إن الأزمة الحقيقية التي نعيشها اليوم هي أزمة أخلاق .. وليست أزمة فقر وضيق الحال..
فالحالة الانشطارية التي يعيشها الفاسدون تعبّر عن فشل ، إذ يعيثون فساداً ومن ثم يقومون بإلقاء الحجارة على من أنجز وساهم ويساهم في ازدهارالوطن ونمائه على نحو قويم …
فلا يطاق الجدال مع هؤلاء الأشخاص لأن أقوالهم لا طائل من ورائها ، كما أنه سرعان ما يتحول إلى سجال ، فشجار ، ولا نستطيع متابعة حديث معهم إلا بما يخدم مبادئ أساسية في الحياة تهم شريحة واسعة من المواطنين ..فمن المعروف من يسبب الكارثة ينتقد و يتحدث عن الفساد بلا خجل ليتبوأ منابر النصح و الإرشاد … لينكشف بعد ذلك بفضائح يندى لها الجبين نحصد نتائجها الكارثية الآن والتي أدت إلى تضخم الفقر وازدياد الحاجة ، وتزايد البطالة التي أخذت تحكم الطوق على رقاب العباد ..
وإذا كان هؤلاء قد صدقوا أنفسهم وحولوا أعمالهم إلى أساطير فعلينا نحن أن نراجع أقوالهم وأفعالهم ، وحقيقة الوقائع خير وسيلة لتقييم القول ومطابقته مع الفعل ، فهل نصدق مرة أخرى أساطين الكذب والرياء ، أم تراهم يريدون حصاد بعض ضوء انحسر ، وقدر من الشهرة قد ذبل ، ولكن لا… فقد ملّ الناس من فصول مسرحياتهم الكريهة التي لم يستطيعوا من خلالها إرشاد أنفسهم ومطلوب منا أن نصدقهم دون أن نسألهم وهم يتحدثون عن آلام الفقراء وكأن آلامهم واحدة ..
عفاف حلاس