بعد مجموعتها القصصية الأولى التي صدرت في القاهرة قبل عامين و في دمشق قبل عام تحت عنوان ” اختفاء سوزي ” تصدر الأديبة هيام جابر عبدو مجموعتها القصصية الجديدة الثانية تحت عنوان ” سر دفين ” هذه المجموعة تحوي خمساً و عشرين قصة تختلف الموضوعات و لكن اغلبها ينضوي تحت عنوان القصة الاجتماعية.
اللافت في هذه القصص أن بطلاتها من النساء و راوية القصص امرأة وبالتالي فان القصص تركز على سبر أغوار المرأة و تنتصر لقضاياها و في العلاقة بين الرجل و المرأة ” زوج و زوجة – عاشق و عاشقة ” تقف الأديبة مع المرأة مع أنها تصور كيد المرأة ” إن كيدهن عظيم ” غير أن الوجه الآخر للمرأة أيضا يبدو جليا فهي نبع حنان و حب و عطف
أما و زوجة و حبيبة .
و في قصة ” صرخة مدوية ” نرى الموروث الشعبي . فالمرأة التي تدخل غرفة العمليات لاستئصال حصيات في الكلية لا يجد الأطباء شيئا في كليتها بعدها يتأكدوا بالصور و التحاليل أنها سليمة تقول لزوجها ” اذهب اشتر خروفاً وزعه على الفقراء .!!
و في قصة ” موقوف” الابن الوحيد لأبيه يتزوج امرأة ثرية لا تبدي أي احترام لأبيه المعلم يتعرض لحادث سير و هو يقود سيارة زوجته يأخذونه إلى قسم الشرطة و بعدما يعرف رئيس القسم من يكون يدفع له بالهاتف فيهتف لأبيه بعد غياب أشهر عديدة ” أبي أنا موقوف . الضابط المسؤول يقول انك معلمه و يريد أن يسلم عليك “
فالمكانة الاجتماعية تتغلب على الثراء و المال كما تقول القصة و في قصة ” هدية السماء ” تبدو المرأة وفية إلى أبعد حدود الوفاء تنتظر حبيبها الغائب . فهي في حضوره أنثى وفي غيابه رجل .. فهل يبادلها حباً بحب ووفاء بوفاء ؟!!
في قصة (ميلاد) يلعب رجل الدين دوراً إنسانياً اجتماعياً مهماً .
فالمرأة (لمى) ليس لديها أولاد هي في نزاع دائم مع زوجها ، لهذا السبب يستمر الخلاف طويلاً.. وذات يوم تنقلب الحياة في المنزل إلى سرور وفرح وثمة مهنئون يدخلون ويخرجون ( فقد جاء رجل الدين بطفلة عمرها شهرين إلى لمى وزوجها ..فقد وجدها مرمية أمام الكنيسة …!!)
وفي قصة ( حادث سير ) تتمدد المرأة أرضاً في الشارع بعدما تكسر النرجيلة وتدعي أن سيارة صدمتها . تريد الانتقام من زوجها الذي أجبرها على استعادة النرجيلة التي أهدتها لأخيها . دفع الزوج ثمناً باهظاً للمشفى .. والأدوية التي ألقتها في سلة المهملات ..!! ثمة قصص وطنية وقومية بعضها عن الشهداء الذين هم الرمز الأكبر للفداء ، عبر العصور . في قصة ( الزائر ) تفاجأ المرأة في زفاف ابنها الوحيد بزائر ترتاح إليه وتراقبه وتلاحقه .. قلبها يهفو إليه .. تريده بجانبها .. إنه شقيقها ( الشهيد ) جاء يشاركها بزفاف ابنها .. ابن شقيقته..!!
وفي ( اليوم الأخير من رمضان) تذهب إلى أهلها فتجد الناس يبكون وتعرف الحقيقة ( لقد استشهد شقيقها.. ويتحول الاحتفال بالعيد إلى احتفال بالشهيد ….!! ويصير العيد عيدين…
وثمة قصة بعنوان ( زهرة البيلسان ) ترصد الفدائيين الذين يقومون بعمليات ضد جنود العدو الصهيوني في فلسطين . عددهم يتناقص من ثلاثة إلى اثنين .. ثم يبقى فدائي واحد.. لكنه سوف يستمر بمقاومة العدو حتى يلتحق برفاقه الشهداء ، أعضاء الخلية
تمثل القصص بوح امرأة تجذب الأحداث القارىء بموضوعاتها المتعددة الشيقة وتسلط الضوء على ظواهر اجتماعية ووطنية .
إنها قصص المرأة الأديبة هيام جابر عبدو وقصص المرأة البطلة في كل قصة تضيف هيام جابر عبدو اسمها إلى قائمة الأديبات القاصات بجدارة واقتدار بسبب أفكارها الجميلة ولغتها البسيطة السهلة الممتنعة .
الكتاب : سر دفين قصص ، هيام جابر عبدو ، دمشق 2020
عيسى إسماعيل