياأمي منذ 19 عاماً وصورتك مازالت مرسومة في ذهني ونبضك ما زال ينبض مع دقات قلبي ، وجمال ابتسامتك يسري في دمي .ودفء حنانك منحني القوة والتحلي بالأخلاق الفاضلة ، واحترام الآخرين ومساعدة المحتاجين .
لقد تعلمت منك الصبر والقدرة على تحمل الشدائد والتفاني في العمل والدفاع عن مصالح الناس والوطن ،فكنت القدوة لي والمثل الأعلى وكنت الصفاء والنقاء والوفاء.
صحيح أنك ياأمي غادرتنا بجسدك لكن طيفك لا يفارقنا .
أمي التي نحتفل بعيدها كم أتمنى لو كانت على قيد الحياة تعلن لي في كل يوم ومن عليائها إن الحياة في تجدد مستمر وفي انبعاث دائم بعد موات …
وهاهي تبعث برسائلها الروحية إلي كي أقوى على المرض لأرد بعض الجميل لأحلى ما في سر وجودي في الدفاع عن البقاء.
لقد تعلمت في المدرسة ومن الحياة كيف تعطي الأم بلا حدود وكيف تتفاعل مع أدق تفاصيل حياتنا ونبضات قلوبنا ..تعطي ولا تنتظر مقابل هذا العطاء ، تثقل ذهنها بالتفكير الدائم في البعيد والقريب ..
تصل الليل بالنهار بالدعاء والأمل من حنايا روحها وذهنها .
قالوا قديماً وراء كل رجل عظيم امرأة سواء أكانت أماً أم زوجة والشواهد في التاريخ عديدة..
ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم ،ولا وردة أجمل من ثغرها (شكسبير)
وجه أمي وجه أمتي ، وأعذب ما تتفوه به الشفاه البشرية هو لفظة الأم (جبران خليل جبران).
إن أحلى الأصوات وأحبها إلى قلوب البشر هو صوت الأم ،والأم تصنع الأمة
-إن التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها .وإني مدين لأمي لأن نجاحي كان ثمرة مبادئها وإرادتها السامية “نابليون بونابرت “
وجاء تكريم القائد المؤسس حافظ الأسد للأم من خلال المرسوم 104 الذي صدر عام 1988 والقاضي بجعل 21 من آذار يوم عطلة رسمية في جميع مؤسسات وأجهزة الدولة .وكذلك أكد في أكثر من مرة (على أن مجتمعنا سيبقى يعاني من ضعف وإن جهود التنمية في بلادنا ستظل تعاني من نقص مالم تأخذ المرأة (الأم )دورها الكامل في الحياة ).
إذن يوم الحادي والعشرين من آذار من كل عام ..عيد الأم ..عيد الوطن ..
عيد المحبة …
في عيد الأم نقف احتراماً وننحني إجلالاً أمام كل أم تعبت وضحت ودفعت الغالي والرخيص لترفد الوطن بالأبناء الذين يرفعون راية الحرية والعزة ،وأمام أمهات الشهداء اللواتي يستحققن أجمل محبة لأنهن ضحين بأبنائهن حتى يبقى الوطن شامخاً عزيزاً في سيادته وكرامته ..وكل عام والأمهات جميعهن بألف خير ..
رفعت مثلا