تحية الصباح .. امرأة من حمص ..!!

قالت لصديقاتها وهي تجوب شارع الدبلان بحمص إنها الآن تسترد روحها ويعود النبض الى قلبها … لأنها في حمص بعد فراق قسري لسبع عجاف .
في غربتها , قالت إنها كانت تتابع أخبار سورية من خلال الفضائيات والمواقع الالكترونية التي لها مصداقية وهي قليلة إذا ما قورنت بتلك التي تبث السموم وتختلق الأكاذيب لأنها جزء من المؤامرة الكونية على وطننا .
حمص , عندها , ليست وطناً صغيراً في وطنها الكبير , بل هي روح وقلب وذكريات طفولة وفتوة ودراسة وعمل .. وانجازات.
« لعن الله الإرهابيين ومن يدعمهم .. سورية الله حاميها ..»
ثمة فرح طفولي في عينيها وثمة دهشة وحزن .
الفرح لأن وطنها تعافى , وهي لا تعطي فرحها لأحد .. والدهشة وهي مبعث الفرح أيضاً لأن حمص عادت تتعافى .. والحياة هنا أقوى من الموت .. والوطن أقوى من الكوارث والعاشقون المدافعون عن الوطن , عبر التاريخ , كان لهم النصر المؤزر ضد العدوان والبغي والخونة وحثالة البشر ..!!
تلتفت الى صديقاتها وتسألهن « هل شاهدتن الفنان دريد لحام في مقابلة طويلة مع إحدى الفضائيات ؟!» وتابعت دون أن تنتظر جوابهن :  دريد قال إن من يسمون أنفسهم معارضين خارج سورية هم حثالة البشر وخونة لأنهم باعوا وطنهم بحفنة من الدولارات .. وشاركوا الأعداء في تدميره …!!
وتقول سيدة الأعمال الحمصية إنها عادت لتساهم في نهضة الوطن من جديد .. فالحمامصة, عبر التاريخ , معروفون بالوفاء والعمل والجد .. الذي يندرج تحت عنوان كبير وجليل هو « عشق الوطن » .
هي مسرورة لأن ساعة حمص الجديدة عادت لتدق وعلى توقيتها يبدأ زمن الإعمار المادي والمعنوي .
هي مبتهجة لأن شارع الدبلان عاد إليه الازدحام ويمتلئ بالطالبات والطلاب ساعة خروجهم من المدارس بعد انتهاء الدوام ..
وهي مسرورة أيضاً , لأنها ستلتقي مع صديقاتها في « الروضة » وفي « حديقة الفنون الجميلة » لاحتساء القهوة .
فرحتها لا تعطيها لأحد .. كما تقول , لأن حمص عادت « عاصمة للثقافة» .
وهي مدينة الشعر والشعراء لأن خمسة وعشرين بالمائة من شعراء سورية وشاعراتها من حمص .
وأود أنا – كاتب هذه السطور – أن أقول لهذه السيدة لقد ازداد عدد شعرائنا وشاعراتنا في حمص كثيراً .. فكل يوم نسمع بولادة شاعر أو شاعرة ..
قالت الكثير .
وتردد أبيات الشاعر نسيب عريضة كما في الغربة :
يا دهر قد طال البعاد عن الوطن
هل عودة ترجى وقد فات الظعن
عد بي الى حمص ولوحشو الكفن
واهتف أتيت بعاثر مردود
واجعل ضريحي من حجار سود
وتسأل هل نعمل على إعادة رفات نسيب عريضة ونحقق حلمه من بعد رحيله ؟!!
هي امرأة من حمص .. بل هي امرأة من سورية .. حفيدة زنوبيا وجوليا دومنا ..!!

عيسى اسماعيل

المزيد...
آخر الأخبار