اكتشاف جدران أثرية ولوحة فسيفسائية في «الرستن»

عثرت دائرة آثار حمص بالتعاون مع الجهات المختصة على لوحة فسيفسائية تعود إلى الفترة الكلاسيكية داخل أحد أحياء مدينة الرستن.
و أشار رئيس دائرة آثار حمص المهندس حسام حاميش أنه بناءً على معلومات وردت من الجهات المختصة حول وجود عمليات حفر وتنقيب غير شرعية في مدينة الرستن, تم تشكيل فريق وطني من خبراء الدائرة لمتابعة العمل وإجراء اللازم..
و أضاف: أكد الخبراء أن ما تم الكشف عنه هو جزء من لوحة فسيفسائية تعود إلى الفترة الكلاسيكية, هذا الجزء من المتوقع أنه يشكل الإطار الخارجي للوحة المركزية التي لاتزال غير مكتشفة وأشار إلى أنه يتم حاليا توسيع الأسبار لكشف الأجزاء المتبقية من اللوحة.
من جهتها أوضحت الدكتورة ديالا بركات رئيس شعبة التنقيب في دائرة الآثار أنه بعد الكشف الأولي للموقع تبين أن إحدى غرف المنزل تحتوي على حفرة بأبعاد 170 *180سم لوحظ وجود أرضية فسيفسائية أسفل الحفرة على عمق 230سم. بدأنا التوسع بالسبر والتنقيب المنهجي ليتم فتح سبر بأبعاد 3*4م. مع تقدم العمل والنزول ضمن الطبقات الأثرية تم الكشف عن جدران أثرية بعضها تعود على الغالب إلى نفس فترة اللوحة المكتشفة, كانت مطمورة تحت المنزل, تم توثيق هذه الجدران والحفاظ عليها, وبمتابعة العمل والحفر حتى عمق 230سم وصلنا إلى سطح اللوحة المذكورة.
الآثاري جواد عكلا بين أن ما تم الكشف عنه تبلغ مساحته حوالي 8 متر مربع وأن اللوحة نفذت بمكعبات حجرية ذات ألوان متعددة رصفت بأسلوب هندسي لتشكل رسوماً هندسية من معينات ومربعات ثلاثية البعد وأمواج بحرية.
أما يامن صالح أمين مخبر الترميم في الدائرة فقد أكد أنه تم توثيق كافة المراحل التي نفذت بدءاً من لحظة الوصول إلى الموقع والبدء بأعمال ترحيل الأتربة, الحفر والتنظيف وانتهاءً بعملية إظهار المكعبات من خلال التصوير الفوتوغرافي كما وتمت عملية رفع هندسي دقيقة للسبر وللوحة وأوضح الصالح أنه وبعد الكشف عن اللوحة المذكورة تم دراسة الحالة الفنية وإجراء الاختبارات الضرورية لتحديد ثبات ومتانة اللوحة وتبين أن اللوحة تعاني من بعض المشاكل ومنها فقدان جزء من المكعبات في وسط اللوحة المكتشفة بالإضافة إلى تخلخل وانفصال بعض المكعبات عن الأرضية الكلسية الحاملة لها علاوة على ذلك وجود ظاهرة الانتفاخ(التطبيل) في جزء من اللوحة الأمر الذي يقتضي التدخل الفوري من خلال عمليات المعالجة الإسعافية من تدعيم وتقوية للمكعبات المتضررة.
وأكد الفريق أن العمل لا يزال في بدايته وأنه يحتاج إلى المزيد من الدراسات المعمقة وفتح أسبار جديدة لتحديد مدى امتداد اللوحة ومعرفة هوية المبنى الذي نحن بداخله لتحديد مستقبل اللوحة فيما إذا كانت سوف تقتلع من مكانها الأصلي لنقلها إلى المتحف أو يحافظ عليها في مكانها الأصلي أو يعاد ردمها منهجيا وفق الطرق العلمية الحديثة.
وأوضح الفريق أن هذا العمل يحتاج إلى تضافر جهود كل المختصين والمهتمين ويحتاج المزيد من الدعم المادي والمعنوي لمتابعة انجاز وإنجاح هذا العمل.
و أشاد حاميش بجهود وكفاءة فريق العمل وتعاطيهم بكل دقة وحذر وبكل علمية لمتابعة عملية الكشف عن باقي أجزاء اللوحة.

العروبة – هنادي سلامة

 

 

المزيد...
آخر الأخبار