قسم الدكتور وليد العرفي كتابه المعنون:”أطياف موشور الرؤيا” وهو مقاربات في تجربة الشاعر الدكتور محمد سعيد العتيق إلى سبعة مباحث ,فكما يتوزع الضوء في الموشور إلى سبعة أطياف ,كذلك هي دراسة الناقد العرفي لشعر الدكتور العتيق حملت سبعة عناوين بدأت بكلمة أطياف ,في الأول منها تحدث الناقد الدكتور العرفي عن طيف العنونة ودلالاته في النتاجات الشعرية للدكتور العتيق وفصل في المبحث الثاني في أطياف الصورة وحيويتها أما المبحث الثالث فتحدث فيه عن أطياف التعالق النصي ,و الرابع حمل عنوان: أطياف التجليات الصوفية ,والخامس أطياف المتن اللغوي ثم أطياف الأقرباء ثم طيف الموقف الشعري .
في محاضرات كثيرة وفي غير مناسبة كان هناك تحفظ دائم على عدم تناول التجارب الشعرية الحديثة التي لا يزال أصحابها قيد الإبداع لصالح تجارب مل النقد والنقاد والمتلقي من إعادة الخوض فيها وكتاب الدكتور وليد العرفي يلبي متطلبات الجمهور في تناول تجربة شعرية لا تزال قيد العطاء. وهذا الكتاب النقدي يأتي ضمن مشروع يعمل الباحث على إتمامه من خلال تسليط الضوء على التجارب الإبداعية الجديدة التي تستحق الدراسة والتحليل بعيداً عن المراوحة في شعر المتقدمين الذين أصبح القول في شعرهم إعادة كلام سابق للاحق ,وهذا ما دفع الدكتور وليد العرفي لتسليط البحث على تجارب إبداعية ما تزال تتابع خطواتها بثقة وثبات ,وهو ما يجعل للنقد أهميته في دفع تلك المسارات إلى مواطن أكثر جمالا وانفتاحا ,وهي ترى من يتابعها ويهتم بها ,فإذا كان الإبداع قوادم الشاعر التي يحلق فيها فإن النقد هو الخوافي التي تسهم في مده بالقوة والحيوية للاستمرار ومتابعة الطيران .
إذن نحن أمام تحد نقدي من قبل الدكتور وليد العرفي في التصدي لتجربة شعرية حديثة لا يخوض هذه التجربة إلا ناقد حصيف واثق من أدواته ولديه الملكة النقدية والشعرية فالدكتور وليد العرفي شاعر لديه مجموعتان شعريتان الأولى بعنوان :”ويورق الحرف ياسميناً “,والثانية بعنوان:”رأيت خلفي جثتي”ويحمل شهادة الدكتوراه من جامعة تشرين في الدراسات اللغوية ولديه العديد من الكتب النقدية المطبوعة ومنها ما يزال مخطوطاً ,أما كتابه الذي بين يدينا يقع بـ291 صفحة من القطع المتوسط وهو دراسة نقدية تطبيقية جديرة بمكتبتنا وجديرة بالقراءة والتذوق لكل راغب بتطوير ملكاته النقدية والشعرية.
ميمونة العلي