كثير من المشكلات اليومية تستيقظ لتتحول إلى قضية مستعصية على الحل لا يملك خلالها المواطن سوى الإذعان للأمر الواقع ..فالمآسي والحوادث التي تحصل جراء الازدحام الموجود في الحافلة حتى التخمة تنتظر فرج ورحمة الجهات المختصة التي مازالت تضع أذناً من طين وأذناً من عجين وكأنها لا تعلم عن واقع الحال شيئاً .
فالراكب الإضافي في الحافلة يعد بالنسبة للسائق قطعة نادرة لا تقدر بثمن ، ليبحث عن ركاب إضافيين والذين يستجيبون للدعوة رغماً عنهم ، فالمستعجل للوصول إلى بيته أو إلى وظيفته في الوقت المحدد لا يهتم كثيراً لما قد يحدث من إشكالات بل يخبئون في نفوسهم دعوة قدرية أن يخرجوا من حياتهم الوظيفية أحياء أو على الأقل أصحاء البنية ، إذ إن المقعد الذي خصص لثلاثة أشخاص يحشر به أربعة وأحياناً خمسة ركاب ليكونوا بذلك عرضة لأمراض الديسك و المفاصل وغيرها من أمراض العظام .. إضافة إلى الجو الخانق وامتصاص أوكسجين الحافلة ما يتسبب بصعوبة كبيرة في التنفس ناهيك عن أن سائقي السرافيس باتوا يصطادون في الماء العكر ، يستغلون حاجة المواطن للسفر فيطلبون منه الأجرة مضاعفة فلا يوجد قرية على طول الخطوط بين حمص و غيرها من المناطق إلا و تعاني من نفس المشكلة ، الحمولة الزائدة التي تجعل الطريق يختزن حوادث مؤسفة من خلال الضغط على الدواليب خاصة في الطرقات المؤدية إلى القرى الجبلية و التي تجعل السيارة بالكاد تحمل نفسها في الصعود إلى تلك المرتفعات فما بالك و هي محملة بهذا الكم الهائل من الركاب.
قصص و حكايات نسمع عنها تتجدد في كل لحظة و ما زالت رقابة المعنيين تجلس على منصة التنظير دون الوصول إلى حل المشكلة من جذورها و معالجة عواقبها
عفاف حلاس