الثقافة ؟وتعريف المثقف؟ مفاهيم مطاطة بدليل أن من يريد أن يصبح مثقفاً بإمكانه ذلك “بكبسة زر” وببضع وسائل ملتوية يصل فيها الراغب إلى المنابر الثقافية ,بدليل تسنم الكراسي الثقافية من قبل من لم يتعاط الحرف يوما ,ولا يفرق الشعر من القصة ولا جلد عنده للإصغاء لمحاضرة نقدية ومثل هذا ينطبق على الصحافة فهي ليست أفضل حالاُ من الثقافة ,وإذا كنا نحن لا نعير أهمية لثقافتنا فمن الطبيعي أن يتنمر علينا الآخرون ثقافياً لذلك من المفيد إعادة التذكير بدور المثقف في عملية بناء مجتمعه ووطنه لأن ما نراه من تشويه متعمد لثقافات العرب من قبل بعض من يحسبون أنفسهم أصحاب حضارة رغم أنها لا تتجاوز المئة والخمسين عاماً .
أما الثقافة فهي مجموعة المعارف التي تشتمل العادات والآداب والفنون و والأخلاق والقانون في مجتمع ما ,وهي التي تفجر الإبداعات الكامنة لدى أبنائها ولعل من نافل القول التذكير بأن كلمة ثقافة مأخوذة من تثقيف الرماح أي حذقها ..وهي تصقل النفس الإنسانية وتهذبها وتجعل سلوك الإنسان مهذباً لا يائساً ولا متشاوفاً فالمثقف يميز الصواب من الخطأ ويختار الطريق التي توصله إلى البر وتعرفه على البحر في آن معاً. فالثقافة مكون من مكونات الحضارة الإنسانية التي تعتمد تراكم المعارف والخبرات على مدى قرون وأحقاب ,وهي ملك الإنسانية جمعاء من هنا تقع على عاتق المثقف مهمة عظيمة ونبيلة في الحفاظ على الهوية لكي نستطيع العيش ضمن تاريخنا وأصالتنا وثقافتنا….و العولمة تهمش ثقافات الآخرين لإلغائها وإفراغها من مضمونها الفكري بهدف جعل العالم كله فيما بعد تابعاً لثقافة الغرب ,والمثقف الحقيقي هو من يقف في وجه حملات التشويه التي تنال من لغتنا و ثقافتنا وفكرنا وعلومنا …وليس عيباً أن نأخذ من الغرب ما يفيدنا و أن نترك ما يضرنا ,بل العيب أن نرتكب الأخطاء بدراية مسبقة ,وأن نتساقط صرعى في بلاط الجوائز المشبوهة ,لذلك فالمثقف الحقيقي هو من يقدم ذوب روحه وفكره لينير الطريق أمام الآخرين وإذا ما تعرضت أمته للخطر يذود عنها بالكلمة المبدعة ومناسبة هذا الكلام الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد (ص) التي وضعت على أبراج فرنسا .وقد رأيت فلماً أمريكياً يتحدث عن ضابط شرطة أمريكي يضطر لقتل مشرد تنمر على خطيبته وهي تنتظره والفلم يصوره على أنه الفارس النبيل الذي خضع لعقوبة السجن بعد القتل بكل فروسية وان هناك في السجن من أراد إذلاله فسلط عليه سجينا آخر ضخم الجثة فقال له الضابط المسجون النبيل :(اذهب أيها العربي من هنا) نعم هكذا تصور الأفلام الأمريكية العرب على أنهم رعاة إبل ,فما رأيكم دام فضلكم أيها المثقفون العرب .
ميمونة العلي