3حالات لاشمانيا في مزرعة فلة … منصرفات الحفر الفنية تسيل في الشوارع … المطالبة بنقطة طبية وتأمين وسائط نقل…
تعودنا في جريدة العروبة زيارة قرى الريف التابعة لمحافظة حمص للإطلاع على واقعها الخدمي والصعوبات التي يعاني منها أهالي تلك القرى ، ورغم لقائنا الأهالي أكثر من مرة ومحاولتنا نقل معاناتهم إلى الجهات المعنية إلا أن واقع أغلب القرى لم يتغير ومنها مزرعة فلة ، قرية ذات طبيعة جميلة ووادعة , تقع على أرض مرتفعة تجعلها تطل على القرى المجاورة لها، ويقع تحتها خزان مياه لقربها من سد الحولة ، ويعود سبب تسميتها(فلة ) إلى كونها تشبه شجرة الفل في جمالها كما يصفها الأهالي ، وللأسف رغم تلك الطبيعة الخلابة إلا أنها تفتقر إلى الكثير من الخدمات , ويشعر قاطنوها بالظلم نتيجة لذلك ، مقارنة بالخدمات المتوفرة في القرى المجاورة والتي تعتبر من أهم متطلبات الحياة ..
يبلغ عدد سكانها حوالي 800 نسمة وتبعد عن مدينة حمص 27كم وهي أقرب ما تكون إلى مزرعة أكثر من كونها قرية.
المنصرفات في الشوارع
تحدث الأهالي عن معاناتهم من عدم وجود شبكة صرف صحي في القرية , مما يجعل المنصرفات تطفو في الحفر الفنية وتسيل في شوارع القرية ناشرة الروائح الكريهة ومسببة تكاثر الحشرات والبعوض مما يعرض الأهالي للأمراض ، ويزداد الوضع سوءاً في فصل الشتاء حيث تختلط مياه الأمطار مع المياه الآسنة وتتدفق بغزارة في الشوارع .
ولدى سؤالنا المهندس طارق حداد رئيس قسم الدراسات في مديرية الخدمات الفنية عن سبب التأخر بتنفيذ شبكة صرف صحي في القرية قال : إن قرية فلة لا تدخل ضمن المخطط التنظيمي وتحتاج إلى استثناء من المخطط ليتم تنفيذ مشروع الصرف الصحي فيها…ويسألنا هنا المواطن محمد محمود شقيف وهو مصاب باللاشمانيا ماذا ينتظرون لتنفيذ هذا المشروع ؟! حتى يصاب أطفالنا بالأمراض ..!!؟
وأشار الأهالي إلى أنه تم تخصيص فلة بإعانة مالية قدرها ٨ ملايين ليرة سورية في عام 2010 لتنفيذ مشروع الصرف الصحي ,ولكن لا شيء على أرض الواقع و مازالت الوعود خلبية … !!؟ مع الإشارة أن الاعتماد على الحفر الفنية الملوثة في المنازل ووجود المنصرفات في الطرقات سبب انتشار الأمراض والأوبئة بين الأطفال والأهالي ، وهناك الآن ثلاث حالات للاشمانيا بين الأهالي تتم معالجتها حالياً.. ..إضافة إلى تسرب المنصرفات إلى مياه الشرب و تمت معالجة هذا الأمر بشكل جزئي ولكن المشكلة مازالت قائمة.
و ذكرت الدكتورة رانيا الفحل مديرة مركز الأمراض السارية في صحة حمص أن عدد الإصابات باللاشمانيا في منطقة الحولة منذ بداية العام الحالي يتراوح بين ٤٠ و٥٠ إصابة ومنها ٣ حالات في فلة ..وبينت الفحل أن منصرفات الحفر الفنية العشوائية تشكل حاضناً مساعداً لانتقال الأمراض ومنها ذباب الرمل الذي يسبب اللاشمانيا.
وأوضح المهندس عباس منصور رئيس بلدية الشرقلية أن المطالبة بمشروع الصرف الصحي للمزرعة يتم باستمرار وخاصة بعد وضع المخطط التوجيهي والمطالبة باستثناء فلة من المخطط التنظيمي كشرط لتنفيذ المشروع ,إلا أنه دائماً يأتي الرد بعدم وجود ميزاينة .
شوارع ترابية
عند زيارة القرية لاحظنا أن الشوارع ما زالت ترابية حتى الآن باستثناء الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدخل القرية والذي تم تأهيله منذ عام 1985 , وحاليا يحتاج إلى مد قميص إسفلتي كونه أصبح ممتلئاً بالحفر التي تجعله غير صالح لمرور المشاة عليه وكذلك السيارات وخاصة في فصل الشتاء حيث تمتلئ تلك الحفر بالمياه والوحول التي تعيق حركة الأهالي ، أما إنارة الشوارع فهي معدومة.
الجدير ذكره أنه يوجد شبكة مياه في قرية فلة، و تم إجراء آخر توسع في الشبكة منذ 10سنوات ، ويعاني الأهالي القاطنين في الجزء القريب من الشرقلية من مشكلة تكمن في عدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم، علماً أنه يتم تزويدهم بمياه الشرب من قرية الشرقلية.
الأمراس مهترئة
شبكة الكهرباء قديمة منذ 1985 والأمراس مهترئة وبعد التوسع العمراني يوجد شوارع لم يتم تركيب أعمدة كهربائية فيها ووصلها مع الشبكة …وحتى الآن يعاني القاطنون في تلك الشوارع من عدم وصول الكهرباء إلى منازلهم, وطالب الأهالي أيضاً بإنارة الشوارع الواقعة على أطراف القرية ليلاً , وأشاروا إلى أن منازلهم لا تبعد أكثر من /100م/ عن آخر عمود كهرباء موجود (قائم) وهم يقطنون ضمن المخطط التوجيهي للقرية الصادر عام 2011 .
صفوف مجمعة
يوجد في القرية مدرسة ابتدائية فقط (صفوف مجمعة) أي يتم دمج كل 3 صفوف مع بعض ، واشتكى الأهالي أن هذا التجميع يؤثر على سوية التلاميذ العلمية وعلى قدرتهم على استيعاب المناهج، وطالبوا بزيادة عدد الغرف الصفية بما يتناسب مع عدد التلاميذ المتزايد، في حين يقصد طلاب الإعدادي والثانوي قرية الشرقلية من أجل متابعة تحصيلهم العلمي والذين يضطرون للتعاقد مع وسيلة مواصلات لنقلهم صباحاً والعودة ظهراً مما يزيد من التكاليف والأعباء المادية لذويهم في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نمر فيها.
الطرق الزراعية
يوجد في فلة بعض الطرق الزراعية التي تحتاج إلى تعبيد والتي يسلكها الأهالي وصولاً إلى أراضيهم لنقل محاصيلهم ,منها طريق فلة – القناقية والذي يحتاج إلى فرش وتزفيت, أما طريق فلة – العوصية ما زال ترابياً والحاجة ملحة إلى تعبيده كون أكثر الأراضي مطلة عليه وقريبة منه.
تأمين المواصلات
تحدث الأهالي عن معاناتهم من عدم وجود مواصلات للقرية ، وهم يضطرون للتنقل إلى قرية الشرقلية حتى يتمكنوا من الذهاب إلى حمص , وأشاروا إلى صعوبة فوز الطلاب والموظفين صباحاً بمقعد في أحد السرافيس العاملة على الخط والعودة ظهراً , وتمنوا أن يعمل سرفيس على الأقل تكون بداية خطه فلة ينطلق صباحاً منها ليتم نقل طلاب الجامعة والموظفين إلى حمص صباحاً وبالعكس ظهراً ,أسوة بوجود باص النقل الداخلي الذي يخدم قرى القناقية والشرقلية وهذا سيكون له دور في تخفيف الأعباء المالية الكبيرة عن الأهالي التي تبدأ من نقل الأبناء من فلة إلى الشرقلية ثم الذهاب إلى حمص والعودة منها ظهراً,إضافة لضمان وصول طلاب الجامعة إلى كلياتهم في الوقت المناسب.
مركز توزيع
طالب الأهالي بضرورة وجود مركز لتوزيع اسطوانات الغاز في قريتهم وعدم ربطهم بقرية الشرقلية كون الكمية لا تكفي في أكثر الأحيان.
لا يوجد مركز صحي
لا يوجد مركز صحي في القرية و الأهالي يأملون إحداث نقطة طبية على الأقل وأشاروا إلى أنهم يعانون من صعوبة الوصول إلى أي مشفى أو مركز صحي وخاصة في الحالات الإسعافية وحالات الولادة، و مع عدم توفر وسائط النقل ، علماً أن الأرض المخصصة لإشادة نقطة طبية أو مركز صحي (حسب كلام المكتب الفني ” موجودة على المخطط إدارياً وهي بجانب المدرسة..
بقي أن نقول:
نتمنى أن يصل صوت الأهالي في قرية فلة إلى الجهات المعنية ، و أن تتم مساعدتهم وتأمين أهم متطلبات الحياة الضرورية التي من حقهم أن يعيشونها ، خاصة وأنهم صمدوا طوال سنوات الحرب في بيوتهم ورفضوا تركها رغم تهديدات المجموعات الإرهابية المسلحة لهم ولعائلاتهم مع التنويه إلى وجود مزرعة قريبة من مزرعة فلة شيدت خلال فترة الحرب منذ عام ٢٠١١ من قبل الأهالي المهجرين ويبلغ عدد سكانها ١٠٠ نسمة وهي مزرعة رأس العين وحالها ليس أفضل من حال مزرعة فلة وتفتقر تلك المزرعة إلى أبسط الخدمات فيها أيضا …
عصام فارس- بشرى عنقة