مرض نادر تتم فيه مهاجمة الأعصاب الطرفية بواسطة الجهاز المناعي مما يؤدي إلى تلفها يدعى غيلان باريه .. يصيب هذا المرض جميع الأعمار , لكنه أكثر شيوعا عند البالغين و تتساوى فيه الإصابة عند الرجال و النساء و قد تزيد عند الرجال قليلا, و على الرغم من ندرة حدوثه فقد لاحظ الأطباء زيادة نسبته في الآونة الاخيرة في مشافي حمص, و قد تكون هذه النسبة مرتفعة في باقي المحافظات السورية. “العروبة “التقت الدكتور نصر درغام ليحدثنا عن هذا المرض فقال: هذا المرض قد يؤدي إلى شلل كامل للجسم و خاصة الأجسام الضعيفة و له عدة أنواع هي : التهاب الأعصاب الحاد و هو الأكثر – الاعتلال العصبي المحوري الحركي الحاد و هو أقل شيوعا – الاعتلال العصبي المحوري الحسي الحركي الحاد و نسبة حدوثه ضعيفة ايضاً.
و عن أسباب هذا المرض قال : إن الأسباب غير معروفة , لكن غالباً يأتي بعد إصابة الجسم بمرض معدٍ فيروسي أو بكتيري, مثل عدوى الجهاز التنفسي أو الهضمي مما يعيق الأعصاب أو يمنعها من نقل الإشارات العصبية إلى الدماغ, و يؤدي ذلك إلى الضعف أو التنميل أو الشلل.
ومن عوامل الخطورة العمليات الجراحية و سرطان الغدد اللمفاوية و مرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) و للعمر أيضا علاقة بهذه المسألة. و عن أعراض هذا المرض قال: إن أهم الأعراض هي الإحساس بالتنميل ووخز و ضعف في الأطراف , وصعوبة في حركة العينين أو الوجه و في التنفس أيضا, و عدم التوازن أثناء المشي و تسارع دقات القلب و انخفاض أو ارتفاع في ضغط الدم و شعور بالتعب العام, ولهذا المرض مضاعفات كحدوث خدر دائم أو جلطات دموية أو شلل كامل في الجسم و تقرحات سريرية (قرحة الفراش) و مشاكل في وظيفة الأمعاء و المثانة و جلطات الرئة و السكتة القلبية و تلوث الدم.
و أكد أن الأطباء يجدون صعوبة في تشخيص هذا المرض بمراحله الأولى لأن أعراضه تشابه أعراض أمراض أخرى لذلك لابد من الفحص السريري و الاطلاع على تاريخ المرض الطبي و أخذ خزعة من سائل النخاع الشوكي(بزل قطن).
و عن الوقاية من هذا المرض قال الدكتور درغام : مادامت أسبابه غير معروفة حتى الآن فلا يمكن الحديث عن الوقاية, و إن كانت هناك إشارات إلى أن فيروس الكورونا له علاقة بزيادة نسبة حدوث هذا المرض, و بالتالي فإن الوقاية تتعلق بمرض الكورونا الذي يسبق هذا المرض أحيانا, و أضاف: إن هذا المرض لا ينتقل من شخصٍ لآخر , و هو غير وراثي و تختلف الفترة التي يحتاجها المريض للشفاء و القدرة على المشي حسب شدة المرض و البدء بالعلاج مبكراً و حالة جسم المريض التي تختلف من شخص لآخر, و هنا على المريض مراجعة الطبيب عند ملاحظة الأعراض التي سبق ذكرها أو وجود حالة الاختناق باللعاب أو صعوبة النطق أو المضغ و البلع و عادة يتعافى 85% من المصابين بالمرض بعد ثلاثة أسابيع من ظهوره و قد تمتد إلى ستة أشهر أو عام كامل , و ذلك حسب شدة المرض…
وعن العلاج قال: لا يوجد علاج معروف و أكيد لهذا المرض , و الأدوية لتخفيف حدة المرض و تتلخص المعالجة في التالي:
-تبديل سائل البلازما الموجود بالدم لتخليصه من الأجسام المضادة التي تسهم في هجوم الجهاز المناعي على الأعصاب الطرفية.
-إعطاء المسكنات لتخفيف الأعراض.
– التأهيل الحركي لإعادة التحكم في العضلات.
كل ذلك يأتي بعد دخول المريض إلى وحدة الرعاية المشددة لمتابعة معدل التنفس و نبضات القلب.
جنينه الحسن