نبض الشارع …شوارعنا المتهالكة!

العديد من شوارعنا اليوم في حالة سيئة من كثرة الحفريات الموجودة والمنتشرة فيها ، فما أن تردم حفرة من أجل أعمال الصرف الصحي حتى تتلوها حفرة للكهرباء ، فحفرة أخرى للمياه ، تالية للهاتف ..
يرصف شارع هنا فيعاد حفره هناك وكأننا نعيش حالة سباق ماراثوني في عملية الحفر ..فلا تنسيق بين هذه الجهة الخدمية وبين تلك ، والضحية في النهاية هو المواطن والذي يشكل له الطريق مصيدة تفتح ذراعيها كأخطبوط يمتد لاحتوائه كون الحفرة وجدت بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار ، لا ينجيه منها سوى معجزة إلهية .. وقد سجلت حوادث كثيرة من هذا النوع خاصة في ظلمة الليل..
أما إذا كان يقود سيارة فإن رؤوس المسامير الصدئة والحجارة الصغيرة الموزعة على طول الطريق المحفر فستنغرس حتماً في دواليب سيارته لتستنفذ طاقته المادية في إعادة إصلاحها ..
ناهيك عما يحدث في فصل الصيف حيث يكون تيار الهواء على أشده فتزداد معاناة المواطنين مع تطاير ذرات الغبار لتدخل المنازل وتستثير أمراض الربو والحساسية وتؤذي المجاري التنفسية .
وفي فصل الشتاء تتحول الحفر إلى مستنقعات بعد هطول الأمطار بغزارة فتفيض الشوارع وتتسرب المياه إلى البيوت الآمنة مع ما تحمله من روائح كريهة صادرة من تلك الحفر وتشكل مشكلة مرورية وربما يذهب أطفال صغار ضحية هذه الحفر العميقة ..
فهنا نتساءل : لماذا لا تنفذ الجهات الخدمية مشاريعها مرة واحدة مع بعض التنسيق ولماذا تترك الشوارع مفتوحة لفترات زمنية طويلة حتى تبدو وكأنها قد شاخت وأكل الزمان عليها وشرب ؟..
كما أن تنفيذ الخدمات بشكل متباعد يشكل هدراً للمال العام.. هي أمور هامة تحتاج إلى متابعة جدية ودقيقة بردم وترميم وتعبيد تلك الحفريات بمجرد الانتهاء من المشروع من قبل الورشات ..
المواطن يستغيث من وجود تلك الحفر التي لا تنكشف لبصره المتوجس خوفاً ، حتى لا نصل إلى نتائج لا تحمد عقباها ..
هذا جلّ ما نتمناه .. فهل يحدث ذلك ؟نأمل ذلك

العروبة – عفاف حلاس